تجدّدت صباح اليوم الأحد 10 يناير/ كانون الثاني، الاشتباكات المسلّحة داخل مُخيّم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس شمال الضفة المحتلة بعد ليلةٍ دامية عاشها المُخيّم قُتل فيها مُسن (59 عاماً) وأصيب آخرين بجراحٍ متفاوتة جرّاء هذه الاشتباكات، وتم إحراق أحد المنازل.
وأفادت مصادر محلية صباح اليوم، بأنّ الاشتباكات المسلّحة تجدّدت صباح اليوم بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ومسلحين داخل المُخيّم.
ولفتت المصادر إلى أنّ الأجهزة الأمنية ما زالت تتواجد داخل المُخيّم وقامت باعتقال شاب ونفّذت عدة اقتحامات لمنازل داخل المُخيّم وصادرت أجهزة تسجيل الكاميرات من بعض المنازل والمحال التجارية.
وقال المتحدث باسم الشرطة لؤي ارزيقات، إنّ هناك إصابات في إطلاق نار في مُخيّم بلاطة شرق نابلس على إثر الشجار الذي وقع قبل أشهر، لافتاً في بيانٍ له إلى أنّ الأجهزة الأمنية عزّزت من قواتها لفض الاشتباك، والحفاظ على الأمن داخل المُخيّم.
مساء أمس السبت، أوضح عضو اللجنة الشعبيّة في مُخيّم بلاطة إبراهيم صقر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه وحتى اللحظة فإنّ الصورة غير واضحة، ولكن على الأغلب أنّ المشكلة التي وقعت قبل أشهر وأدت إلى مقتل الشاب حاتم أبو رزق قد تجدّدت.
وأكَّد صقر لموقعنا أنّ اللجنة الشعبيّة وفصائل مُخيّم بلاطة لم تدخّر جهداً إلّا وبذلته لحقن الدماء ووقف هذه الظاهرة داخل المُخيّم، ولم يبق أحد إلّا وناشدناه ونجدد ذلك للتدخل الفوري وحل هذا الأمر من قِبل الرئيس وحتى الحكومة والوزراء وأعضاء اللجنة المركزية من أجل التدخّل بأسرع وقتٍ ممكن.
وأشار صقر في ختام حديثه، إلى أنّه كان من المتوقّع أن يكون هناك هدنة توقّع عليها جميع أطراف الخلاف والبدء بتطبيق الحلول، ولكن لا ندري ما الذي جرى.
يُشار إلى أنّ المُخيّم شهد خلال شهر نوفمبر الماضي، عدّة مواجهات عنيفة مع الأجهزة الأمنية عقب مقتل الشاب حاتم أبو رزق خلال اشتباكات مسلّحة داخلية.
في تقريرٍ سابق نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" سلّط الضوء على هذه الظاهرة، أكَّد خلاله رئيس مركز يافا الثقافي في مُخيّم بلاطة تيسير نصر الله، أنّ "المُستفيد الأكبر من إشعال المُخيّمات هو الاحتلال، وما يجري تشويه لتاريخ المُخيّمات وتاريخ اللجوء وإبعاد الناس عن القضية المركزيّة التي على أساسها بدأ الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي" والذي يمثّل عودة اللاجئين".
ويُعتبر مُخيّم بلاطة للاجئين الفلسطينيين الذي يقع في المنطقة الشرقية من نابلس، من أكبر مُخيّمات الضفة المُحتلّة من حيث عدد السكان، حيث تجاوز عددهم (23) ألف لاجئ مُسجّل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يعيشون على مساحة قرابة ربع كيلو متر مربع، وكثافة سكانية خانقة، انعكست وظروف أخرى على مناحي حياة الأهالي في المُخيّم.