انتهى أمس الإثنين 10 آب/ أغسطس، موعد التسجيل في مدارس "أونروا" بلبنان للاجئين الفلسطينيين ومن ضمنهم المهجّرون من سوريا، للصفوف الابتدائيّة عبر الرابط الإلكتروني الذي خصصته الوكالة لهذا الغرض، دون أن تتمكّن بعض الأسر من استخدام هذه الآليّة، الأمر الذي أثار العديد من الشكاوى والمخاوف من فوات فرص الالتحاق بالعام الدراسي 2020/2021 على أبنائهم.
"كثير من الأطفال فاتتهم فرصة التسجيل بالمدارس"
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تلقّى عدداً من الشكاوى لأسر فلسطينية مهجّرة من سوريا في لبنان، لم تتمكّن من استخدام الرابط الالكتروني، إمّا لصعوبة تعاملها مع التكنولوجيا أو لعدم تمكّنها من القراءة والكتابة، إضافة إلى فواتها موعد التسجيل الذي حصرته الوكالة بمدّة زمنية قصيرة بين 24 تموز/ يوليو الفائت و10 آب/أغسطس الحالي.
وقالت اللاجئة الفلسطينية المهجّرة من سوريا وتقيم في مخيّم برج البراجنة آيات جمعة: إنّها لم تتمكّن من استخدام الرابط الإلكتروني، لعدم قدرتها على القراءة والكتابة، فضلاً عن أنّها علمت متأخّرة بمسألة التسجيل عبر الرابط الالكتروني، لعدم تعميم الأمر بشكل كافٍ من قبل الوكالة على الأهالي، وقصر مدّة التسجيل.
"تعامل فوقي مناف لأعراف الوكالة"
أمّا اللاجئ المهجّر من سوريا "أبو محمد" من سكّان منطقة وادي الزينة، قال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّه لم يتمكّن من إيجاد الرابط الالكتروني بسهولة، وقام بالبحث عنه بكافة مواقع وكالة الغوث الرسميّة، منتقداً عدم تعميمه على الأهالي بشكل مباشر.
وانتقد "أبو محمد" المحروم من المساعدات الشهرية لأونروا منذ 3 سنوات، ويحتاج إلى التسجيل في برنامج المساعدات، تعامل موظفي وكالة "أونروا" مع المُراجعين وخصوصاً اللاجئين المُهجّرين.
وأشار إلى ما حدث مع زوجته أنها حدث وذهبت لسوريا سعيها من أجل تلقي العلاج، نظراً لغلاء تكاليفه في لبنان، حيث قابلها أحد الموظفين المسؤولين عن تسجيلها في برنامج المساعدات بمركز صيدا بعبارة " لماذا خرجتي من سوريا؟ واذهبي وتابعي عيشك هناك" وهو تصرّف يناقض قوانين الوكالة وأعرافها.
لا سيما وأن منزل اللاجئ الفلسطيني "أبو محمد" دمر في مخيم اليرموك، وهو يعيش في لبنان نظراً لظروف صحية لزوجته التي لا تقوى على تحمل أجواء الحرب في سوريا.
"لم يوضع رابط التسجيل على الموقع الرسمي للوكالة"
من جهته، انتقد الناشط في لجنة معاناة المهجّرين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا ابراهيم مدني، الآليّة التي اتبعتها وكالة "أونروا" للتسجيل في المدارس، والتي أقرّتها كجزء من الإجراءات الوقائيّة من جائحة " كورونا" تجنّباً لعدم حصول تجمّعات في المدارس ومراكز التسجيل.
وقال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ هذه الآلية لم تراع أنّ العديد من العائلات "أميّة" بما يخص التعاطي مع التكنولوجيا وكذلك كثيرون لا يستطيعون القراءة والكتابة، فضلاً عن أن الرابط غير موجود على موقع الوكالة الرسمي، ما تطلب من عدد من اللاجئين جهداً للبحث عنه وبعضهم دون جدوى.
وأضاف مدني، أنّ العائلات التي لم تتمكّن من التسجيل عبر الرابط وفاتها الموعد المحدد، توجهت إلى المدارس لغرض التسجيل المُباشر، وتعرّضوا لـ"مُعاملة فوقيّة" من قبل الموظفين، الذين قالوا لهم :" الذي لم يسجّل عبر الرابط ليس له تسجيل" وهو ما استغربه الناشط مدني، داعياً الوكالة إلى إعادة النظر في آلياتها وأساليب تعاملها مع المُراجعين.
وطالب مدني وكالة "أونروا" باتباع آلية تضمن للأهالي تسجيل أبنائهم بشكل مُباشر، بشكل يراعي كرامتهم وسلامتهم من فايروس " كورونا" وذلك عبر تخصيص أوقات محددة في مراكز التسجيل، عبر مواعيد مُسبقة وتنظيم للدور عبر الاستدعاء الهاتفي للمُراجعين.
وأضاف، أنّ الوكالة لديها موظفين كثر، وتمتلك القدرة على تنظيم آليّة تضمن سلامة الأهالي وحسن سير عمليّة التسجيل، مشيراً إلى أنّ موظفي الوكالة المعنيين قابلوا الاعتراضات بطريقة غير لائقة عبر القول " لا يوجد غير هذه الآليّة" لافتاً إلى أنّ العديد من الأسر لم تسجّل أبنائها في وقت صار العام الدراسي على الأبواب.
ويقطن في لبنان أكثر من 27 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا إلى لبنان، يعانون أوضاعاً معيشيّة قاسيّة، ويعتمدون بشكل شبه كامل على خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، سواء التعليمية والصحيّة وسواها، إضافة إلى المعونات الماليّة الشهريّة.