قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان تأجيل افتتاح العام الدراسي حتى 2 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وجاء في رسالة من رئيس برنامج التربية والتعليم في لبنان سالم ديب حول بداية العام الدراسي 2020-2021، أمس السبت: "إن خطتنا الآن هي أن نبدأ يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر باستقبال الطلاب في مدارسنا بشكل تدريجي، ستسعى الأونروا لإتاحة مواد التعلم عن بعد في أسرع وقت ممكن".
واستدرك: "إن تنفيذ هذه الخطة يعتمد طبعاً على الوضع العام في البلد وعلى توفير كل مستلزمات البدء بالعام الدراسي الجديد بما يضمن صحة و سلامة أبنائنا الطلبة وجميع العاملين في المدارس".
وأشار كذلك إلى أن جائحة "كورونا" شكلت "تحدياً كبيراً أمام التعليم في العام الدراسي الماضي 2019-2020، وما تزال تؤثر علينا جميعًا في حياتنا اليومية"، مضيفاً: "على الرغم من كل الصعوبات، تمكن برنامج التعليم في الأونروا من ضمان استمرار التعلم من خلال اعتماد نهج التعلم عن بعد. وبعد انتهاء العام الدراسي، التحق الطلاب ببرنامج التعلم التعويضي الصيفي لمدة خمسة أسابيع من أجل التأكد من اكتسابهم الكفايات الأساسية المطلوبة. في وقت لاحق، نظَم برنامج التعليم أربعة أسابيع أخرى للمراجعة من أجل اختتام العام الدراسي 2019-2020 الذي انتهى في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2020".
وأوضح أن خطة الوكالة كات تقضي بالبدء باعتماد طريقة التعلم المدمج، والتي تطلبت استعدادات إضافية وتوفير تدابير السلامة والاحتياطات اللازمة في المدارس للمحافظة على صحة الطلاب والهيئة التعليمية والإداريين على حد سواء.
لكن عمليات الإغلاق الجزئي الأخيرة التي تم فرضها في مناطق مختلفة من البلاد أثّرت على تنقُل الموظفين والأهل، كما كان هناك بعض التحديات المتعلقة بإعادة جمع الكتب المدرسية وغيرها من الاستعدادات اللوجستية على مستوى المدرسة التي أجبرت على تأخير افتتاح المدارس.
ودعا جميع الأهالي الذين لم يتمكنوا بعد من تسليم الكتب المدرسية التي كانت بحوزة أطفالهم، إلى القيام بذلك الأسبوع المقبل لإعادة توزيعها على الطلاب الآخرين لأن توفر الكتب المدرسية مع الطلاب هو أمر ضروري وأساسي للتعلم بغض النظر عن طريقة التعلم وخاصة ان كانت تعلما عن بعد.
يأتي هذا البيان في وقت أعربت اللجان الأهلية في المخيمات الفلسطينية في لبنان عن مخاوفها من قرار "أونروا" افتتاح العام الدراسي الجديد من خلال آلية التعليم المدمج ووضع 25 طالباً بالصف الواحد في ظل تفشي فيروس "كورونا".
وقالت اللجان، في بيان، إنها تتابع "بقلق شديد ازدياد الإصابات بفيروس الكورونا في لبنان ولا سيما في المخيمات الفلسطينية أيضاً، وقرار الأونروا في لبنان افتتاح العام الدراسي الحالي 2020/2021 من خلال آلية التعليم المدمج ووضع 25 طالباً في الغرفة الصفية الواحدة والتي لا تتجاوز مساحتها 48 مترا مربعاً".
وشددت أن الوكالة تتجاهل توجيهات وتوصيات وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان ومنظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز عدد التلاميذ في الغرفة الصفية الواحدة 18 تلميذاً، تنفيذاً لمبدأ التباعد الاجتماعي، متسائلة: "أين الأونروا من الالتزام بهذه التوصيات؟ ولماذا يتم التساهل والتهاون بصحة التلاميذ والمدرسين؟"
يذكر أنه كان من المقرر أن يفتتح العام الدراسي الجديد يوم غد الإثنين، 19 تشرين الأول/أكتوبر، قبل أن تقرر الوكالة تأجيله إلى 2 من الشهر القادم.