نظمت اللجنة الشعبيّة للاجئين في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين، اليوم الاثنين 25 يناير/ كانون الثاني، وقفة احتجاجية ضد تقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أمام مقر صحة البيئة "السنتيشن" وسط مُخيّم البريج
وشارك في الوقفة العشرات من أبناء المُخيّم والقوى الوطنية والإسلامية، ومركز النشاط النسائي وشخصيات وطنية من جميع الأطياف، إذ رفعوا الافتات الرافضة لتقليصات وكالة "أونروا"، وضد سياسة الإدارة الأمريكيّة لطمس قضية اللاجئين، وتأكيداً على حق العودة
بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبيّة في مُخيّم البريج حاتم قنديل، إنّنا نطالب بحقوقنا المشروعة التي لم ولن نتنازل عنها، وهي ثوابتنا الوطنية وعلى رأسها حق العودة في ظل الهجمة الصهيوأمريكية الشرسة التي تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال التقليصات التي تتخذها وكالة الغوث بحق اللاجئين.
وأكَّد قنديل على تمسك اللاجئين بحقهم الشرعي إمّا العودة إلى ديارهم أو استمرار وكالة الغوث في تقديم كافة خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية والاغاثية لكل اللاجئين في كافة مناطق عمليات الوكالة، ونؤكّد في ذات الوقت أنّ "أونروا" هي الشاهد الأخير على الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابات الاحتلال بحق الفلسطينيين عام ١٩٤٨.
ولفت قنديل إلى أنّ وكالة "أونروا" أنشئت بقرار الجمعية العامة رقم 302 (الدورة الرابعة) وتمثل تفويضها الأولي في تقديم "برامج الإغاثة المباشرة وبرامج التشغيل" للاجئين الفلسطينيين من أجل "تلافي أحوال المجاعة والبؤس، ودعم السلام والاستقرار"، وحلت الوكالة محل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين التي أنشئت في سنة 1948، حيث تقدم أونروا (وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى) المساعدة والحماية وكسب التأييد لحوالي خمسة مليون وست مائة الف لاجئ من فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم، مُشدداً على أنّ اللجان الشعبية للاجئين في كافة مُخيّمات قطاع غزة ستتصدى وتعمل للوقوف أمام هذه السياسية المرفوضة جملةً وتفصيلًا، وأنّ تمويل "أونروا" ليس مسؤولية اللاجئين وإنما مسؤولية وكالة الغوث .
كما طالب قنديل خلال حديثه، إدارة وكالة "أونروا" بالتراجع الفوري عن كافة الإجراءات التي أعلنتها مؤخراً والتي ترى فيها تقليصاً واضحاً لن يتم القبول به مطلقاً.
وفي السياق، قال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية هاني الثوابتة في كلمته خلال الوقفة، إنّ إدارة وكالة الغوث بدأت بإجراءات متدرجة وتقليصات في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات والجوانب الاغاثية، تستهدف بشكل واضح حقوق اللاجئين وحق العودة، مُؤكداً أنّ حق العودة غير قابل للتصرف أو المساومة أو المهادنة، وعلى إدارة "أونروا" أن تدرك ذلك، وعليها أن تجند كل طاقاتها لتوفر الدعم والإمكانات، بما يجعلها قادرة على الوفاء بالتزاماتها وواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم.
من جهته، قال ممثل ملف اللاجئين في حـركة حمــاس مخلص عقل خلال كلمة القوى الوطنية والإسلامية، إنّ الشعب الفلسطيني الذي وقع عليه ظلم تاريخي لما يزيد عن 72 عاماً لم ولن يقبل المساس بقضيته وبكرامته الوطنية والإنسانية ويجدد تمسكه بأن تواصل "أونروا" عملها وتقديم خدماتها لجموع اللاجئين في مناطق عملياتها الخمس وفق المسؤوليات التي تقع على عاتقها والتي ليست منة أو هبة، مُشدداً على أنّ حقوق اللاجئين هي حقوق كاملة وغير منقوصة، وبما يضمن عودة الوكالة لممارسة دورها الطبيعي التي أنشئت من أجله مع حلول نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948م.
وجرى خلال الوقفة تقديم رسالة باللغتين العربية والانجليزية قدّمها اثنين من شاب عائلة أبو عرمانة، إذ تؤكّد الرسالة على حقوقهم كلاجئين بخدمات "أونروا" حتى احقاق حق العودة للاجئين، وأن وكالة "أونروا" هي الشاهد الوحيد والأخير على قضية اللاجئين.
وعلى مدار الشهور الماضية، نُظّمت العديد من الوقفات الاحتجاجية في مُخيّمات قطاع غزّة كافة، رفضاً لسياسات "أونروا" تجاه اللاجئين في المُخيّمات، خصوصاً مع حديث الوكالة عن نيتها توحيد "الكابونة" الغذائية، ما قوبل برفضٍ واستنكارٍ شديدين من اللاجئين الفلسطينيين في
وكان عام 2020 بحسب تقريرٍ أعده "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من أسوأ الأعوام التي مرّت على اللاجئين الفلسطينيين في المُخيّمات، وخاصّة في قطاع غزّة، حيث زادت جائحة "كورونا" من معاناة اللاجئين، لا سيما في ظل استمرار تقليصات خدمات "أونروا" المقدّمة للاجئين.