قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، مساء أمس الأربعاء 2 سبتمبر/ أيلول، إنّه "وبعد وفاة الأطفال الثلاثة في مُخيّم النصيرات إثر حريقٍ نشب في منزلهم، يرتفع عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة حرائق ناجمة عن أزمة الكهرباء في قطاع غزة إلى أكثر من 30 شخصاً، معظمهم من الأطفال".
وأوضح المركز في بيانٍ له، إنّ "الأطفال الثلاثة من عائلة الحزين وهم أشقاء توفوا جراء اندلاع حريق في منزلهم أثناء إضاءة شمعة تستخدم للإنارة خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي بسبب أزمة الكهرباء المزمنة في قطاع غزة"، مُعبراً "عن حزنه وأسفه الشديدين لوفاة الأطفال الثلاثة".
وكرّر المركز في بيانه، تحذيراته من أنّ "أزمة الكهرباء المزمنة ستخلّف المزيد من التداعيات الكارثية على حياة سكان القطاع، بما في ذلك حقهم في الحياة والأمن والسلامة الشخصية، ما لم يتم العمل على إيجاد حلول عاجلة ودائمة لهذه الأزمة المستمرة منذ سنوات".
وشدّد على أنّ "قطاع غزة يُعاني من أزمة مزمنة في إمدادات الطاقة الكهربائية منذ عام 2007، بحيث يتوافر في أفضل الأحوال 180 ميجا وات (120 مصدرها الجانب الإسرائيلي، و60 مصدرها محطة توليد الكهرباء في غزة)، وذلك من أصل 500 ميجا وات يحتاجها قطاع غزة"، لافتاً أنّ "الأزمة تفاقمت بسبب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بشكل كامل بتاريخ 18/8/2020، جراء حظر السلطات الإسرائيلية المحتلة توريد الوقود اللازم لتشغيلها، الأمر الذي ترتب عليه زيادة نسبة العجز إلى أكثر من 75%، وأصبح المواطنون يعتمدون على استخدام وسائل بدائية لإنارة بيوتهم، بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل إلى 20 ساعة يومياً".
ولفت المركز إلى أنّه "️ورغم سماح سلطات الاحتلال بتوريد الوقود يوم 1/9/2020، في أعقاب التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية، وبدء تشغيل المحطة وحدوث تحسن في عدد ساعات إمداد الكهرباء، غير أن أزمة الكهرباء ما زالت مستمرة، وما زالت نسبة العجز في كمية الكهرباء تبلغ 64%".
وطالب المركز في بيانها، المجتمع الدولي "بإجبار السلطات الإسرائيلية المحتلة على الإقلاع عن استخدام سياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها على سكان القطاع، والالتزام بمسؤولياتها كونها السلطة القائمة بالاحتلال بموجب قواعد القانون الإنساني الدولي، وتوريد كافة الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة، بما في ذلك ضمان توريد الوقود اللازم لتشغيل محطة توريد الكهرباء بشكلٍ مستمر".
وفي ختام بيانه، طالب المركز الفلسطيني "كافة الجهات المختصة القيام بحملات توعية لاستخدام الوسائل البديلة لانقطاع التيار الكهربائي للحد من الآثار الكارثية الناجمة عن الاستخدام الخاطئ لها"، داعياً الأهالي "لمراعاة معايير السلامة العامة وتجنيب الأطفال المخاطر الناجمة عن استخدام وسائل الإنارة البديلة".
وشيّعت جماهير غفيرة، ظهر أمس الأربعاء، جثامين الأطفال الثلاثاء الذين توفوا مساء الثلاثاء في مُخيّم النصيرات وسط قطاع غزّة، إثر الحريق المؤسف الذي وقع في منزلهم داخل المُخيّم جرّاء انقطاع التيار الكهربائي.
ولاقت هذه الحداثة استياء وإدانة العديد من الفصائل والمؤسسات الفلسطينيّة في القطاع، إذ أجمعوا على أنّ المتسبّب الوحيد في كل هذه المآسي هو الاحتلال الصهيوني الذي يواصل حصاره على قطاع غزّة منذ 14 عاماً.