نظّمت اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، اليوم الثلاثاء 15 سبتمبر/ أيلول، وقفة احتجاجية حاشدة ضد التطبيع الإماراتي البحريني مع الكيان الصهيوني برعايةٍ أمريكية.
وشارك في الوقفة حشد كبير من أعضاء اللجنة وممثلي الفصائل الفلسطينية والمؤسسات والأندية الرياضية والمخاتير ورجال الإصلاح واللجان الشعبية وهيئة المتقاعدين العسكريين وشريحتي الشباب والمرأة وجمع كبير من اللاجئين الفلسطينيين في المُخيّم.
بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية أيمن أبو شاويش، إنّ "هذه الوقفة تأتي استجابة لنداء الوطن الذي أطلقته القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية. خرجنا اليوم في مُخيّم النصيرات في وجه الانهيار العربي للتطبيع مع المحتل والتي تشكل طعنة غادرة لآمال وطموحات شعبنا الفلسطيني".
وأضاف أبو شاويش، إنّه "وفي الوقت الذي تواجه فيه القضية الفلسطينية عدواناً صهيوأمريكياً متواصلاً، ومؤامرةً مستمرة بحق قيادتنا وشعبنا من أجل قبول التنازل عن حقوقنا المشروعة وعن أرضنا ومقدساتنا وقبول بالأمر الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضه عبر ما تسمى بصفقة القرن وخطة الضم العنصرية، وأمام تحديات جسيمة تعيشه القضية الفلسطينية برمتها، وفي الوقت نحن الأحوج فيه لكل موقف عربي حر وشريف اتجاه قضيتنا، تفاجئ العالم بأسره بإعلان اتفاق تطبيع وسلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل برعاية أمريكية، وهو اتفاق خارج عن الفكر القومي العربي الجامع ومخيّب لكل مكونات القضية الفلسطينية".
وشدّد أبو شاويش خلال الوقفة على أنّ "هذا الاتفاق هو نكبة جديدة تحل على الشعب الفلسطيني، وتخلٍ واضح وصريح من قبل الإمارات عن قضيتنا وشعبنا وحقوقنا، والاصطفاف لجانب الاحتلال الصهيوني، بل وقفزاً مخزياً على أوجاع شعبنا ودماء شهدائنا وآهات أسرانا وجرحانا، وخيانة لكل المبادئ والقرارات العربية والإسلامية التي اتخذت في القمم العربية والإسلامية وتنصل للإجماع العربي والإسلامي، وهو بمثابة طعنة جديدة وقاسية في ظهر القضية الفلسطينية التي توسّمت خيراً بالأشقاء العرب، إلّا أن جاء هذا الاتفاق لينسف آمال شعبنا بهذه الدول المطبعة التي خانت عهدها ووعدها بأن تبقى محافظة على درب قضيتنا وأن تبقى في مواجهة دائمة للاحتلال"، لافتاً إلى أنّ "الشيطان الأكبر أمريكا، تحاول ابتزاز الموقف العربي باستخدام القوة والنفوذ العسكري والهيمنة على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي دفعها إلى التدخل في الشئون العربية بشكل سافر ومنحط، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز النفوس الضعيفة في الحكّام العرب والخنوع للصهيوأمريكية والقبول بالتطبيع وكسر كل القواعد الوطنية والشرعية التي تحرّم وتخوّن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
وأوضح أنّ "جماهير شعبنا في المخيمات وفي كل المدن وفي كل أماكن تواجده تقف اليوم للوقوف في وجه مشاريع تصفية القضية ورفض التطبيع الذي يتنكر لقرارات الجامعة العربية ومبادرة السلام العربية وضرب للإجماع العربي".
وفي ختام حديثه، أشار إلى أنّ "الشعب الفلسطيني سيتصدى لكل مشاريع التصفية ولن نحيد عن مشروعنا الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وانطلقت اليوم الثلاثاء 15 أيلول/ سبتمبر، فعاليات يوم الغضب الشعبي الذي أعلنت عنه القيادة الوطنية الموحّدة للمقاومة الشعبية في بيانها الأول قبل أيّام، وذلك رفضاً للاحتلال الصهيوني وتنديداً وتزامناً مع توقيع اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال برعاية أميركية اليوم في واشنطن.
ويُوقّع الكيان الصهيوني اليوم، في البيت الأبيض اتفاقيتين مع الإمارات والبحرين، فيما يعوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم نفسه من خلالهما على أنه "صانع سلام" قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في بلاده.