يشهد مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب شمالي سوريا، حالة من القلق الكبير والمتصاعد، من مغبّة تفشي فايروس " كورونا" في المخيّم الذي يعتبر من أكثر المخيّمات الفلسطينية كثافة سكّانية في شمال سوريا.
يأتي ذلك، في ظل تقارير عن تسجيل مستمر لحالات إصابة في المخيّم وعموم مدينة حلب، ورصد" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن العديد من الأهالي تأكيدهم، أنّ أعداد الناس الذين يُصابون بأعراض الصداع وارتفاع الحرارة وضيق التنفّس، وسواها من أعراض الإصابة بفايروس " كورونا" بازدياد، دفعت كثيرين لالتزام الحجر المنزلي وسط غياب القدرة على التأكّد من الإصابة وشحّ العناية الطبيّة.
اللاجئ "أبو زهير رافع" من أبناء المخيّم أكّد لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ 3 من أقاربه يعانون أعراضاً تُطابق أعراض الإصابة بفايروس "كورونا"، ويشير إلى أنّهم ليسوا متأكّدين من الإصابة بسبب عدم توجههم لإجراء فحص الكشف عن الفايروس "نظراً لعدم توفّره بشكل سهل" وفق تعبيره.
وأضاف رافع، أنّ الفحوصات التي تُجرى في مدينة حلب، مقتصرة على المختبر الحكومي في المستشفى الجامعي الذي يشهد اكتظاظاً كبيراً، لافتاً إلى أنّ المستشفى لا يستقبل معظم الحالات ولا يُجري لها الفحوصات، بل يوجههم إلى الحجر المنزلي بناء على الأعراض فقط.
وأشار إلى أنّ معظم من تظهر عليهم أعراض مُشابهة لأعراض "كورونا" يتجنّبون الذهاب إلى المستشفيات الحكوميّة، "لأنّهم باتوا يعرفون الإجابة" ومفادها.. لا أماكن للحجر ولا أمكانيّة لإجراء فحص الكشف عن الفايروس حسبما أضاف.
وكانت حكومة النظام السوري، قد جهّزت خمس مراكز للحجر الصحّي في حلب بطاقة استيعابيّة لا تتعدّى 550 سرير فقط، وذلك في خمسة مستشفيات وهي :" المستشفى الجامعي، أمراض وجراحة القلب الجامعي، ابن خلدون، زاهي أزرق، إضافة إلى مركز جرى تجهيزه في المدينة الجامعيّة"
واقع أشاع في المخيّم حالة من اللا مُبالاة، وفسحت المجال للناس تشخيص حالاتهم بناء على أهوائهم، وهو ما يعزز فرص انتشار الوباء بشكل واسع، لا سيما في ظل غياب أجراءات الوقاية، وعدم تمكّن الأهالي من اقتناء مستلزماتها نظراً لتدنّي الأحوال المعيشيّة.
من جهتهم، أطلق ناشطون من أبناء المخيّم، "نداءً مُستعجلاً" للأبناء المخيّم المقيمين في خارج سوريا، للتبرّع لمرّة واحدة وبشكل استثنائي، لشراء الكمامات والمُعقّمات وتوزيعها على أبناء المخيّم، نظراً لعدم تمكّن كثيرين من شرائها لغلاء أسعارها.
ويبلغ سعر علبة الكمامات في الأسواق السوريّة 10 الاف ليرة سوريّة، أي ما يُعادل نصف قيمة المعونة الماليّة التي تقدّمها وكالة " أونروا" للاجئين الفلسطينيين في سوريا كل 3 أشهر، وكذلك نصف الراتب الشهري لموظف حكومي.
وجاءت المُناشدة، في إطار حملات جمع تبرّعات ماليّة للمحتاجين تقوم بها مؤسسة " صبايا الخير" في مخيّم النيرب، والهدف منها توفير نحو 25 الف كمامة، لتدارك أمرين مهمّين وهما :" فرض الكمامات على الجميع، وإقصاء العامل المادي الذي يمنع الكثيرين من شراء الكمامات" حسبما جاء في نصّها.
يأتي ذلك، في ظل استمرار غياب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا" عن التصدي لمسؤولياتها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات سوريا من الوباء، وعلى رأسها تأهيل المستوصفات الصحيّة في المخيّمات وتجهيزها لمواجهة المرض، سواء لجهة تزويدها بالمعدّات والمستلزمات الطبيّة والمختبريّة اللازمة، وتوفير أماكن للحجر الصحّي، وتأمين كافة مستلزمات الوقاية.
وكان "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد تلقّى تأكيدات من لاجئين يقيمون في العاصمة دمشق وضواحيها، أصيبوا بالفايروس وتسببوا في نقله إلى أسرهم، لعدم استقبالهم في المستشفيات، وعدم توفير وكالة " أونروا" لمراكز حجر صحي مجهّزة.