مر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، بينما الفلسطينيون يشهدون تاريخاً مؤلماً من فصول قضيتهم، يتمثل بهرولة دول عربية نحو التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ضاربة عرض الحائط بكل جرائم هذا الاحتلال ومطامعه ليس في فلسطين فقط بل بالمنطقة ككل.

 يعتبر الفلسطينيون هذه الخطوات طعنة لقضيتهم ذات البعد العربي والإسلامي، وكذلك خطراً على المجتمعات العربية التي تشكل امتداداً للمجتمع الفلسطيني، جغرافياً وتاريخياً، وفي هذا السياق  يقول القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ التطبيع يمثل خطراً على الكيانات والشعوب العربية، لأجل ذلك رسالتنا للشعوب العربيّة والإسلاميّة بضرورة الضغط على الأنظمة المطبّعة وفضح المطبعين والتراجع عن مسار هذا التطبيع الخياني مع الاحتلال الصهيوني وضرورة دعم صمود وثبات شعبنا الفلسطيني.

اختراق المجتمعات العربية تهديد كبير

بدوره، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب لموقعنا: إنّ "أي اختراق للمجتمعات العربية سيشكّل تهديداً كبيراً للعرب والمسلمين بشكلٍ عام، فلا ينخدعن أحد بدعاوى إنه سَيُحدُث تقدّم في الدول العربية في ظل التطبيع، ولا ينخدعن أحد بدعاوى تقول بأنه هناك تطوراً تكنولوجياً وزراعياً وصناعياً وغير ذلك".

وأكَّد شهاب رفض حركته للتطبيع، من باب حماية هذه المجتمعات وحماية للشعوب العربية لأنه نحن الشعب الفلسطيني أكثر دراية بما يشكّل الوجود "الإسرائيلي" من تهديد في المنطقة ونحن أكثر من تعرض لويلات الوجود "الإسرائيلي".

هناك دول ستدفع ثمناً من وراء التطبيع

أمّا المحلّل السياسي المختص بالشأن "الإسرائيلي" وسام ابراهيم عفيفة، فقال: إنّ "من يعتقد بأن المسألة مرتبطة فقط بمصالح بعض الدول التي قامت بالتطبيع فهو مخطئ لأنه في النهاية واضح أن هناك استحقاقات سوف يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني أهمها اللاجئون"، لافتاً إلى أنّ هناك الكثير من التسريبات أشارت بشكلٍ واضح أنّ هناك بعض الدول التي ستدفع ثمناً أولاً من خلال التوطين ودول أخرى في إطار التطبيع سوف تدفع ثمن تكاليف هذا التوطين.

كما شدّد المحلل السياسي المختص بالشأن "الإسرائيلي" وجيه أبو ظريفة على أنّه "لا معنى لعملية التطبيع ولا معنى لإقامة علاقات بين دولة غير طبيعية في المنطقة وبين الدول الأصيلة في المنطقة بين دولة معتدية العدوان جزء من تركيبتها والعنصرية جزء من تركيبتها وبين دول تدعي أنها دول متحضرة".

التطبيع فرصة لإطالة أمد الاحتلال

وأشار أبو ظريفة لموقعنا إلى أنّ "إسرائيل لن تقدّم شيء شيء لهذه الدول العربية، والتطبيع مع "إسرائيل" والعلاقة معها خطورة على نضال الشعب الفلسطيني ويعطي فرصة للاحتلال لإطالة عمره وإطالة أمده، وفي نفس الوقت هو أيضاً طريقة للتأثير الإسرائيلي الأكبر في داخل الدول العربية والهيمنة والسيطرة على مقدرات الأمة العربية".

وفي السياق، قال الناشط الشبابي أمين عابد: إنّ "التطبيع لن يجلب للمنطقة وللوطن العربي الخير هذا، بل سيُساهم في تفتيت المنطقة العربية وسيُعزّز وجود الاستعمار الغربي الناعم والاستعمار الاقتصادي لنهب وسلب خيرات وثروات المنطقة العربية أجمع".

وأوضح أنّ التطبيع سيُقسم المنطقة العربية إلى طوائف وأعراق ونحن لا نريد أن نصل إلى هذا الحد، ونتمنى من الأنظمة العربية وشعوبنا الحرّة أن تعيد النظر في هذا التطبيع المجاني مع الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يغتصب ويُصادر حقوق الشعب الفلسطيني.

ويحيي العالم في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث يتزامن هذا اليوم مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام ١٩٤٧ رقم ١٨١ والمعروف بـ قرار التقسيم، والذي كان سبباً في الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني بشرعنة الوجود الصهيوني على الأرض الفلسطينيّة، وتأتي هذه المناسبة هذا العام ولم يتغير أي شيء على أرض الواقع، فجرائم جيش الاحتلال الصهيوني متواصلة  وسط تزايد البناء الاستيطاني، كما ارتفعت عمليات التهجير وهدم البيوت والمنشآت الفلسطينية خاصة في مدينة القدس، إضافة إلى عمليات القتل الممنهج التي يمارسها جيش الاحتلال ومستوطنوه بحق الفلسطينيين.

 

شاهد الفيديو

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد