أكد رئيس قسم الصحة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان تسجيل 8 وفيات و219 إصابة بفيروس "كورونا" في صفوف اللاجئين الفلسطينيين منذ بداية تفشي الوباء.
"التزام جاد في حيي حطين والصفصاف بعين الحلوة"
وكشف شناعة، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن العدد الأكبر للإصابات سجل في منطقة بيروت، مشيراً إلى أن هناك تفاوتاً شاسعاً في الالتزام بإجراءات السلامة بين منطقة وأخرى، حيث أشاد بالإجراءات المتخذة في سوق الخضار وحيي حطين والصفصاف داخل مخيم عين الحلوة.
كما حذر من أن لبنان مقبل على توسع في تفشي الفيروس، وهو ما سينعكس حتماً على المخيمات الفلسطينية، داعياً إلى المزيد من الالتزام بإجراءات الحماية وتطبيق الإرشادات الطبية.
وأشار إلى أن التوقعات تقول بأن لبنان مقبل على زيادة في عدد الإصابات بفيروس "كورونا" خلال الشهرين المقبلين، والخوف يكمن في ارتفاع أعداد المصابين المحتاجين إلى الدخول للمستشفيات، في وقت يعجز فيه القطاع الصحي اللبناني عن تلبية وخدمة هذه الأعداد، في ظل عدد الأسرة المحدود في المستشفيات.
"عمل أونروا مرهون باقتناع اللاجئين الفلسطينيين بوجود الفيروس"
وقال، إنه يدرك تماماً صعوبة الوضع الاقتصادي داخل المخيمات، إلا أنه، كطبيب، عليه تقديم المشوره الطبيه بغض النظر عن الأمور الإقتصاديه السيئه داخل المجتمع.
وشدد أن عمل "أونروا" وجميع الهيئات هو رهن بمدى الالتزام بإجراءات الوقاية من "كورونا" والاقتناع بوجود هذا الفيروس من قبل المجتمع الفلسطيني وإلا فإن كل الجهود المبذولة لن تستطيع الحد من انتشار الفيروس.
تحذير من الاستهتار بإجراءات الوقاية داخل المخيمات
وفي ظل حالة شائعة من عدم الالتزام بإجراءات الوقاية في أغلب المخيمات، تؤكد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن لا احتواء لتفشي الوباء دون مساعدة أهالي المخيمات عبر التزامهم.
و قال مدير الجمعية في لبنان، الدكتور سامر شحادة، إنه لم يعد بالإمكان التمييز بين منطقة وأخرة لناحية انتشار فيروس "كورونا"، إلا أن هناك تزايداً ملحوظاً في مخيمي عين الحلوة والبداوي.
"الاستهتار خلال الفترة الماضية أسفر عن الإصابات المتزايدة اليوم"
وأكد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن الوضع ليس جيداً البتة، خصوصاً في ظل الاستهتار الكبير من كثير من اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً أن الاستهتار خلال الفترة الماضية هو الذي أدى إلى الأرقام المتزايدة التي تشهدها المخيمات حالياً.
وأوضح شحادة أن بعض المناطق تشهد التزاماً بالإجراءات وازدادت نسبة الوعي فيها، إلا أن نسبة الالتزام لا يمكن لحد الآن وصفها بـ "الكافية"، مشيراً إلى أن بعض المخيمات "مش فارقة معها".
ولم يستبعد شحادة إمكانية فرض الإغلاق التام على عدد من المخيمات، على اعتبار أن القرى اللبنانية التي يتفشى فيها الفيروس، يفرض عليها الإغلاق الإجباري، وهو ليس ببعيد عن المخيمات.
كما رجح ارتفاع عدد الإصابات خلال الأيام القادمة، خصوصاً وأنه خلال انفجار بيروت، الناس اختلطت ببعضها دون الانتباه لوسائل الوقاية، مؤكداً أنه في حال لم يعلق لبنان بشكل كامل ومشدد، سنشهد ارتفاعاً كبيراً بمعدل الإصابات.
كلفة الوقاية أسهل من كلفة العلاج
وفيما يتعلق بعمل الجمعية، أشار شحادة إلى أنها تطبق إجراءات الوقاية، من أجهزة التعقيم ومواد التعقيم وملابس الوقاية والعزل، كما تجري بشكل متواصل حملات توعية، لكن الأمر يتعلق في النهاية على الفرد، مردفاً: "فيك تسيطر عالمستشفيات بس ما فيك تسيطر عالمجتمع".
"دور اللجان الشعبية يجب أن يتكثف"
وأكد أن التنسيق بين اللجان الشعبية والجمعية متواصل، مركزاً على دور اللجان في تطبيق إجراءات الوقاية.
وحول إجراء الفحوصات في المخيمات وتحديداً مارالياس، ذكر شحادة أنه لم يعد يجري في أي مكان بالعالم فحوصات عشوائية، بسبب التكاليف العالية، وإنما تجرى الفحوصات لدى الدائرة الأولى المخالطة لأي مصاب.
وجدد دعواته للاجئين الفلسطينيين بالالتزام بإجراءات الوقاية، لأن كلفة الوقاية تبقى أسهل من كلفة علاج المرض.
المسؤولية الأولى تقع على عاتق اللاجئ الفلسطيني
وفي سياق متصل، أكد مدير عام الهيئة "302" للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، أن المسؤولية الأولى في مواجهة فيروس "كورونا" تقع على عاتق اللاجئ الفلسطيني.
وأشار إلى أنه "مهما بلغت مرحلة التوعية التي تقوم بها "أونروا" أو توجيهات وزارة الصحة اللبنانية أو ما يجري من نتائج لانتشار هذا الفيروس في مخيماتنا، إن لم يشكل هذا رادع للاجئ الفلسطيني نفسه، لكي يحمي نفسه وعائلته ومن حوله، بصراحة يعني هذه مشكلة كبيرة".
وأكد أن تسجيل 4 حالات وفيات خلال 24 ساعة، وارتفاع أعداد المصابين على مستوى المخيمات ولبنان، يدل بشكل أساسي على الاستهتار بالتعاطي مع الفيروس، مضيفاً: "ويؤسفنا أنه لحد الآن لا يزال البعض يعتبر أن هذا الفيروس كذبة أو مؤاموة أو غير حقيقي".
واستغرب هويدي من حالة الاستهتار في عدد من المخيمات لناحية إحياء المناسبات سواء السعيدة أو الحزينة، دون الأخذ بالاعتبار لخطر الفيروس، مشدداً أن هذا يشكل ناقوس خطر بكل ما للكلمة من معنى.
ولفت إلى ضرورة رفع وتيرة التوعية أكثر من السابق سواء من "أونروا" أو مؤسسات المجتمع المدني أو الفصائل أو اللجان الشعبية، مركّزاً على دور المخاتير أو من يتحدثون بأسماء القرى الفلسطينية داخل المخيمات لوقف جميع المناسبات.