روى الأسير الطفل محمد مقبل (16 عاماً) من مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين شمال الخليل، تفاصيل الاعتداء الذي تعرّض له على أيدي جنود الاحتلال الصهيوني، ما أدى إلى كسر فكّه السفلي، وأسنانه، وإصابته بالعديد من الكدمات والجروح.
وقال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مأمون الحشيم، الذي تمكّن من زيارة الأسير مقبل أمس، في مستشفى "هداسا عين كارم"، اليوم الثلاثاء، 8 كانون الأول/ديسمبر، إنّ الطفل مقبل بوضعٍ صحي مستقر، وأجريت له عملية جراحية في فكه قبل يومين استمرت لأكثر من ثلاث ساعات.
وروى مقبل لمحامي الهيئة تفاصيل مؤلمة تعرّض لها خلال عملية اعتقاله يوم الثلاثاء الماضي، إذ قال: "كنت متوجهاً إلى مدرستي الساعة السابعة صباحاً يوم الثلاثاء، وعند وصولي، تبيّن أنّ الدوام معلّق، وعدت للبيت، وبعدها خرجت مرةً أخرى لشراء بعض الاحتياجات للبيت، وخلال تواجدي في الشارع، قام الجنود بإطلاق غاز مسيل الدموع وقنابل صوت، ونتيجة لذلك هربت مع أولاد آخرين، وبعدها حضر جيب عسكري، ونزل منه ثلاثة جنود، وقاموا باللحاق بنا، وحين دخلت إلى أحد البيوت، اقتحم أحد الجنود البيت، وقبض عليّ وقام بضربي بكعب البندقية على فكي الأيسر بكل قوته".
وتابع: "بعد ذلك قام الجندي بسحبي وقام الجنود بالاعتداء عليّ بالضرب المبرح وأنا ملقى على الأرض بأيديهم وركلوني بأرجلهم، حيث أصبت بعدّة رضوض في ظهري، وكتفي، وجرح نازف من جهة الفك، وبقيت ملقى على الأرض 10 دقائق، والدم ينزف من فمي، وتحت ذقني، وبعدها حضرت سيارة عسكرية، وتم إلقائي على أرضيه الجيب، وكان معي ثلاثة فتية آخرين، وبداخل الجيب كان الجنود يضعون أرجلهم على الأطفال وقاموا بشتمهم أيضاً، وبعدها نقلت إلى جهة مدينة حلحول بالقرب من المدخل، وهناك تم إنزالي من الجيب مع الأولاد الآخرين وجلسنا على الأرض بعد تقييد أيدينا بمرابط بلاستيكية ومكثنا لمدة ساعتين وبعدها حضر جيب آخر ونقلني إلى معتقل عصيون".
وأكد مقبل أنه تعرض للشتم داخل غرفة التحقيق، ولفقت له تهمة إلقاء الحجارة على الجنود، وبعد انتهاء التحقيق، أُبقي في الخارج لمدة 6 ساعات في البرد القارس، وعند الساعة 12 ليلاً، أدخل إلى الغرف في معتقل "عصيون".
لم يتمكن مقبل من تحمّل الألم في فكه، فشرع بالصراخ، ليتم نقله صباح اليوم التالي إلى مستشفى "هداسا عين كارم"، وإجراء صوره أشعة لفكه، حيث تبين وجود كسر به وفي الأسنان السفلية، بسبب الضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال.
وكانت نيابة الاحتلال الصهيوني استأنفت، يوم الأحد الماضي، على قرار الإفراج عن مقبل وتم تأجيل البت بالقرار إلى اليوم الثلاثاء.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيانٍ له قبل أيّام، أنّ قوات الاحتلال اعتقلت الفتى مقبل من مُخيّم العروب، بتاريخ الـ29 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أثناء ذهابه إلى مدرسته، وتعرّض بعد عملية اعتقاله للضرب المبرّح من قبل قوات الاحتلال، وتسبب بكسر في فكه السفلي الأيسر، وإصابته برضوض في جسده.
وقال النادي إنّ ما تعرّض له الفتى مقبل جريمة تضاف إلى قائمة طويلة من جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين، وتحديداً الأطفال، المستهدفون عبر جملة من السياسات الممنهجة.
كما بيّن أنّ قوات الاحتلال صعّدت من اعتقال الأطفال واستهدافهم في مُخيّم العروب منذ مطلع العام الجاري.
ويقع مُخيّم العروب على مقربة من الشارع الاستيطاني المسمى "خط ستين" والذي يمر فيه المستوطنون بشكلٍ دائم من مستوطنة "عتصيون" إلى مستوطنة "كريات أربع" بمحاذاة المُخيّم وبلدة بيت أمر.
وتتكرّر اعتداءات جنود الاحتلال الموجودين بشكلٍ دائم في المنطقة على أهالي المُخيّم، ما يوقع بين الفينة والأخرى إصابات واعتقالات في صفوف اللاجئين أهالي المُخيّم.