"والدتك مريضة بكورونا لا يمكننا استقبالها".. بهذه العبارة ردّت المستشفى الإيطالي بلبنان، على أهل اللاجئة الفلسطينية ثنية منهل الفريج التي تعرّضت لجلطة داخل منزلها الكائن في مخيم برج الشمالي جنوبي لبنان.
رغم حالتها الحرجة .. المشفى خرجتها
الحاجة ثنية تعاني من أمراض عديدة كالضغط والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة، تدهورت حالتها الصحية منذ قرابة الأسبوع فتمّ نقلها إلى مستشفى جبل عامل وشخصّت حالتها بعد الفحوصات على أنها مصابة بفايروس كورونا، ورغم وضعها الصّحيَ الحرج إلّا إنّ إدارة المستشفى كتبت لها تقريراً بالخروج لاستكمال علاجها في البيت مع الحفاظ على إجراءات الحجر الصحي.
"تعامل لا إنساني"
وبعد خروجها بأيام يقول ابنها علي الفريج لبوابة اللاجئين الفلسطينيين:إنّ والدته تعرّضت لجلطة دماغية في البيت فتمّ نقلها سريعًا إلى المسشتفى الإيطالي، وهناك صُدِمَت العائلة من طريقة التّعامل التي وصفت باللاإنسانية، حيث رفضت المستشفى استقبالها بحجّة أنها مصابة بفايروس كورونا ولم تتلقَ أي علاج سريع أو إسعاف لخفض الضغط على الأقل، وطلبوا من العائلة بإخراجها فورًا.
وأضاف علي أنهم توجّهوا بعدها إلى مستشفى جبل عامل وأيضًا رفضت المستشفى تقديم العلاج لها أو إخضاعها لصورة لرأسها، وبعد تدخل وضغط من وكالة غوث وتشغيل الللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وافقت المستشفى على إجراء الصورة لها بعد منتصف الليل.
طريحة في قسم الطوارئ رغم حاجتها للعناية المركزّة
خلال هذه الفترة بقيت الحاجة ثنية طريحة في غرفة الطوارئ،ويشير علي إلى أنه رغم أنّ نتيجة الصورة كانت مطمئنة إلا أنه تم تبليغهم أن والدته بحاجة إلى عناية مشددة بشكل فوري بسبب ارتفاع الضغط لديها ما يعرضها لجلطة مفاجئة تفقدها حياتها، لكنّ هذه الغرفة غير متوفرة لديهم بسبب إصابتها بالفايروس.
ومنذ ثلاثة أيام وحتى الآن لا تزال ثنية في قسم الطوارئ ولم تتلقَ العلاج المناسب وحالتها الصّحيّة تزداد سوءًا، الأمر الذي دفع العائلة أمس الجمعة إلى إغلاق مدخل مخيم برج الشمالي كخطوة احتجاجية على إهمال المسؤولين عن اللاجئين الفلسطينيين،وللضغط عليهم لتأمين غرفة عناية مشددة لوالدتهم في أي منطقة بلبنان.
علي أكد لموقعنا أن جهة ما لم تفِ بالوعود التي أطلقتها أمس، مقابل إنهاء الاحتجاج وفتح الطريق.
أزمة في المستشفيات
من جهته قال عضو اللجنة الأهلية لمخيم برج الشمالي محمود طه لبوابة اللاجئين "إنهم يحاولون بالتنسيق بين أهل المريضة ووكالة أونروا بشتّى السبل لحلّ هذه المشكلة ونقل الحاجة ثنية الفريج إلى أي مستشفى في لبنان تتعاون معها "أونروا" لتلقّي العلاج، لكنه أشار إلى أنه بسبب تزايد عدد الإصابات في لبنان فإنّ هناك أزمة حقيقية داخل المستشفيات وعدم وجود أسرّة فارغة وعدم توفّرغرف عناية فائقة لاستقبال مرضى كورونا الذين يعانون بالأصل من أمراض مزمنة، وتمنّى طه للمريضة الشفاء وطالب أهالي المخيم باتباع إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي لحماية أنفسهم وحماية كبار السن.
إغلاق مدخل المخيم .. خطوة احتجاجية
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق مدخل المخيم، فهي وسيلة احتجاج يعتمدها أهالي المخيم للمطالبة بحقوقهم وكان آخرها مطالبة الأونروا بإخضاع المخالطين لمرضى كورونا للفحوصات.
يذكر أن نسبة الفقر في مخيم برج الشمالي مرتفعة جدًا، ويعاني أهله من الحرمان وعدم تقديم أي مساعدات لهم، وتتخلّف الفصائل و"أونروا"عن القيام بواجبها تجاههم، كما يصف عدد من أبناء المخيم.