وصل المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" فيليب لازاريني، إلى سوريا أمس الاثنين قادماً من الأردن، مستهلّاً لقاءاته الرسميّة مع نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل مقداد، اليوم الثلاثاء 27 تشرين الأوّل/ أكتوبر.
واستعرض لازاريني مع المقداد، القضايا المتعلّقة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا، إضافة إلى أزمة وكالة "أونروا" الماليّة، مستعرضاً الجهود التي تبذلها الوكالة والأمانة العامة للأمم المتحدة، لمواجتها، بالاعتاد على "موارد مضمونة" حسبما جاء في بيان الزيارة.
وأكّد المفوّض العام، أنّ الوكالة تبذل جهوداً حثيثة، لتشجيع بعض الدول المانحة، لزيادة دعها للوكالة الأممية، كي تستمر في القيام بمهامها الإغاثيّة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عمل "أونروا" الخمس.
من جهته، عبّر المقداد عن استعداد سوريا، لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لمهام "أونروا" على الأراضي السوريّة، وتعزيز التعاون بين الحكومة السورية والوكالة على أساس الثقة والإيمان بأهمية الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه الزيارة، في وقت تتفاقم فيه معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، في ظل انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي، وانتشار البطالة، وشحّ المواد الغذائيّة والدواء في الاسواق السوريّة، إضافة إلى إجراءات تقنين الغذاء عبر " البطاقة الذكيّة" وارتفاع أسعار المحروقات، وسط مناشدات متواصلة من أجل اتباع سياسة إغاثيّة طارئة.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد صنّفت نحو 91% من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، على أنّهم "يكابدون الفقر المطلق" ( أقل من دولارين في اليوم)، في حين تم تحديد 126 ألف لاجئ كضعفاء للغاية، وذلك في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها مطلع العام 2020 الجاري، وذلك قبل أن تطيح أزمة "كورونا" بما تبقّى من مقوّمات معيشيّة، دفع اللاجئين إلى إطلاق نداءات استغاثة بشكل متواصل من أجل اتباع خطّة طوارئ إغاثيّة عاجلة، وإعادة توزيع سلّة المعونات الإغاثيّة.
وتكتفي الوكالة، باتباع سياسات إغاثيّة يصفها اللاجئون بغير عادلة منذ منتصف شباط/ فبراير 2019 الفائت، من حيث معاييرها التي حرمت غالبيّتهم من الإغاثة العينيّة، وقصرت دورها الإغاثي على مساعدات ماليّة تقدّم كل 3 أشهر، وقدرها 28 ألف ليرة للحالات العاديّة، وهو مبلغ أقلّ من رمزي وفق المعايير المعيشيّة السوريّة المستجدّة و لا يكفي أجرة منزل لشهر واحد وفق ما يؤكد اللاجئون.