لا تزال مداخل مخيمي عين الحلوة والمية ومية في مدينة صيدا جنوب لبنان مغلقة أمام حركة الدخول والخروج منذ يوم الخميس 14 كانون الثاني / يناير الجاري، بعد بيان عممه الجيش اللبناني عبر حواجزه الموجودة على مداخل المخيم، حظر فيه التحرك من وإلى المخيم طوال فترة الإغلاق العام التزاماً بمفاعيل مقررات التعبئة العامة الصادرة عن المجلس الأعلى للدفاع في البلاد.
تزامن ذلك مع بدء سريان حالة الطوارئ الصحية في لبنان، تمثلت بإغلاق شامل وحظر تجول عام لمدة 10 أيام حتى 25 كانون الثاني/ يناير الجاري، بناءً على قرار المجلس الأعلى للدفاع الذي أخذ بتوصيات اللجنة الوزارية الخاصة بكورونا.
وفي تفاصيل بيان الجيش اللبناني، أنه لا يوجد منع كامل لحركة الدخول والخروج، إنما هي مرتبطة في حالة استحصال الفلسطيني على ورقة استثناء للخروج.
في هذا الإطار، قال أمين سر اللجنة الشعبية في منطقة صيدا، عبد أبو صلاح لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنه "بالتزامن مع بداية تطبيق الإغلاق الشامل على الأراضي اللبنانية أصدرت اللجنة الشعبية بيانين، الأول في مخيم عين الحلوة والثاني في مخيم المية ومية، حثت فيه الناس على الإلتزام وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، ولاحظنا تجاوبهم بهذا الخصوص. هناك العديد من المحلات مقفلة، حركة الشوارع قليلة جداً جداً".
تسهيلات صحية واستثناءات
ودعا أبو صلاح "أهالي مخيم عين الحلوة إلى الإلتزام الكلي بالقرارات التي تصدر عن وزارة الصحة والمؤسسات الطبية داخل المجتمع الفلسطيني. كما دعا التجار إلى عدم استغلال هذا الوضع الخطير الذي نعيش به، والرأفة والرحمة بأبناء شعبنا من خلال عدم زيادة الأسعار أو إخفاء بعض المواد".
وحول التسهيلات الصحية للخروج من المخيم في حال الضرورة، أكد أمين سر اللجنة الشعبية في منطقة صيدا أن "بالطبع هناك تسهيلات ضمن القرار الذي اتُخذ لتسهيل عمل المؤسسات الصحية بشكل كامل، وندعو الأونروا إلى عدم إقفال المؤسسات الصحية فهي غير مشمولة بالقرار .يجب أن يكون هناك دوام بشكل شبه رسمي، نحن مع تقليل الطاقم الطبي لكن يجب على الأونروا الإلتزام بقرارات الوزارة التي لا تشملها إقفال المؤسسات الصحية".
60% من زوار سوق المخيم يدخلون بدون كمامة!
بدوره، اعتبر الدكتور طلال أبو جاموس، أمين سر اللجنة الصحية في مخيم عين الحلوة أن "إغلاق المخيم تعبير مجازي فهو ليس مغلق ولم يصدر أحد قراراً يمنع الفلسطيني المريض في المخيم من الخروج منه أو الفلسطيني الذي لديه سفر إضطراري ممنوع من السفر. إنما هناك حالة صحية طارئة محددة، ونحن يسري علينا القانون كما يسري على الجميع في لبنان. إغلاق المخيم هو بمثابة إلغاء الخروج غير الإضطراري من أجل الحد من إنتشار الوباء. فمخيم عين الحلوة هو جزء من النسيج اللبناني المجتمعي، وبالتالي فإن ما يصيبهم في الخارج يصيبنا لهذا يجب على الناس الإلتزام بما تقرره الهيئات الصحية اللبنانية".
ورأى أن "الالتزام يتم بمعنى عدم الخروج من المخيم إلا للضرورة والبقاء في المنزل، وفي حال عدم وجود سفر ضروري فلا داعي للخروج بالسيارة ودفع الغرامة. بالإضافة إلى الإلتزام بالتباعد الإجتماعي فالإلتصاق يسهل نقل العدوى من المصاب إلى السليم".
وأشار إلى أنه "يجب وضع آلية حاسمة تمنع الناس من دخول سوق الخضار بدون كمامة، فنحو أكثر من 60% من زوار السوق يدخلونه بدون كمامات".
التزام شعبي بالإغلاق
وجال "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" داخل أحياء مخيم عين الحلوة لاستطلاع آراء الناس حول مدى التزامهم بتوصيات وزارة الصحة اللبنانية وآراءهم حول خطوة إغلاق مداخل المخيم من قبل الجيش اللبناني.
قال الصحفي والناشط الفلسطيني، عبدالله العريض، من سكان مخيم عين الحلوة: "منذ اليوم الأول من الإقفال العام في لبنان نرى أن معظم سكان المخيم في منازلهم ملتزمين بالحظر وسوق الخضار مغلق. كما أن هناك خطة ستُقام لتوعية الناس من ما وصلنا إليه من خطورة".
وتمنى العريض "من جميع سكان المخيم الإلتزام بإجراءات الوقاية من الفايروس، ونتمنى من القوى الأمنية المشتركة ومن الأونروا زيادة حضورهم وتفاعلهم ونشاطهم خلال هذه الأزمة حتى نكون نحن أيضاً ملتزمين بهذا الإغلاق الشامل في لبنان".
واعتبر إبراهيم ديب، وهو لاجئ فلسطيني من سكان مخيم عين الحلوة أن "خطوة إغلاق المخيمات تأتي بالتزامن مع سلسلة خطوات قامت بها الدولة اللبنانية، لكن هذا الإغلاق يؤدي إلى تفاقم الأزمات داخل مخيم عين الحلوة، خاصةً أن هذا المخيم مكتظ بالسكان. هناك ما يقارب مئة ألف نسمة داخله ممنوعون من الدخول والخروج من وإلى المخيم".
ولفت إلى أن "الوضع الذي وصلنا إليه يتطلب وعياً من كل شخص، وهو يبدأ من الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ككل، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع وعلى عاتق الفصائل الفلسطينية ومؤسسات الأونروا والمؤسسات العاملة في الوسط الطبي الفلسطيني".
فيما تمنى اللاجئ الفلسطيني في مخيم عين الحلوة ناصر عبد الغني أن "تكون فترة الإغلاق المتمثلة بالعشرة أيام عالية الإلتزام من قبل أهلنا وشعبنا حتى نستطيع الحفاظ على ما تبقى منهم بصحتهم في ظل التقصير الحاصل حيال معالجة المرضى بشكل عام ومرضى كورونا بشكل خاص".
وشدد عبد الغني أنه "من الضروري أن يكون هناك وقفة جادة وسريعة تجاه أهلنا وشعبنا في المخيمات لناحية تقديم المساعدات والمواد الإغاثية اللازمة لشعبنا الذين سيُحجرون في المنازل بخاصة الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة ويعيشون بتعبهم يوماً بيوم حتى يستطيعون مواصلة الحجر والمحافظة على صحتهم و الأمن الصحي في المخيمات".
شاهد التقرير