يواصل ناشطون فلسطينيون وسويديون ومن جنسيات متعددة، حملتهم لجمع تبرعات لأطفال فلسطينيين في قطاع غزة، تعرضوا لإصابات وبتر بالأطراف، جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وذلك عبر حملة "مسير الدراجات من أجل غزّة".
وتأمل الحملة التي بدأت في 20 تموز/ يوليو الماضي، بجمع مبلغ 30 ألف دولار أمريكي، يسخّر لصالح برنامج الإغاثة "PCRF" في قطاغ غزّة.
نحو3 آلاف طفل في غزة مصابون بأطرافهم.
وبحسب القائمين على الحملة، فإن نحو 3 آلاف طفل في قطاع غزة أصيبوا خلال العام الفائت، جرّاء الاعتداءات الإسرائيليّة سواء برصاص القناصة أوالرصاص المتفجّر، واضطر العديد منهم إلى بتر أحد أطرافهم نتيجة إصاباتهم البالغة.
الحملة التي انطلقت من مدينة "ويتبرغ/Göteborg" باتجاه مدينة "إبيسكو/Abisko" التي تبعد زهاء 2000 كيلومتر شمالي البلاد، تمكّنت من قطع مسافة 1200 كيلومتر خلال 26 يوماً، وجمع أقل من نصف المبلغ، وتسعى لتعميم هدفها بشكل أوسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، للوصول إلى الهدف المرجو في الزمن المحدد لها بـ31 يوماً.
أهداف أبعد من جمع التبرعات
أحد الناشطين المُشاركين في الحملة وهو فلسطيني من أبناء مخيّم اليرموك في سوريا "علاء السعدي" وصف نتائج الحملة حتّى اللحظة بالجيّدة والمشجّعة للمواصلة رغم التعب، نظراً لما حققته من أهداف عدّة بعضها أبعد من جمع التبرّعات.
وأوضح في حديث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ التفاعل معهم خلال الرحلة، من قبل المجتمع المحلّي السويدي، كان ممتازاً، من جهة التعبير عن التضامن وعرض المُساعدات، وخصوصاً من أشخاص كبار في السنّ كانت لهم تجارب تضامنيّة مع أهالي غزّة.
ولفت السعدي إلى بُعد آخر من أبعاد الحملة، ومتمثّل ببناء علاقات مع المجتمعات المحليّة التي تتشارك مع الفلسطينيين في التهديد بالزوال، وقال في هذا الصدد :" إنّ الحملة ليست فقط لجمع التبرّعات، إنما هي أيضاً لبناء علاقات مع المجتمع المحلّي السويدي، وخصوصاً مجتمعات السكّان الأصليين".
وأضاف السعدي: "بدأنا حملتنا من مناطق أقصى الشمال وتسكنها شعوب السامي، وهو شعب من السكّان الأصليين، ورفعنا العلم الفلسطيني وعلم السامي، ومن خلال ذلك بنينا علاقات معهم، ونجحنا في إيصال رسالة، تفيد بأنّ الفلسطينيين شعب أصلي مهدد بالإزالة جرّاء المشروع الصهيوني".
حضور لفلسطينيي سوريا
الحملة التي أطلقتها منظّمة "سوليدارتي رايسينغ" المعنية بلفت النظر للمشاريع الاستعماريّة حول العالم، قامت بتنظيم نشاط سابق قبل نحو 3 أسابيع، وتمثّل بمسير سيراً على الأقدام من من مدينة "يوتيبوري" إلى العاصمة " ستوكهولم" للفت الانتباه على قضيّة اللاجئين وضمنهم اللاجئون الفلسطينيون الذين يجري رفض طلبات لجوئهم في السويد، رغم أنّهم مصنفون كـ"عديمي جنسيّة" وهي قضية مُتفاعلة في أوساط المجتمع المدني والسياسي السويدي حسبما أشار السعدي.
ويُشارك في مسير الدراجات، 5 نشطاء اثنان منهم من الجنسية السويدية، وناشطة من الجنسية الرومانية، إضافة إلى ناشطين اثنين من مخيّم اليرموك بسوريا، وعلّق السعدي على مُشاركة نشطاء اليرموك في الحملة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قائلاً :" خلال تواصل مع أطفال غزّة الذين سيستفيدون من الحملة، قاموا بشكرنا على مُشاركتها، إلّا أنّها مُشاركة طبيعية لدعم أبناء شعبنا في القطاع، فإبن اليرموك أيضاً عاش الحصار والتدمير والتهجير ويتشارك مع إبن غزّة المأساة".