قالت قوى وفعاليات وعائلات وعشائر محافظة طولكرم، مساء أمس السبت 19 ديسمبر/ كانون الأوّل، أنّها وقّعت على ميثاق شرف يؤكّد تحريم إطلاق النار في كافة المناسبات العامة والخاصة حفاظاً على حياة السكّان.
وبحسب بيانٍ مشترك للقوى والعشائر، فإنّ إعلان الميثاق الذي جرى توقيعه في قاعة البلدية بضاحية ذنابة شرق طولكرم، جاء تزامناً مع تأبين الشاب عمرو جمال علي صالح صباريني (22 عاماً)، الذي توفي في الثامن من الشهر الجاري، جراء تماس كهربائي في مُخيّم طولكرم، بعد إطلاق أعيرة نارية في الهواء أثناء حفل استقبال أسير محرر أدى لسقوط أحد أسلاك كهرباء الضغط العالي في المكان ما تسبب بوفاته، وإصابة 4 آخرين.
وأكَّد الميثاق على ضرورة الوقوف صفاً واحداً في وجه كل أشكال الفوضى والفلتان والخروج على القانون، وضرورة إنفاذ القانون وتطبيقه بحزم على كل المخالفين، وتشديد العقوبة، وضبط ظاهرة السلاح المأجور ومحاربته، ورفع الحماية والغطاء عن مطلقي النار، مُشيراً إلى ضرورة وضع حد لكل من يحاول العبث بالسلم الأهلي وسلامة وحياة السكّان، واستغلال الأزمات الراهنة للنيل من وحدة وصمود الشعب، حيث أنّ السلاح له طهارة وقدسيّة ولا يستخدم إلّا في مكانه الصحيح وفق توافق وطني شامل يخدم القضية الفلسطينيّة.
وشدّد الموقعون على ضرورة أن يكون القانون فوق الجميع، ويجب إعادة بوصلة البناء الاجتماعي الأصيل الذي يؤكّد التلاحم الاجتماعي والمحبة وصون كرامة الجميع وتعزيز الثقافة والأخلاق الوطنية من خلال قيادة ومنظومة اجتماعيّة ووطنيّة أصيلة.
وفي وقتٍ سابق، طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم "، بضرورة فتح تحقيق جنائي في ظروف مقتل الشاب عمرو جمال صالح صباريني (22 عاماً)، من مُخيّم طولكرم، وإصابة آخرين، جرّاء سقوط أحد أسلاك كهرباء الضغط العالي، نتيجة إطلاق العيارات الناريّة في الهواء.
ودعت الهيئة المستقلة في بيانٍ لها وصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى ضرورة مُحاسبة ومُعاقبة مطلقي النار وفق القانون، مُؤكدةً أنّ هذه الحادثة المؤسفة ليست حادثة معزولة، فقد تكررت حالات فوضى السلاح بشكلٍ ملحوظ ومقلق في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يستدعي ضرورة إنفاذ القانون دون اعتبارات اجتماعية أو حزبية أو عشائرية، صوناً للحق في الحياة، وحماية للسلم الأهلي، واحتراماً لسيادة القانون.
يُذكر، أنّ حادثة مقتل الشاب صباريني وإطلاق النار الكثيف الذي جرى في مُخيّم طولكرم هي الحالة الثانية التي يُسجّل فيها إصابات بالرصاص الاحتفالي في مخيّمات الضفّة الغربيّة المحتلّة خلال 3 أشهر، حيث سُجّلت إصابة شابين من أبناء مخيّم جنين في 11 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، بالرصاص خلال احتفال بتحرّر أسير من سجون الاحتلال الصهيوني.
ومنعناً لحوادث مشابهة في مخيّمهم، توصّلت في وقتٍ سابق، عائلات الأسرى المُقرّر الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الصهيوني، ولجنة الطوارئ ظواهر السلبية التي المشكّلة لمكافحة انتشار فيروس "كورونا" في مُخيّم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، إلى اتفاقٍ حول منع التجمهر في استقبال الأسرى، ومنع إطلاق النار بشكلٍ نهائي، موجهين الدعوة إلى الجميع بتطبيق هذه المبادرة بشكلٍ مستمر من أجل تطبيق النظام والقانون ومحاربة أشكال الفلتان الأمني، وخاصة إطلاق النار الذي أدى للعديد من الحوادث البشعة غير المقصودة.