مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين والذي يقع جنوب البيرة بالضفة المحتلة، يُعتبر ضمن أحد أقل المُخيّمات في الضفة من حيث عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، لكنه في ذات الوقت ليس بمنأى عن دائرة الخطر بالتأكيد، إذ أنّ هناك مُخيّمات سجّلت عدد إصابات قليل في بداية أزمة الفيروس في آذار الماضي، لكن سرعان ما انتشر فيها الفيروس بشكلٍ كبير كمُخيّم الجلزون مثلاً.
اكتظاظ السكّان مقلق
يقول اللاجئ الفلسطيني محمد حمّاد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ "الأمعري كونه مُخيّم، فبعاني من شغلات كثير ومن نواقص كثير، أولها الاكتظاظ السكاني اللي ممكن يخوفنا وممكن يزيد نسبة الإصابات بفيروس كورونا".
وتابع محمد حديثه لموقعنا: "احنا يعني في المُخيّمات نسبة الوعي السكاني والوعي الصحي الحمد لله يعني لحد الآن ولحد اللحظة شغّالة لصالح الناس، وإن شاء الله رب العالمين يضل بعيد عنّا هذا المرض".
إذا ظهرت حالات كورونا لا توجد أماكن للحجر.
لا أمكان للحجر الصحي
وأوضح اللاجئ الفلسطيني من مدينة اللد المحتلة ماهر هارون لموقعنا، أنّه "في حال لا سمح الله ظهرت حالة أو من المخالطين، ما بعرفوا وين بدهم يحجروا حالهم وبصراحة في تقصير من هاي الناحية".
وكبقيّة المُخيّمات في الضفة، خرجت مناشداتٌ عدة تطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ووزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينيّة في الضفة من أجل إنشاء مركزٍ خاص للعزل الصحي داخل مُخيّم الأمعري، لكن كل هذه الأصوات لم تلقَ جواباً حتى يومنا هذا.
ومن المعروف أنّه خلال الجائحة وأزمة "كورونا" ازدادت الأزمات أيضاً، فنسبة البطالة ارتفعت في ظل حالة الحجر المنزلي، إذ يقول رئيس لجنة الطوارئ في مُخيّم الأمعري أحمد طملية لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ "وضع المُخيّم كما باقي المُخيّمات الفلسطينيّة يُعاني من مشكلة المرض بشكلٍ كبير جداً وخصوصاً من الناحية الاقتصادية، ومن الناحية الصحية أيضاً".
"كورونا" ألقت بظلالها على الاقتصاد
وبيّن طميلة بشأن الناحية الاقتصادية، إنّه "فش أشغال عند الناس والوضع المادي صعب جداً، وكتير ناس عاطلين عن العمل قاعدين عشان المرض، وطبعاً فش حدا بعوضهم وفش حدا بيعطيهم اشي وفش حدا متطلع عالفقراء يلي ما لاقيين خبز ياكلوه".
يُشار إلى أنّ جائحة "كورونا" بكل توابعها، ألقت بظلالها الثقيلة على كاهل المُخيّمات الفلسطينيّة بشكلٍ عام، لا سيما وأنّ هذه المُخيّمات تُركت تُقاتل الفيروس شبه وحيدة وبإمكانياتها المتواضعة، في ظل أنّ عديد المناشدات خرجت لمُطالبة "أونروا" وحكومة السلطة لإنقاذ المُخيّمات ومدها بالمساعدات والأدوات والمواد اللازمة لمُكافحة الفيروس أو حتى التقليل من حدة آثاره المنعكسة على اللاجئين داخل هذه المُخيّمات التي تُعاني أصلاً من أزماتٍ عدّة.
وآخر وفاة سُجلت في المُخيّمات الفلسطينية بفعل فيروس "كورونا" كانت يوم أمس الاثنين 10 آب/ أغسطس في مُخيّم شعفاط في القدس، ليرتفع العدد الكلي للوفيات في المُخيّمات إلى تسعة منذ تفشي وباء "كورونا" بالضفة أوائل شهر آذار/مارس الماضي، وسجّلت المُخيّمات أكثر من 1150 إصابة بالفيروس وذلك بحسب رصد "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" لعدّاد الإصابات والوفيات في المُخيّمات الفلسطينيّة.