مشروع قرار رفع الدعم عن الطحين يهدد لقمة الفقراء في مخيمات الفلسطينيين بلبنان

الأحد 20 ديسمبر 2020

ما إن بدأ التداول في لبنان بخبر عزم الحكومة رفع الدعم عن أسعار الطحين، حتى عمّ القلق والترقب بين الناس ومن ضمنهم اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، الذين باتوا على وقع هذه الأخبار المتداولة يتسائلون: حتى منقوشة الزعتر طعام الفقر ستصير صعبة المنال بعدما ارتفع سعرها أصلاً مع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية؟.

انشغلت البلاد وساكنوها بهذا القرار الذي لا يزال قيد الدرس، خاصة أن سعر المنقوشة ارتفع أصلاً من جراء غلاء أسعار جميع المواد التي تحتويها، كالزعتر والجبنة والخضار والزيت وغيرها من المواد.

سعر منقوشة الزعتر صار يتراوح ما بين 1500 و2000 ليرة لبنانية، بعدما كانت لا تتجاوز 500 ليرة، إلا أنها بقيت ضمن الحد المعقول لبعض العائلات، بيد أن سعر المنقوشة معرض للارتفاع بشكل مضاعف في حال رفع الدعم بشكل فعلي عن الطحين.

الناس عاجرة عن شراء المنقوشة!

في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يقول علي الريان، صاحب أحد الأفران في مخيم شايلا: "كانت منقوشة الزعتر تباع بـ 500 ليرة لبنانية، أما الآن أصبحت بـ 1250 ليرة. كنت أبيع منقوشة الجبنة بألفي ليرة، الآن أصبحت بـ 2500 ليرة. أما كيس الطحين كان يبلغ سعره 75 ألف ليرة لبنانية، وبات سعره يتراوح حالياً ما بين 150 و180 ألف ليرة، وإذا رفعت الدولة اللبنانية الدعم عن الطحين لن يصبح بأقل من200 ألف ليرة لبنانية".

ويؤكد الريان أن "الناس تعيش وسط حالة مادية سيئة ولا تستطيع شراء حتى منقوشة الزعتر. هذه الأوضاع جعلتني أخسر ما يقارب نصف زبائني، في حين لدي 13 موظفاً يعملون داخل الفرن".

ويستذكر كيف كان الفرن يزدحم على الداوم بالزبائن، خاصة أيام العطل الأسبوعية والرسمية، في حين أصبح الآن فارغاً من الزبائن.

ويشير إلى أن "بعض الزبائن تحرجه بالأسعار والحديث عن الأوضاع المادية الصعبة فيضطر إلى بيعهم بالسعر القديم".

"لا أستطيع رفع الأسعار لدي، فأضطر إلى بيع الكرواسون بألف ليرة لبنانية رغم أنه يُباع في خارج المخيم بـ 2500 ليرة لبنانية". هذا هو حال اللاجئ الفلسطيني عادل جواد الذي يسترزق من بيع الكرواسون والدوناتس والسحلب داخل محل صغير في أحد أحياء مخيم شاتيلا.

ويلفت جواد إلى أن "الربح الذي يجنيه في نهاية الشهر لا يُذكر، إذ يدفع ثمن البضاعة ويدفع من حسابه الخاص لأن البضاعة أصبحت باهظة الثمن، كالزبدة والسكر والطحين".

ويؤكد أن "أهالي المخيم بالكاد يتسطيعون شراء قطعة الكرواسون بألف ليرة، وفي حال قمت برفع ثمنها إلى ألفي ليرة لن تقدر الناس على شرائها سأخسر زبائني"، مشدداً على أنه "في حال رفعت الدولة الدعم عن الأسعار فلن يبقى أحد صامتاً على ذلك".

الغني والفقير أصبحا واحداً

طال غلاء الأسعار كل شيء يحتاجه الإنسان في لبنان لكي يعيش، فماذا يفعل اللاجئ الفقير أصلاً؟

تقول فريال المهول، وهي لاجئة في مخيم شاتيلا لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "الغلاء والفقر اجتمعا على أبناء المخيم. في البداية كانت الناس قادرة على شراء الطعام، أما الآن فأصبح الجميع في مستوى واحد، الغني والفقير أصبحوا واحد، والمعيشة صعبة والحياة صعبة جداً".

وتضيف: "انتابني الذهول حين دخلت الفرن ونظرت إلى لائحة الأسعار، أصبحت المنقوشة غالية جداً، كان الله في عون الفقير كيف سيعيش".

من ناحيتها، تشدد الحاجة ناديا محمد، وهي من سكان مخيم شاتيلا، إلى أنها "لم تعد تأكل المناقيش على الإطلاق، لأن لا معيل لها يساعدها في المصروف المالي، بالإضافة إلى أن أسعار المناقيش أصبحت غالية الثمن".

وترى أن "الأسعار في التعاونيات أصبحت الضعف، كان الله في عون الفقير،  في الأيام المقبلة ستسوء الأحوال أكثر".

من جهته، يتساءل أبو حمزة، اللاجئ في مخيم شاتيلا، " من يستطيع شراء المناقيش من الأفران في هذه الأيام، لا يوجد أشغال، ورفعوا سعر المنقوشة، كيف سنشتريها؟

لا مساعدات في الأفق!

لا مساعدات اجتماعية في الأفق من قبل اللجان المعنية في إغاثة سكان المخيمات ، ولا مشاريع تسهم في التخفيف من حدة البطالة، فمن المسؤول عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

يؤكد عضو لجنة شعبية في مخيم شاتيلا، أبو عصام السيد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن "اللجنة الشعبية هي مؤسسة من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والدور الذي تقوم به هو خدماتي".

ويقول: "لا شك أن الفلسطيني يمر في أدق مراحل المعاناة وخصوصاً في ما يتعلق بموضوع غلاء الأسعار والبطالة التي يعاني منها الكثير من أبناء مجتمعنا، نحن كمؤسسة نلجأ الى مؤسسات إن كانت فلسطينية أو غير فلسطينية في عملية مد يد المساعدة للفلسطينيين".

ويشدد على "مسؤولية وكالة "أونروا" ومهمتها في رعاية شؤون شعبنا الفلسطيني في لبنان، فهي موجودة منذ تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني إلى اليوم في لبنان، وهي الشاهد الوحيد أمام شعبنا وعليها المسؤولية الكاملة في عملية إغاثة هذا الشعب كي يعيش بكرامة".

ويرى أن "هذه المعاناة هي برسم منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية المسؤولة عن عملية مد يد المساعدة لشعبنا، وفي حال صدر هذا القرار بالتأكيد سنكون بجانب شعبنا بكل الوسائل المتاحة. لكن في الأساس المسؤولية تقع على عاتق الأونروا منذ النكبة إلى يومنا هذا".

 

شاهد الفيديو

 

خاص-لبنان/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد