بحث رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة د.أحمد أبو هولي مع المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" فيليب لازاريني، مساء أمس الثلاثاء 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، الأزمة الماليّة التي تعاني منها وكالة الغوث وتداعياتها على برامجها وعملها في مناطق عملياتها الخمسة. كما جرى بحث التحديات التي تواجه الوكالة في ظل تفشي فيروس "كورونا"، والتحضير لإنجاح مؤتمر المانحين القادم.
وناقش الاجتماع بين أبو هولي ولازاريني الذي وصل قطاع غزّة يوم أمس، قرار وكالة "أونروا" بتجزئة صرف رواتب موظفيها عن الشهرين الأخيرين من العام الجاري نتيجة استمرار العجز المالي، إذ جرى التأكيد على ضرورة وضع خطة استراتيجية لمواجهة التحديات التي تواجه عمل الوكالة ومواجهة العجز المالي، وتعزيز التنسيق فيما يتعلق بمتابعة قضايا اللاجئين وتحديد احتياجاتهم ومعالجة قضاياهم.
بدوره، أكَّد أبو هولي على رفض الدول المضيفة مجتمعة وبشكلٍ قاطع لقرار "أونروا" بتجزئة رواتب موظفيها، مُشدداً على أنّ علاج الأزمة المالية يتم من خلال رفع الأمم المتحدة لمساهماتها المالية المقدّمة لوكالة الغوث، وعقد اتفاقات متعددة السنوات مع المانحين تمكنها من تأمين تمويلٍ دائم.
وبيّن أبو هولي أنّ الزيارة الميدانيّة التي قام بها لازاريني للمُخيّمات الفلسطينيّة بقطاع غزّة كما فعل في سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية، هي بمثابة رسالة دعم وتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين الذي يعيشون في ظروف حياتية صعبة نتيجة جائحة "كورونا" ونقص التمويل.
ولفت أبو هولي إلى ضرورة تعزيز التنسيق مع الدول المضيفة ومشاركتها في إعداد موازنة العامين المقبلين، والتي يجب أن تبنى وفق احتياجات اللاجئين المتزايدة.
من جهته، قال المفوّض لازاريني أنّ وكالة الغوث تبذل جهوداً كبيرة مع المانحين واللجنة الاستشارية والدول المضيفة لمنع حدوث انهيار مالي من خلال سد العجز المالي هذا العام والحد من ترحيل الأموال إلى عام 2021، مُؤكداً أنّ "أونروا" ستواصل العمل للمحافظة على تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين حتى الوصول إلى حل سياسي عادل لقضيتهم، والتحدّي الأساسي اليوم هو تأمين الأموال للحفاظ على الخدمات والوظائف.
ووصل المفوّص العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني إلى قطاع غزّة يوم أمس الثلاثاء، حسبما أفاد نائب رئيس اتحاد موظفي الوكالة في قطاع غزّة عبد العزيز أبو سويرح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأوضح أبو سويرح لموقعنا، أنّ اتحاد الموظفين بغزّة، سيجتمع الأربعاء مع المفوّض العام للوكالة وسيبحث معه عدّة ملفات لها علاقة برواتب الموظفين، وقرار وقف التوظيف، والعديد من الملفات الأخرى، مُبيناً أنّ لازاريني قد قام بجولة إلى مراكز "أونروا" في غزّة، وحصل على معلومات وافية، من دوائر الوكالة حول الأوضاع في قطاع غزّة، وبعد أن وصف خلال اجتماعات اللجنة الاستشارية أوضاع اللاجئين بشكلٍ دقيق في سوريا ولبنان، ومن الممكن أيضاً أن يكون وضع يده بالتحديد على معاناة قطاع غزّة، حسبما أضاف.
كما لفت أبو سويرح، إلى أنّ الاتحاد يأمل أن يخرج الاجتماع يوم غدٍ بنتائج مبشّرة بشأن أزمة رواتب الموظفين، وإلّا سنستخدم ذات اللغة التي يتحدّثون بها، إذ قالت "أونروا" قبل أيّام على لسان الناطق باسمها سامي مشعشع: إنّ الوكالة مُضطّرة لصرف جزء من رواتب موظفيها جرّاء الأزمة الماليّة الحاليّة، في حين أكَّد أبو سويرح أنّ اتحادات الموظفين ستكون أيضاً مضطّرة في حال تنفيذ هذا القرار باللجوء إلى التصعيد الذي لا نتمناه.
وسيعقد مفوّض "أونروا" الخميس 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري مؤتمراً صحفياً وُصف بـ"الهام" للحديث عن تطورات الأزمة الماليّة الحالية، ومن المرجّح أنّ يُعلن المفوّض عن قراره النهائي فيما يخص رواتب الموظفين، وعليه ستتضح الخطوات التصعيديّة التي ستلجأ لها اتحادات الموظفين، حسبما أفادت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
يُشار إلى أنّ المؤتمر العام لاتحادات العاملين في "أونروا" اتخذ قراراً الأسبوع الماضي بتنفيذ خطوات تصعيديّة، بدأت "يوم غضب" علقت فيه كافة الأعمال في مؤسسات الوكالة في مناطق عملياتها الخمسة (لبنان، سوريا، الأردن، غزة، الضفة الغربية).
ويوم أول أمس الاثنين، لوّح المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، بتأجيل دفع كامل رواتب الموظفين عن شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، إذ قال خلال اجتماعات اللجنة الاستشارية للوكالة، والمنعقدة عبر الإنترنت، إنّه "بسبب الأزمة المالية، من الممكّن أن نؤجّل دفع راتب نوفمبر كاملاً واستمرار الأزمة سيكون له تداعيات خطيرة على الموظفين والخدمات وولاية أونروا".
وأضاف: اضطرت الوكالة في الأسبوع الماضي لتأمين قرض إضافي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) بقيمة 20 مليون دولار أمريكي، وهو آخر قرض سنحصل عليه، وبناءً على الأموال المتاحة، سأقرر في وقت لاحق من هذا الأسبوع ما إذا كنا سنمضي في دفع الرواتب جزئياً في نهاية الشهر أو سنؤجل دفع الراتب كاملاً، مُوضحاً أنّ "أونروا" تواجه عجزاً قدره 115 مليون دولار أمريكي، منها 70 مليون دولار من المساهمات الجديدة اللازمة لتغطية رواتب أكثر من 28 ألف موظف خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر، لافتاً إلى أنه حتى الآن، ليس لدى الوكالة ما يكفي من الأموال لدفع مرتبات الشهرين.