مع صباح كل يوم، يقوم الشاب عيسى الجمل، ابن مخيم برج البراجنة، بتقديم شكوى إلى مكتب المهندسين التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حول التأخر في ترميم المنازل الآيلة للسقوط داخل المخيم.

الجمل، الذي جمع، ولا يزال، شكاوى الأهالي المهددة بيوتهم بالسقوط، ويرسلها إلى مكتب الوكالة الأممية، أكد أن العناية الإلهية حالت دون وقوع السقف على رؤوس أولاده الثلاثة.

وأشار لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أن "أونروا" تقوم فقط بالتأجيل لحين قيام صاحب المنزل بترميمه عبر الاستدانة، وهو ما حصل معه ومع آخرين، وفق قوله.

عائلة أخرى، مكونة من أم وأطفال وزوج مريض، تعاني منذ 10 سنوات من تصدعات في منزلها.

الأم، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أوضحت أن سقف المنزل وقع منذ 4 سنوات، وقامت العائلة بإصلاحه عبر الاستدانة والاقتراض، لكن، عند وقوع انفجار مرفأ بيروت الكبير، زادت التصدعات والفسوخ بالسقوف، حتى إن المياه باتت تطوف منذ حين لآخر.

11-1.jpg

 طوفان مياه المنازل المتصدعة يصل لشبكات الكهرباء 

وهنا برزت مشكلة جديدة، حيث بات طوفان المياه يصل إلى الكهرباء، ما شكل خطورة كبيرة على ساكني المنزل، قبل أن يقوم أصدقاء الزوج بالمساعدة في استدانة مبلغ آخر لتركيب عازل.

وعلى الرغم من أن الزوج يحتاج إلى عملية دسك، إلا أنه لا يمكنه إجراؤها لأنه المعيل الوحيد لأسرته، ويعمل كسائق خاص بمعاش شهري متواضع.

الأم أشارت إلى أنها تواصلت مع "أونروا" منذ سنتين، والتي ردت حينها أن لا مساعدات وأن الطلبات متوقفة، ومنذ ذلك الحين تعيش العائلة حالة من الخوف الدائم على حياة أولادها.

700 طلب مقدم للجنة المسؤولة عن ترميم المنازل

إلى ذلك، قال أسعد محمود أبو أشرف، عضو اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة، وأحد أعضاء اللجنة التي تتابع أعمال الترميم مع "أونروا"، إن نحو 700 طلب قدم من أصحاب منازل في المخيم إلى الجنة المسؤولة عن ترميم المنازل.

غالبية المنازل في مرحلة الخطر.

وأوضح، خلال حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن غالبية المنازل في مرحلة الخطر، مشيراً إلى أن اللجنة الهندسية من قبل "أونروا" تزور المنازل التي قدم أصحابها طلبات لترميمها، حيث بدأت الزيارات من مربع الوزان.

وذكر أن هناك علامات لكل منزل، تتعلق بالوضع الهندسي له وحالة صاحب المنزل الاجتماعية والمادية ونسب الخطر على القاطنين، حيث تضع اللجنة علامات ضمن طلبات ترسل إلى مكتب "أونروا" الرئيسي في العاصمة الأردنية عمّان، وبعدها، ترسل نسب الترميم لكل منزل.

وهذه اللجنة تقيّم المنازل التي تحتاج فعلياً إلى ترميم، من تلك التي لا تحتاج، إذ إن عدداً من أصحاب المنازل يقدمون طلبات في وقت لا يلزم منازلهم أي ترميم، بحسب أبو أشرف.

جولة اللجنة الهندسية تحتاج، وفق كلام أبو أشرف، إلى نحو 3 شهور، حيث تقوم اللجنة يومياً (ما عدا يومي السبت والأحد) بزيارة ما بين 5 و6 منازل.

وحذر أبو أشرف من أن الخطر الحقيقي يكمن في المنازل التي لا يلاحظ أصحابها أن سقوفها آيلة للسقوط، ومن ثم تسقط فجأة، موضحاً أنه بمجرد وقوع السقف، فقد زال الخطر الحقيقي عن الساكنين في المنزل.

ولفت إلى أن أحد الأسباب الرئيسية في وقوع سقوف المنازل، يكمن في المياه المالحة التي تكب فوق الأسطح، وهي مشكلة عامة منتشرة جداً في المخيم.

ملفات متصلة

في سياق متصل، كشف أبو أشرف أن هناك 10 مشاريع طرحت داخل المخيم، وكان الأولوية للجنة الشعبية هي موضوع الكهرباء والمياه، بهدف فصلهما عن بعضهما البعض، وإصلاح الشبكة بشكل عام داخل المخيم.

لكن أولوية الوكالة تمثلت في ترميم المنازل، لأنها أخفقت في مشروع سابق يتعلق بهذا الملف، حيث انتهت الأموال دون تلبية احتياجات جميع الطلبات المقدمة.

وتوقع أبو أشرف أنه في 15 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ستبدأ "أورنروا" بإرسال أسماء الأشخاص الذن سيستفيدون من البناء والترميم.

لبنان-خاص/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد