يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ومنذ عدّة أيام غاراته على مناطق متفرقة في قطاع غزّة المحاصر، وذلك بزعم الرد على "تواصل إطلاق البالونات الحارقة من القطاع تجاه المستوطنات في محيطه".

فجر يوم السبت 15 آب/ أغسطس، شنّت طائرات الاحتلال عدّة غاراتٍ شرقي مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزّة، ما أدى لحدوث أضرارٍ جسيمة في منازل السكّان وإصابة عدّة أطفال وسيدة جرى نقلهم لمستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.

وروى أيمن محمد حسين تفاصيل ما جرى في هذا الفجر المختلف، إذ قال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ "طائرات الاحتلال أطلقت عدّة صواريخ من طائرات الاستطلاع بجوار منزله الكائن في المناطق الشرقيّة لمُخيّم البريج، وعقب ذلك جاءت الطائرات الحربيّة الـF16 وقصفت ذات المكان".

 

"فزعٌ وصراخٌ وبكاءْ"

وأشار حسين، إلى أنّ "منزله يضم قرابة 40 طفلاً وتسبّب القصف بترويعهم رغم أنّنا لسنا في حالة حرب، وأصيب اثنان من الأطفال خلال هذا القصف بجروحٍ طفيفة"، لافتاً إلى أنّ "المنظر كان مأساوياً، فالقصف جميعنا يعلم ما الذي يجري لو حدث في مكان قريب من الأطفال،. فزع وصراخ وبكاء والجو صيف وحر ونحن بلا كهرباء..".

وتابع حسين لموقعنا: "كنا نجلس نحن وزوجاتنا وأطفالنا فوق سطح المنزل بفعل الجو الحار، ونزلنا إلى بيوتنا قبل القصف بنصف ساعة، ولو حدث القصف ونحن كما الجيران نجلس على الأسطح لحدثت مجزرة بمعنى الكلمة"، لافتاً إلى أنّ "هذا الوضع كله من العدو الذي لا رهان عليه، إذ لا يفرّق بين طفلٍ أو رجلٍ أو امرأة. ما ذنب الأطفال الذين أصيبوا جراء هذا القصف؟".

 

العدو يقصف منازل المدنيين والأطفال

وأكَّد أيضاً أنّ "العدو يتخبّط في قطاع غزة، وما تم استهدافه هي أراضٍ زراعية وليس أهدافاً عسكرية كما يدّعي الاحتلال، العدو يقصف منازل المدنيين والأطفال عن أي أهداف عسكرية يتحدّث!"، مُطالباً "بوقف العدوان على قطاع غزّة بشكلٍ فوري، لأنّ هذا القطاع يكفيه ما فيه من مآسي وحصار مفروض عليه منذ 14 عاماً وأزيد".

5-1.png

كما طالب حسين ، "بتحقيق دولي عاجل في كل الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وليس آخر هذه الجرائم استهداف الاحتلال لمدرسة أطفال تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مُخيّم الشاطئ، ويجب إجراء تحقيق دولي للجم هذا العدو".

 

"إحنا بدنا بيت وبدنا كل اشي"

طفلته ومن ذات المكان، رفيف أحمد حسين قالت برفقة دموعها: "نحن ضحية وما إلنا دخل، كل الحق على اليهود مش علينا، وأوّل امبارح صار حريق ورا دارنا عشان القصف"، وتابعت الطفلة: "الليلة بتنا عند دار سيدي والليلة بدنا ننام هانا، إحنا بدنا بيت وبدنا كل اشي".

وعن لحظة القصف الذي جرى فجر السبت، قالت الطفلة رفيف: "امي حملتنا وطلعتنا برا، وكان آخر واحد أخوي الصغير وهيا حاملاه وطالعة قلبت أمي على وجهها، وأبوي في هاي اللحظة كان رايح يجيب دوا لأخوي، وبعد القصف اللي صار بيوتنا خربت كلها، والتلاجة انكسرت والحمام".

5-2.png

 

"بعد القصف صار قلبي يوجعني"

وأوضحت رفيف التي لم تتوقّف عن البكاء: "بعد القصف صار قلبي يوجعني، وأمي كانت اليوم بدها تاخدني على العيادة وحتى اللحظةأشعر بالألم، إحنا بدنا نعيش زي الأطفال اللي بيعيشوا في العالم".

وفي ذات المكان الذي تبعثرت فيه الحجارة ومقتنيات المنازل، قالت أسماء والدة الطفلة رفيف: "كنّا نجلس بالأمس وكان التيار الكهربائي منقطع، فسمعنا أصوات صواريخ تحذيرية ولم يخطر على بالنا أنّ القصف سيكون قريب منّا، وخلال دقيقتين جاء الصاروخ الكبير من الطائرة الحربية".

 

"نطالب بحقوقنا كمدنيين"

وأشارت الأم إلى أنّه "عقب القصف أصيبت بنتي بحجر في وجهها وبشظية في قدمها ودخلت في حالة إغماء"، مُؤكدةً: "نحن لا نتبع لأي فصيل، ولم نتوقّع أن يكون هذا القصف قريب جداً منّا ما أحدث أضراراً جسيمة في بيوتنا".

5-3.png

وطالبت، الأمم المتحدة "بضرورة أن تجلب لنا حقوقنا كمدنيين لأننا لا ذنب لنا في كل الذي يجري".   

مخيم البريج/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد