شيّعت جماهير غفيرة، ظهر اليوم الأربعاء 2 سبتمبر/ أيلول، جثامين الأطفال الثلاثاء الذين توفوا مساء أمس في مُخيّم النصيرات وسط قطاع غزّة، إثر الحريق المؤسف الذي وقع في منزلهم داخل المُخيّم جرّاء انقطاع التيار الكهربائي.
ولاقت هذه الحداثة استياء وإدانة العديد من الفصائل والمؤسسات الفلسطينيّة في القطاع، إذ أجمعوا على أنّ المتسبّب الوحيد في كل هذه المآسي هو الاحتلال الصهيوني الذي يواصل حصاره على قطاع غزّة منذ 14 عاماً.
بدورها، نعت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة الأطفال الثلاثة من عائلة الحزين الذين قضوا في الحريق، مُحملةً "الاحتلال الصهيوني المجرم مسئولية استشهاد الأطفال الثلاثة وكل الكوارث التي حلت بشعبنا جراء الحصار الظالم على غزة".
واستهجنت الفصائل في بيانٍ لها "تصريحات بعض الجهات التي تساوي بين الضحية والجلاد وتتهم مؤسسات وشركات وطنية بالمسؤولية عن هذه الفاجعة"، مُؤكدةً على "اصرار البعض على تبرئة الاحتلال الصهيوني من مسؤوليته عن هذه الفاجعة وكل الكوارث التي تحيط بشعبنا عمل مرفوض وطنياً".
وأوضحت الفصائل أنّ "هذه الفاجعة تأتي في ظل تكالب الاحتلال والحصار وانتشار وباء كورونا ما يتطلب موقفًا جادًا من السلطة في تحمل مسؤولياتها تجاه غزة ورفع الاجراءات المفروضة على شعبنا".
كما دعت "المؤسسات الدولية والأممية للقيام بدورها في رفع الحصار المفروض ظلمًا على غزة والذي أثر على كل مناحي الحياة فيها".
مساء أمس، قالت مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان، إنّ "محاولات المواطنين في قطاع غزة يتفهمها الجميع على رغم من مخاطرها الكثيرة، هذه المخاطر التي تتطلب ضرورة التفكير للخروج بإستراتيجية وطنية تحاول تلبية احتياجات المواطن عند انقطاع التيار الكهربائي الرئيسي"، مُعبرةً في بيانٍ لها عن "أسفها الشديد تجاه حادثة اندلاع حريق في منزل عمر الحزين بمُخيّم النصيرات مساء الثلاثاء الموافق 1/9/2020، أدى إلى وفاة 3 أطفال أشقاء من أبنائه".
كما أوضحت الضمير أنّ بيانها هذا "بمثابة رسالة إنسانية وأخلاقية وقانونية موجّه للسلطة الوطنية والحكومة في غزة، لتحمّل مسئولياتهم القانونية والأخلاقية من خلال ضرورة تطوير إستراتيجية وطنية لتلبية احتياجات المواطن من الكهرباء عند انقطاع التيار الكهربائي الرئيسي"، مُعتبرةً أنّ "تجدد أزمة الكهرباء الحالية تعبير واضح عن استمرار إخفاق مسئولي قطاع الكهرباء على إيجاد حلول جوهرية ونهائية وإستراتيجية لهذه الأزمة المتجددة مما يحمل المواطن الفلسطيني وحده تبعات ومعاناة إضافية تثقل كاهله".
كما أكَّدت المؤسسة على أنّ "الكهرباء تشكّل ضرورة أساسية في كافة مناحي حياة الإنسان، ونخشى من تدهور أوسع للأوضاع النفسية والصحية والبيئية لسكان قطاع غزة بسبب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي وحوادث"، مُطالبةً "النائب العام في قطاع غزة لضرورة فتح تحقيقات جديّة بظروف وملابسات الحادثة".
كما حمَّلت الضمير "جميع الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية المسؤولية الأخلاقية والقانونية جراء النتائج الكارثية المتوقعة لأزمة الكهرباء الحالية في قطاع غزة"، مُطالبةً "جميع الأطراف المعنية بالعمل السريع من أجل ضمان عودة محطة توليد الكهرباء للعمل سريعاً".
كما طالبت "المجتمع الدولي بكافة منظماته الإنسانية للتدخل العاجل من أجل الضغط على دولة الاحتلال لوقف سياساتها الممنهجة بحق قطاع الكهرباء الفلسطيني ومؤسساته".
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، الليلة، وفاة ثلاثة أطفال أشقّاء جراء حريق اندلع في منزلهم بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبيّنت المديرية في بيانٍ مقتضبٍ لها، أنّ "أطقم الدفاع المدني والأجهزة المختصة سيطرت على الحريق، وفتحت تحقيقاً في الحادث".
وذكرت مديرية الدفاع المدني أنّ الأطفال الثلاثة هم: محمود عمر الحزين 5 سنوات، ويوسف عمر الحزين 3 سنوات، ومحمد عمر الحزين 4 سنوات".
ويشكل استخدام الشموع خطورة كبيرة على حياة سكّان المُخيّمات، لا سيما وأنّها داخل مُخيّم مكتظ بمئات المنازل المتلاصقة ببعضها، وفي ظل قلّة الخدمات والموارد التي تُعاني منها كافة المُخيّمات التي لا تقوى على حماية نفسها من أي مكروهٍ طارئ.