طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، اليوم الأحد 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، كافة مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والقانونية والإنسانية بالضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني للإفراج عن الأسير المهندس محمد الحلبي (42 عاماً) من مُخيّم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة.
وأوضح أبو بكر في بيانٍ له، أنّ الأسير الحلبي صاحب أطول محاكمة في تاريخ الحركة الأسيرة، وواجه أكثر من 140 جلسة محاكمة خلال ثلاث سنوات ونصف، ولا يزال يعاني أمام ما يسمى القضاء "الإسرائيلي" الذي لم يستطع إدانته بأي تهمةٍ تذكر منذ اعتقاله في يونيو/ حزيران 2016، لافتاً إلى أنّ "الحلبي اُعتقل وهو المدير السابق لمؤسسة الرؤية العالمية في غزة المتخصصة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية، أثناء عودته من مدينة القدس عبر معبر بيت حانون/ إيرز مع القطاع بعد اجتماع دوري للمؤسسة، بزعم تحويله أموالاً لإحدى التنظيمات في غزة، والتي لم تثبت بحقه بأي شكلٍ من الأشكال، رغم تعرضه للتعذيب والتنكيل، ما يتوجّب إطلاق سراحه فوراً دون قيدٍ أو شرط".
قبل أيّام، أدانت الأمم المتحدة على لسان عدد من خبرائها "مواصلة اعتقال الأسير الحلبي، وعدم إخضاعه لمحاكمة عادلة، وهم: المقرّر الخاص المعنيّ بوضع حقوق الإنسان في الأراضيّ الفلسطينيّة المحتلّة منذ عام 1967؛ مايكل لينك، والمقرّرة الخاصة المعنيّة بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً أنييس كالامار، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة نيلز ميلزر، والمقرر الخاص المعني باستقلال القضاة والمحامين ديجو جرسيا سيان".
وشدّد الخبراء على أنّ ما يحدث للأسير الحلبي لا علاقة له بمعايير المحاكمة العادلة، وهو جزء من الممارسات "الإسرائيلية" التي تستخدم فيها دليل سري وبموجبها تعتقل مئات من الفلسطينيين إلى أجلٍ غير معلوم، مؤكّدين على أنّ "ما يثير القلق بشكلٍ خاص أنّ الادّعاء العام يعتمد على اعترافات مزعومة تم انتزاعها بالقوة، وذلك أثناء حرمانه من الاتصال بمحام وبناءً على شهادة من مخبرين سريين".
ووصفوا تلك الممارسات بغير العادلة وتشوّه النظام القضائي في أي دولة، مُطالبين سلطات الاحتلال بالالتزام بمتطلبات سيادة القانون وفقاً لأحكام القانون الدولي.
يُشار إلى أنّ الأسير المهندس محمد خليل الحلبي محتجز في معتقل "ريمون"، بوضع صحي سيء، حسبما أفادت هيئة شؤون الأسرى في وقتٍ ساق.
وفي تشرين ثاني/ نوفمبر العام الماضي وعد مُنسق الأمم المتحدة لعمليّة السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، خلال زيارة منزل الأسير الحلبي في مُخيّم جباليا بالضغط للإفراج عنه، ولكن الحلبي ما زال معتقلاً إلى يومنا هذا.
والحلبي الذي يعمل في منظمة "World Vision" في غزة ومقرّها الرئيسي بالولايات المتحدة، وهو أب لخمسة أطفال، اعتقلته قوات الاحتلال في حزيران/ يونيو عام 2016 على حاجز بيت حانون "إيرز" أثناء عودته إلى منزله بعد اجتماع روتيني في القدس المُحتلّة.
وعلى مدار فترة اعتقاله، تعرّض الحلبي للاستجواب وجلسات المحكمة المُتكررة، لتُصبح أطول مُحاكمة في تاريخ المُعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أنّ "World Vision" هي منظمة خيريّة مسيحيّة إنجيليّة على مستوى العالم، وقدّمت الدعم للفلسطينيين في القدس والضفة المُحتلّة بشكلٍ مُستمر منذ أكثر من (40 عاماً).