طالبت الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، يوم أمس الاثنين 27 تموز/ يوليو، الأمم المتحدة والدول المانحة بـالإسراع في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أجل القيام بواجباتها تجاه المخيمات الفلسطينية.
وأشارت الدول، خلال اجتماع ممثليها وجامعة الدول العربية في اللجنة الاستشارية لـ "أونروا" بطريقة " فيديو كونفرانس"، إلى أن السيناريوهات الأسوأ للمخيمات في ظل جائحة "كورونا" والأزمة المالية التي تعاني منها "أونروا" باتت واردة مع ظهور مئات الحالات المصابة بفيروس "كورونا" بداخلها"، داعيةً جامعة الدول العربية إلى حث أعضائها للوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه دفع قيمة مساهماتها، والتي تبلغ 7.8% من الإجمالي العام لموازنة أونروا.
كما كشف الاجتماع عن خطة تحرك مشتركة لدعم "أونروا" في حشد الموارد المالية لتغطية عجزها المالي، في حين أعربت الدول، في اجتماعها الافتراضي برئاسة الأردن، وحضور لبنان وسوريا وفلسطين ومصر وجامعة الدول العربية، عن قلقها تجاه الأوضاع المالية للوكالة وتأثير ذلك على قدراتها في توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في ظل تزايد الطلب على الخدمات مع استمرار جائحة "كورونا".
ووفق البيان الختامي، فقد بحث الاجتماع الوضع المالي للوكالة وتطورات أزمة "كورونا" داخل المخيمات الفلسطينية في الدول المضيفة، إضافة إلى مناقشة خطة "أونروا" التعليمة لافتتاح العام الدراسي (2020-2021) والتحرك المشترك لدعم الوكالة في حشد مواردها.
وأكدت الدول المضيفة عدم قدرتها على تحمل أعباء مالية إضافية جديدة، وأن الأمم المتحدة والدول المانحة يجب أن يتحملا مسؤولياتهما تجاه "أونروا"، باعتبارها إحدى المؤسسات الأممية، من خلال سد العجز المالي لها وإيجاد مصادر تمويل ثابتة ومستدامة لميزانيتها، مرحبين بخطة الوكالة افتتاح العام الدراسي الجديد بالموعد الذي حددته الدول العربية المضيفة كل على حده، والتي ستراعي النمط التعليمي الذي يتناسب مع الدول المضيفة للاجئين في إطار الإجراءات الوقائية لمواجهة "كورونا".
وأوضحت الدول أن التعليم الذاتي (التعليم عن بعد) والتعليم المزدوج كلاهما يحتاج إلى تكلفة مالية كبيرة في ظل بيئة المخيمات الفلسطينية التي يغلب عليها الفقر والبطالة، وافتقارها بعضها لخدمات الإنترنت، بالإضافة إلى عدم امتلاك معظم الأسر داخل المخيمات أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية واللوحات الرقمية، وهي أساسية لإنجاح النمطين التعليميين الذاتي والمزدوج، "ما يتطلب من "أونروا" إعلان مناشدة دولية خاصة بموضوع التعليم في ظل جائحة "كورونا" لتأمين كل متطلبات تأمين العملية التعليمية وتطويرها وفق أفضل المعايير التربوية، بما في ذلك توفير اللوحات الرقمية للطلبة المحتاجين".
وثمنت الدول في البيان الختامي الدور الذي تقوم به "أونروا" في مواجهة الفيروس واستمرار خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، مُشددين على أهمية إعداد موازنة عام 2021 وفقا للبرامج الأساسية، وبما يتوافق مع احتياجات اللاجئين الفعلية بالتشاور معها والعمل على زيادة تبرعات الدول المانحة، وتوسيع قاعدة المتبرعين للوكالة بما يحقق لها الاستقرار المالي المستدام والقابل للتنبؤ.
وجاء هذا الاجتماع في ظل حالة الإحباط السائدة عقب نتائج مؤتمر "التعهدات المستمرة للدول المانحة" المخيبة للآمال، إذ لم يجمع سوى 130 مليون دولار فقط على شكل تعهداتٍ وليس مبالغ نقدية، من أصل عجز مالي للعام الحالي يصل إلى 400 مليون دولار.