أعلن المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، مساء أمس الاثنين 21 ديسمبر/ كانون الأوّل، عن تأجيل دفع صافي رواتب شهر كانون الأول إلى حين تلقى الأموال اللازمة لتغطية الرواتب كاملةً.
وأضاف لازاريني في رسالة وجهها للعاملين: أدرك أن معظم المانحين ما زالوا ملتزمين تجاه ولاية "أونروا" وتجاه رفاه اللاجئين الفلسطينيين، ولقد زاد بعضهم من تمويلهم في الأسابيع القليلة الماضية، في حين أنه من الصعب للغاية بالنسبة للآخرين في هذه المرحلة توفير تمويل إضافي لنا مع نهاية العام.
ولفت لازاريني إلى أنّه يعمل مع جميع الشركاء من أجل الصرف المبكّر لتبرعاتهم المقررة لعام 2021، أو النظر في تقديم تمويل إضافي في أوائل العام المقبل، كما أننا نعمل أيضاً مع البلدان التي لم تقدم بعد دعماً مالياً ملموساً للوكالة لكي تنضم إلى قائمة البلدان التي تدعم عملنا مالياً وآمل أن يقوم بعض من هذه الدول بتقديم هذا الدعم المأمول في عام 2021.
كما بيّن المفوّض أنّ الأمر سيستغرق بعض الوقت ويتوجب عليّ أن أبلغكم أن الأشهر المقبلة ستظل صعبة للغاية، ولعام 2021 القادم فإن "أونروا" ستقوم بترحيل التزامات بقيمة 84 مليون دولار وهي التزامات لم نتمكن من تغطيتها في هذا العام وتم ترحيلها إلى العام الجديد.
وفي السياق، أكَّد المؤتمر العام لاتحادات العاملين في "أونروا" أنه يتابع عن كثب قضية صرف رواتب شهر ۱۲ كانون الأول الجاري، مُشدداً على أنّ موقفه المعلن منذ بداية أزمة الرواتب هو عدم تجزئة الرواتب في أي شهر مهما كانت الظروف والأسباب.
وأشار المؤتمر في بيانٍ له، إلى أنّه في ظل إصرار المؤتمر على هذا الموقف استطعنا في شهر 11 الماضي أن نشكّل ضغطاً كبيراً على الدول المانحة وإدارة الوكالة لتوفير راتب الشهر كاملاً، وكانت لدينا المرونة اللازمة في الوقت بحيث تم صرفه بعد تأخير بضعة أيّام عن الوضع الاعتيادي وما زلنا على الموقف نفسه دون تغيير في وجوب صرف الراتب كاملاً وإن تأخّر بضعة أيام لأننا ندرك أنّ القبول بنسبة معينة من الراتب مهما كانت سيصبح عرفاً يُمكن تكراره أو القياس عليه في الشهر أو سنوات قادمة.
ولفت المؤتمر إلى أنّ ما جاء في رسالة المفوض العام يؤكّد على موقف المؤتمر العام بعدم تجزئة الرواتب الشهريّة، وأن المؤتمر يؤكّد حرصه الدائم على حقوق الموظفين وهو خط الدفاع الأول عن حقوقكم المشروعة ومطالبكم العادلة.
قبل أيّام، أكَّد رئيس اتحاد الموظفين في "أونروا" في قطاع غزّة أمير المسحال، أنّ الأزمة الماليّة التي تُعاني منها وكالة الغوث لا زالت مُستمرة، وهناك عجز في إغلاق السنة الماليّة حتى تاريخ 12 ديسمبر كما تبيّن في عرض التقرير المالي من قِبل مدير الماليّة قبل يومين.
وبشأن رواتب الموظفين عن شهر ديسمبر الجاري، أوضح المسحال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ إدارة "أونروا" أخبرتنا بأنّ المتوفّر من هذه الرواتب ما قيمته 55% لدفع جميع المستحقات للعاملين والمستفيدين من خدمات الوكالة حتى هذه اللحظة، وهذا ما تم رفضه بشكلٍ مطلق من قِبل الاتحادات، مُؤكداً أنّ اتحادات "أونروا" منحت الإدارة أسبوعاً إضافياً من أجل توفير الرواتب، إذ يجري صرف رواتب الموظفين في نهاية كل عام قبل أعياد الميلاد التي تبدأ في 25 ديسمبر بعدّة أيّام، لكنّنا كاتحادات أعطينا مرونة تجاه هذا الأمر، وسننتظر أسبوع بعد هذا التاريخ من أجل الحصول على راتبٍ كامل.
وتُعاني الوكالة التي تقدّم خدماتها لنحو 5.3 ملايين لاجئ فلسطيني، من أزمةٍ ماليةٍ خانقة، منذ تجميد الولايات المتحدة، في 23 كانون الثاني/ ديسمبر 2018، كامل دعمها لأونروا.