استضاف فريق "رسائل الأمل" التطوعي والذي يضم طالبات متفوقات في الثانوية العامة الأسير المحرر زهير الشيشنية، والأسير المحرر أشرف العويدات، وذلك برعاية اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، للحديث عن حياة الأسرى ومعانتهم داخل السجون خلال استقبال الأعياد.
وبدأ الحوار وطرح الأسئلة على الضيوف من قِبل الفريق، حيث كان الحوار عبارة عن دردشة بين الأسير المحرر زهير الشيشينة والأسير المحرر أشرف العويدات من جهة، والطالبات من جهة أخرى بعد طرح فكرة الجلسة من قِبل الطالبات وهي "كيف يقضي الأسرى عيد الأضحى في السجون"، فتحدّث الأسيرين عن معاناتهم ومعاناة الأسرى داخل السجون خلال فترة الأعياد.
وأوضح الأسيرين أنّ "الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يستقبلون العيد بأشكال وصور متعددة ونظرتهم للعيد تنطلق من بعدين؛ الأول العقائدي والديني وهذا يجعل الأسير يستشعر مكانة العيد ويتعامل معه من هذا المنطلق خاصة أنه مناسبة إسلامية، أما البعد الآخر فهو المتمثل في نفسية الأسير في تلك اللحظات التي يبدأ معها بتقليب شريط الذكريات، ويتخيّل نفسه بين أهله وعائلته، ويتمنى أن يكون بينهم يشاطرهم هذه المناسبة ويشاركهم الفرحة".
وقالوا إنّ "العيد في السجون مناسبة إسلامية سعيدة، لكنها ثقيلة ومؤلمة، وتمر ساعاتها المعدودة وأيامها المحدودة ببطء شديد، والحياة والمشاعر فيها مختلفة، فيضطر الأسرى لإحياء المناسبة بطقوس خاصة، حيث الاستيقاظ المبكر صبيحة العيد، والاستحمام وارتداء أجمل الملابس، والخروج إلى الفورة (الساحة) لصلاة العيد، ومن ثم يصطفون بشكل دائري في الفورة، ويسلِّمون على بعضهم بعضاً، ويتبادلون التهاني، ويوزِّعون الحلوى والتمر وفنجان القهوة، ويواسون بعضهم بعضاً، وتُلقى الكلمات والخطب القصيرة."
وتابعوا: "في كثير من الأحيان تمنع إدارة السجن صلاة العيد بشكلٍ جماعي في ساحة القسم، وترفض تخصيص زيارة للأهل، أو الاتصال بهم هاتفياً، وفي أحيان أخرى تعمد إلى استفزاز الأسرى من خلال التنقلات أو التفتيشات خلال أيام العيد"، مُشيرين إلى أنّ "العيد هو مناسبة مؤلمة بالنسبة للأسرى، قاسية على قلوبهم، ثقيلة على رؤوسهم، يضطر فيها الأسير لاستحضار شريط الذكريات، بما حمله من مشاهد ومحطات مختلفة، فبعض الأسرى ينطوون لساعات طويلة في زوايا الغرف الصغيرة، والبعض الآخر يشرع في ترجمة ما لديه من مشاعر على صفحات من الورق، ليخطّ بعض القصائد والرسائل على أمل أن تصل لاحقاً إلى أصحابها، أو قد لا تصل وتبقى حبراً على ورق، وقد تنهمر الدموع من عيون بعضهم حزناً وألماً".
وأكدوا أنّه "في السنوات الماضية كانت إدارة السجون تسمح لوزارة الأسرى بإدخال الحلويات بمناسبة العيد وتوزع على الأسرى، وهذا ما كان يجعلهم يستشعرون بعضاً من مذاق هذه المناسبة، لكن ومنذ عدة سنوات ترفض إدارة السجن إدخال الحلويات"، موضحين: "في يوم العيد يختبئ الأسير وراء اشتياقه وأحزانه، ويحاول جاهداً أن يبتسم ويصنع أجواءً من الفرحة لكن ملامحه تفضح آلام روحه وأمنياته في أن يكون حيث يحب، حيث الأهل والأصدقاء والأحباب والحرية، لا نحتاج لاختبار كمية الفرح فينا في هذا اليوم، فكلنا نعلم جيداً أن لا معنى للفرحة داخل السجون وبعيداً عن الأهل، بعد انتهاء طقوس العيد التي نصنعها نحن والتي لا تتجاوز الساعتين يعود كل أسير إلى برشه "سريره" ويغرق في أحلامه وتساؤلاته فيفكر في أجواء عائلته، وماذا تراهم يفعلون وكيف يقضون العيد في غيابه، ويفكر أيضاً بعائلته وزوجته وصديقه الذين ترافقهم نفس الغصة في غيابهم، فهنالك بعض الأسرى يلتهون بالقراءة أو العبادة أو مشاهدة التلفاز والأخبار، والبعض ينام قهراً، فيما يستغرق الأغلبية في التفكير الذي لا حدود له داخل السجن وكم ستمر عليهم من أعياد دون لقاء الأهل".
كما تحدثوا للطالبات عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، وهو أقدم أسير فلسطيني داخل أقبية سجون الاحتلالي، بعدما اعتقل عام (1983) وهو إبن (25) عامًا، خلال وجوده في محاضرة بجامعة بن غوريون في بئر السبع بالنقب، حين كان يدرس هندسة الماكينات، وكانت محكمة الاحتلال قد حكمت عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي". وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً عليه بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد أشهر عادت وعدلت عن قرارها، وأصدرت حكمًا بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة.
واستذكروا ايضاً الأسير نائل البرغوثي والأسير ماهر يونس وعميد أسرى قطاع غزة ضياء الأغا، والأسير مروان البرغوثي والكثير من الأسرى بالسجون والأسرى المحررين، والكثير من المواقف بينهم وبين العديد من الاسرى من جهة وعائلاتهم من جهة أخرى خلال الأعياد .
واختتمت الجلسة الحوارية بقصيدة من إحدى المشاركات للأسير كريم يونس، وأغنية خاصة للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.