ككل المُخيّمات في قطاع غزة، تبدأ طقوس العيد بالمُشاركة في صلاة العيد، هذه هي الأجواء في مُخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، وكما عادتهم في اجتراح الفرح ولو لبضع ساعات يُعد اللاجئون الكعك والمعمول والقهوة لتقديمهم للضيوف أثناء أيام العيد.
يقول اللاجئ الفلسطيني من بلدة أسدود جمعة أبو شلبي لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ "أجواء العيد عنا الحمد لله كل سنة عن سنة تختلف بحسب الأوضاع وبحسب ميزانية الناس والحاجات"، مُضيفاً أنّ "عاداتنا احنا في العيد منعمل حاجات للناس التي تريد أن تعيّد علينا واحنا منروح نعيد عالناس منجبلهم وبنعمللهم. عاداتنا احنا منعمل كعك كل عيد وبنعمل معمول وقهوة وشاي للناس يلي بتيجي علينا".
أمَّا اللاجئة الفلسطينية أحلام أبو شلبي من بلدة أسدود، فقالت لموقعنا: "احنا في عيد الأضحي نعمل فطور (كبدة – بطاطا- بندورة- فول) وبيفطروا وبعدين بشربوا قهوة وبلبسوا ملابس العيد وبيلفوا على (يزورون) الأصحاب والجيران وعلى أقاربهم وعلى أحبابهم".
في حين قال اللاجئ الفلسطيني من قرية حمامة، أسعد القرم: "من سنوات عديدة ولاحقاً الوضع الاقتصادي صعب في البلد، بتعيش الناس ظروف صعبة، فالناس لا يوجد لديها إمكانيات عشان تضحي، ولا يوجد لديها إمكانيات تعيّد".
وأضاف القرم لموقعنا أنّه "لا يوجد لدى الناس إمكانيات تزور في المناسبات الدارجة زي ما كانت في السنين الماضية، في تراجع بموضوع الأضاحي، حتى في تراجع بموضوع الزيارات والعيديات بالنسبة للأخوات والبيوت المستورة والجيران والأقارب".
وفي السياق، أوضح محمد الهسة وهو لاجئ فلسطيني من يافا، أنّ "السنة يلي فاتت الكل كان يضحي، أما السنة هذه ما في أضحية، ويلي بيضحوا هما يلي معهم مصاري، أما احنا كل سنة كنا نضحي لكن على حسب الوضع وعلى حسب المأساة التي نحن فيها ما منضحي ما في حدا بيضحي".
لا يخفى على أحد أنّ "العيد للأطفال"، إذ يدخل العيد بأجوائه الجميلة مهما بدت بسيطة بفعل الظروف الصعبة الفرح لقلوب هؤلاء الأطفال المحرومين منه في أغلب الأحيان.
اللاجئ فلسطيني من حي العجمي بيافا حسن دوله يقول لموقعنا إنّه "من قبل العيد بأسبوع واحنا بمشاكل بموضوع العيد أنا والمرأة (زوجته) إنها بدها تكسي أولادها، وبدهم ينكسوا (يشتروا ثياب العيد) وبدهم يشفولهم يوم حلو، إنه أجواء عيد زيهم زي أولاد عمهم اللي كاسيين حالهم".
وتابع: "فأنا طلعت من البيت حاولت أسعى إنه أنا أفرّح الأولاد، وبالنسبة إلى وللزوجة يعني مش مشكلة، المهم يفرحوا الأطفال، بس ما اتمكنت فخلص رضينا بالأمر الواقع وحكينا مع الأولاد وحكينا مع المرأة وهدينا النفوس وعشنا حياتنا طبيعية".
وخلال رصدنا لأجواء العيد، بيّن دوله أيضاً أنّ "أجواء العيد بتبدأ عنا إذا بدنا نحس إنه احنا في عيد بتبعث مثلاً أختي علبة كعك أو حاجة زي هيك أو شغلات زي هيك، حتى تنقل الأولاد في الشوارع بيزيدني معاناة وأنا كرب أسرة ما قادر أحصر أولادي لأنه مش واعيين كلهم صغار يعني من صف سادس وأقل، فأنا لا قادر أمنعهم ينزلوا إلى الشارع ولا قادر أطلعهم على مكان يتفسحوا، وامبارح قعدوا يزعقوا عأمهم بدنا أبونا يكسينا وبدنا مصاري وبدنا نتعيّد، ما فش".
عائلة دوله كغيرها من العائلات في المُخيّمات الفلسطينية الثمانية في قطاع غزّة، فأهالي المُخيّمات لا يعرفون طعماً حلواً للعيد، لأن طعم المرارة بفعل الفقر والعوز هو الطاغي على طعم فرحة العيد الذي من المفترض أن يكون محطة للترويح والتخفيف عن نفوس أطفال هؤلاء اللاجئين في المُخيّمات.