لم تقوَ الإعاقة الجسدية على كبح عزيمة أكثر من 5 آلف لاجئ فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون في مخيمات وتجمعات اللجوء في لبنان.
ولطالما شوهدت أمثلة عدة عن قدرة الإرادة التي يمتكلها هؤلاء في مواجهة صعوبات الحياة، ومنهم سمر المقدح اللاجئة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة جنوبي صيدا.
سمر واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذا لا تسطتيع المشي سوى على كرسي متحرك، لكنها سيّرت ظروفها لتبدع بموهبة التطريز والأشغال اليدوية بحرفة وذوق رفيع.
من "مؤسسة الكرامة للمعوقين الفلسطينيين"،انطلقت المقدح نحو تمثيل المؤسسة والمشاركة في معرض للمهن والأشغال الحرفية في صيدا مول.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حاورت المقدح حول شغفها في التطريز خلال وجودها في المعرض كونها تعمل في قسم الأشغال اليدوية والتراثية في المؤسسة.
تقول المقدح: "تعلمت التطريز والأشغال اليدوية واللوحات الخشبية بعدما دخلت إلى مؤسسة الكرامة. إذ بدأنا نتعلم أشغالاً تراثية متنوعة تعود لتراث بلادنا فلسطين، كحياكة الشالات وتطريز الأحرف والأسماء على هيئة إكسسوارات. ذلك بالتنسيق مع مشغل الخشب الذي يديره شبان من ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسة. إذ نقوم بتصميم منتوجاتنا بمواصفات معينة بعد التنسيق معهم لناحية الخشب إذا تطلب الأمر".
وتضيف: "تعلمنا التسويق لأشغالنا اليدوية والتراثية أثناء المشاركة في المعارض خاصة خلال المناسبات والأعياد. بفضل الله وحمده هناك إقبال وتوصيات شديدة على مصنوعاتنا".
وبحسب المقدح: "يعود ريع المبيعات للمؤسسة التي تعمل على شراء مواد أولية يطلبها العمال لصناعة أشغال يدوية جديدة. في حين تخصص مؤسسة الكرامة راتباً خاصاً لكل عامل من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مؤسستها".
وتختم: "نعيش في المؤسسة ضمن عائلة واحدة، وننظم نشاطات ثقافية ورحلات ترفيهية لنا بين الحين والآخر ".
وتعاني جموع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من ندرة المؤسسات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، ما يعني أن جزءاً كبيراً من هذه الفئة لا يستطيع تأطير نفسه في مؤسسة تمكنه من إبراز قدراته ومواهبه وتساعده في إيجاد مكانه المناسب لخدمة مجتمعه.