صيدا-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
شهد مخيم عين الحلوة للاجئين مساء السبت 24 كانون الأول، مقتل أحد عناصر حركة فتح بحادث عرضي، ما أدى إلى تجدد الاشتباكات بسبب اعتقادات أولية بأنها عملية اغتيال.
إلا أن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أكد أن مقتل قائد الوحدة العسكرية في حركة فتح سليمان أبو النمر جاء إثر انفجار عبوة بشكل عرضي أثناء وجودها قرب موقد للنار كان يتواجد بقربه في منطقة البركسات، وأنه ليس لأي طرف فلسطيني علاقة بالأمر، وما جرى هو التباس حول الحدث.
ويسود المخيم هدوء حذر ونزوح الأهالي من مخيم عين الحلوة بعد مقتل أبو النمر، استمر حتى ساعات صباح الأحد، فيما ذكرت مصادر فلسطينية أن قنبلة يدوية انفجرت قرب سنترال البراق عند مفرق بستان القدس بعد منتصف الليل دون أن تؤدي إلى إصابات، وسُمع صوت رشقات نارية أدت إلى شلل الحركة في المخيم بالكامل وإقفال المحال التجارية في الشارع الفوقاني، وسط مخاوف من تجدد إطلاق النار في أي لحظة.
وكانت نجحت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا في تثبيت وقف إطلاق النار في وقتٍ سابق، وشهدت تلك المناطق بعض الخروقات الأمنيّة التي توتر الأجواء.
وذكر مصدر فلسطيني أن "التوصل إلى اتفاق إطلاق النار جاء بعد الموافقة على توقيف المشتبه بهم في اغتيال سامر حميد ومحمود صالح لتحقق معهم لاحقاً لجنة تحقيق مكلّفة من القوة الأمنية المشتركة."
فيما أعطى قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب تعليمات حاسمة لعناصر "فتح" بعدم إطلاق النار، في إطار الاستجابة للجهود الفلسطينية التي تبذلها القيادة السياسية الفلسطينية المصغرة، إذ تم تشكيل لجنتين لسحب المسلحين وتثبيت إطلاق النار، اتجهت أحدها إلى منطقة البركسات، والتي تضم صلاح اليوسف وعدنان أبو النايف، والأخرى إلى منطقة الصفصاف وضمّت الشيخ أبو شريف عقل وشكيب العينا والدكتور أحمد عبد الهادي.
وطلبت الفصائل الفلسطينية من المسلحين العودة إلى مراكزهم، إلا أن بعض عناصر المسلحين المتشددين انتشرت على أسطح المنازل في حي الصفصاف والطوارئ.
وكانت عقدت قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان الخميس 22 كانون الأول اجتماعاً طارئاً في مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت بحضور السفير أشرف دبور، وأكد المجتمعون على ديمومة العمل المشترك وتحمّل المسؤولية من الجميع ضمن قناعة مؤكدة ومشتركة للعمل الموحد، مع إدانة بشكل حازم لكافة الأحداث المؤسفة والاغتيالات التي حدثت في المخيم.
واعتبر المجتمعون أن توقيت الأحداث ومن خلال كل ما جرى في السابق، فهذا يوضح بأن هناك أيدٍ خفيّة تعمل لخدمة أجندات خارجية لضرب وحدة الشعب والعمل المشترك.
ودعا المجتمعون إلى وقف إطلاق النار فوراً في المخيم وسحب المسلحين من الشوارع.
كما تم الاتفاق على "مرحلة من العمل الفلسطيني المشترك أساسها فرض الأمن والأمان في المخيم، وعلى مبدأ المحاسبة لكل من يخطئ ودون استثناء، وتسمية الأمور بأسمائها، وتحميل المسؤولية لمن يخل بالأمن ويعرض شعبنا للمخاطر."
وتمّ التأكيد على أن القوة الأمنية المشتركة هي الجهة المسؤولة عن حفظ الأمن، وعلى كافة القوى التعاون معها لإنجاح عملها.
وطالب المجتمعون الحكومة اللبنانية الاهتمام بالوضع الفلسطيني في لبنان، وتخصيص فقرة في البيان الوزاري حول الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين، ودعم حق العودة مع التأكيد على ضرورة إجراء حوار فلسطيني لبناني شامل لتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية.
يُذكر أن اشتباكات اندلعت في مخيم عين الحلوة بين مسلحين متشددين وعناصر حركة فتح، استخدم خلالها أسلحة صاروخية، أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وإصابات، وجاء ذلك بعد اغتيال عنصرين من جماعة "عصبة الأنصار" الأربعاء، إذ اندلعت الاشتباكات بالتزامن مع تشييع سامر حميد ومحمود صالح من مسجد الشهداء في المخيم إلى مقبرة صيدا الجديدة.