2020 كان عاماً استثنائياً عاشه سكان دول العالم ككل، حيث يعتبر من أصعب السنوات التي شهدتها البشرية لما حمل من أحداث وتداعيات قلبت الحياة اليومية للشعوب رأساً على عقب في جميع الدول دون استثناء.
حمل العام 2020 معه جائحة كورونا كأكبر وباء عرفته البشرية مؤخراً، والذي أصاب جميع المرافق العامة بالشلل في مختلف دول العالم. فضلاً عن الأزمات المالية المتعددة التي ضربت الاقتصاد العالمي والنظام الصحي، وأظهرت هشاشة بعض الدول في التعامل مع الأزمات.
كما حمل هذا العام للبنان، الكثير من الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية والأحداث الاستثنائية، وهوت بالأوضاع الاقتصادية المتردية زادت معدلات الفقر، وكان للاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم بلبنان حصة من هذه المعاناة، التي لا تعتبر جديدة عليهم كونها ترافقهم من عمر النكبة واللجوء أي اثنين وسبعين عاماً.
إنما أثرت الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية التي شهدها اللبنانيون على حياتهم، كون اللاجئين الفلسطينيين يتقاسمون العيش سوياً مع المواطنين اللبنانيين. مما اشتدت حالات العسر في صفوفهم وزاد الطين بلّة.
فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جال في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا اللبنانية، واستطلع آراء الناس حول العام 2020، وكيف مر عليهم.
عام أزمات أضيفت على انعدام الحقوق
يؤكد مدير مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان، عاصف موسى لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" "أن عام 2020 مرّ على لبنان بصعوبة خاصة بعد الانفجار الذي حل في مرفأ بيروت، وبعد الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. وبحكم تواجد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فقد تأثروا بهذه الأزمة وانعكست عليهم بشكل كبير جداً، ما زاد من حدة المعاناة كثيراً لدى أبناء شعبنا الفلسطيني، الذي هو أساساً يعاني من جراء حرمانه حقوقه الإنسانية وحق العمل والتملك وجاءت هذه الأحداث لتفاقم المأساة أكثر".
ويقول: "شهدنا العديد من حالات المناشدة داخل مخيمات الشتات في لبنان لحالات مرضية وتأمين أقساط، والمناشدة من عدد كبير من العائلات التي تتهاوى أسقف منازلها بسبب عدم الترميم، بالإضافة لمناشدات لتأمين الغذاء للعائلات المتعففة".
ويضيف: "مقابل ذلك شهدنا حالة تكافل اجتماعي لدى أهلنا في المخيمات، حيث قامت العائلات الفلسطينية رغم الإمكانيات الشحيحة لديها بمساعدة بعضها البعض قدر المستطاع".
بدورها، وصفت الناشطة الاجتماعية الفلسطينية، أم رشيد سلامة، الأوضاع المعيشية التي يعيشها اللاجئون، قائلة: "هناك الكثير من الناس يأكلون من النفايات ليحصلوا على كسرة خبز أو حبة طماطم. وهذه الظاهرة تزداد يوماً بعد يوم لاسيما لدى النساء الذين يذهبون بالعربة ليبحثوا عن الخردة ويبيعونها ليأكلوا ويطعموا أولادهم".
وتعبّر سلامة عن المها بالنسبة للخوف على مستقبل أولادها وعائلتها وجيرانها وأصحابها وسكان المخيمات ككل، "فالجميع متعب، والشبان متواجدة على الدوام في المنازل نظراً لزيادة البطالة وعدم إيجاد فرص عمل" حسبما أضافت.
"كورونا" وانخفاض قيمة العملة جعلها الوضع كارثياَ
من ناحيته، يرى اللاجئ الفلسطيني، أسامة العبد، أنّ "الأوضاع كانت صعبة على الصعيدين الصحي والاقتصادي وزيادة معدلات البطالة أكثر من جراء تفشي جائحة كورونا، بخاصة لناحية إقفال المحلات وتوقف جميع الأشغال، بالمقابل باتت المعيشة غالية جداً فالذي كان بـ 2,000 ليرة أصبح اليوم بـ 10,000 ليرة أي ثلاثة أضعاف".
أما اللاجئ الفلسطيني صلاح عوض، يقول: عشنا هذا العام مرحلة صعبة جداً نظراً لإنهيار الوضع الاقتصادي في لبنان. كانت تعادل الـ 20 ألف ليرة لبنانية ما يقارب المئة ألف. أما الآن فلم يعد لها قيمة، بالإضافة الى البطالة التي ازدادت بسبب إقفال غالبية المصالح ولم تعد الناس قادرة على تلبية حاجاتها".
من جهته، لخص اللاجئ الفلسطيني، أبو محمد شحادة، عام 2020، بـ "عام الكوارث والحياة الصعبة والضيق، والمدخول الذي تتلقاه لا يكفي لنصف ما تحتاج شراءه".
ويشتكي من البطالة التي تفشت بشكل كبير في الأسواق حيث ضعف البيع فيها بشكل كبير، واضعاً نفسه كمثال ويقول :" كمت أبيع 20 قفصاً من الدجاج في السابق، أما الآن أصبحت أبيع بالكاد 5 أقفاص، ماذا أعمل في هذه الحالة وأنا لدي إيجار محل وعمال؟".
ويأمل أن يكون عام 2021 مليئاً بالخيرعلى جميع الأمة، وأن تتحول الأوضاع من سيء لأحسن كي تستطيع الناس الاستمرار في العيش".
أما اللاجئ الفلسطيني صبحي سرية، يرى أن "عام 2020 كان فرصة لأن يتغظ الإنسان من الله، بالذي يعود إلى الله يكون الله معه"، متمنياً أن لا تتكرر هذه المأساة على لبنان والأمة العربية".
ويؤكد: "كنا أكثر الناس تخوفاً كلاجئين في المخيمات من الاكتظاظ السكاني وقرب المنازل من بعضها البعض، لا نحتمل أي ضربة فالوباء ينتشر بسرعة كبيرة في المخيم، هذا فضل من الله بأنّنا التزمنا بالتباعد واتخذنا الاحتياطات اللازمة وما أشارت إليه وزارة الصحة والقوى الأمنية، ونسأل الله أن لا تتكرر هذه الأمور وأن يرفع الله الوباء عن العباد.
فيما يقول اللاجئ الفلسطيني، لؤي عوض، إن "العام 2020 كان مليئاً بالأمراض والأوضاع الاقتصادية الصعبة وغير المستقرة على الجميع".
ويضيف: "الناس تعيش بالدخل اللبناني وتصرف بعملة الدولار، الذي يتلقى 30 ألف ليرة لبنانية في اليوم، الآن هم عبارة عن 3 دولار أمريكي. بات كل شيء يحسب بالدولار حتى الطعام والشراب".