أكَّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الأحد 6 ديسمبر/ كانون الأول، أنّ الحركة الفلسطينيّة الأسيرة قدّمت خلال العام الجاري 2020 أربعة شهداء من أبنائها في سجون الاحتلال الصهيوني، وجميعهم ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقهم.
وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر في تقريرٍ له، أنّ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 وصل إلى 226 شهيداً، بينهم (71) ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، بينما ارتقى (73) نتيجة التعذيب، و(75) أسير نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة، و(7) أسرى استشهدوا نتيجة إصابتهم بالرصاص وهم داخل السجون.
وكشف أن أربعة شهداء ارتقوا خلال العام الجاري 2020 أولهم الأسير نور رشاد البرغوثى (23 عاماً)، من قرية عابود قضاء رام الله، والذي استشهد في شهر نيسان داخل سجن النقب الصحراوي بعد تعرّضه لحالة إغماء شديدة وتأخّر إدارة السجن في نقله وإنعاشه، لأكثر من نصف ساعة، وكان اعتقل في فبراير 2017، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات، ولا يزال جثمانه محتجزاً حتى اللحظة.
والشهيد الثاني بحسب التقرير، هو الأسير سعدى خليل الغرابلي (75 عاماً) من سكّان حي الشجاعية بقطاع غزة، والذي ارتقى شهيداً في يوليو الماضي، بعد اعتقال استمر 26 عاماً متواصلة، حيث كان يقضى حكماً بالسجن المؤبد.
كما بيّن الأشقر أنّ الشهيد الغرابلي كان قد اعتقل عام 1994، وتعرّض للعزل الانفرادي لما يزيد عن 12 عاماً متواصلة الأمر الذي أدى إلى إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة منها السكر وضغط الدم، وقد تراجعت صحته في الآونة الأخيرة وأصيب بأورام سرطانية في البروستاتا والمسالك البولية، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه إلى أن دخل في حالة موت سريري واستشهد في مستشفى كابلان بالداخل المحتل، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه ويرفض تسليمه لذويه.
ولفت التقرير أيضاً إلى أنّ الشهيد الثالث هو الأسير داود طلعت الخطيب (41 عاماً) من سكّان مدينة بيت لحم، وكان اعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 18 عاماً و8 أشهر، وقد أمضى معظم محكوميته وكان من المفترض إطلاق سراحه في الرابع من ديسمبر، إلّا أنّه ارتقى شهيداً قبل موعد إطلاق سراحه بثلاثة شهور فقط نتيجة الإهمال الطبي.
وأشار الأشقر إلى أنّ صحة الأسير الخطيب تراجعت في السنوات الأخيرة، وكان أصيب بجلطة قلبية في أغسطس عام 2017 نتيجة الإهمال الطبي أثناء تواجده في سجن ريمون، ولم يتلقى رعاية طبية مناسبة أو متابعة لتطور حالته المرضية، كما رفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكلٍ استثنائي، رغم أنّه لم يتبقى له سوى عدة شهور، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجلطة قلبية حادة في سجن عوفر في بداية شهر سبتمبر استشهد على إثرها، ورفض الاحتلال تسليم جثمانه.
مسلسل قتل الأسرى مستمر
وأوضح التقرير أنّ آخر شهداء الحركة الأسيرة خلال العام الجاري هو الأسير كمال نجيب أبو وعر (46 عاماً) من سكان بلدة قباطية جنوب جنين بعد 17 عاماً ونصف من الاعتقال وكان يقضى حكماً بالسّجن المؤبّد المكرّر 6 مرات، وأصيب خلال فترة اعتقاله بسرطان الحلق والأوتار الصوتية بالإضافة إلى تكسّر صفائح الدم.
وعانى الأسير أبو وعر من مرض السرطان في الحنجرة منذ بداية العام 2019، وتراجعت صحته بشكلٍ متسارع نتيجة عدم تلقي أي علاج مناسب، كما أصيب بفيروس كورونا في شهر يوليو الماضي، وقبل استشهاده بخمسة أشهر أصيب بورم سرطاني جديد في الحنجرة أفقده القدرة على الكلام وتناول الطعام.
وفى العاشر من شهر نوفمبر المنصرم تعرّض الأسير أبو وعر لانتكاسة صحية جديدة نقل على إثرها بشكلٍ عاجل إلى مستشفى "أساف هروفيه" حيث أعلن عن استشهاده عصراً، وحتى اللحظة لا يزال جثمان الشهيد أبو وعر محتجزاً لدى الاحتلال ويرفض تسليمه لذويه، بحسب التقرير.
وأكَّد الأشقر، أنّ مسلسل القتل بحق الأسرى لا يزال مستمراً، وأن الباب لا يزال مفتوحاً لارتقاء مزيد من الشهداء في صفوف الأسرى، وأن عدد شهداء الحركة الأسيرة لن يتوقّف عند الرقم 226، فهناك العشرات من الأسرى يعانون من ظروف صحية صعبة للغاية، نتيجة إصابتهم بأمراض السرطان والفشل الكلوي والجلطات وغيرها من الأمراض الخطيرة، ولا يقدّم لهم أي علاج مناسب أو رعاية طبية.
137 إصابة بكورونا في صفوف الأسرى
وأشار إلى الخطر الشديد المحدق بالأسرى نتيجة جائحة "كورونا" والتي تُهدّد حياتهم بشكلٍ مستمر في ظل عدم اتخاذ الاحتلال إجراءات الحماية والوقاية والاستهتار بحياتهم حيث وصل الفيروس إلى السجون وأصاب 137 أسيراً حتى الآن.
وفي ختام التقرير، طالب الأشقر بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في ظروف استشهاد الأسرى خلف القضبان وخارجها، والضغط على الاحتلال لوقف حالة القتل البطيء التي يمارسها بحق الأسرى، حتى لا يبقى شبح الموت يختطف الأسرى بشكلٍ مستمر.