على إثر جريمة القتل التي شهدها مخيم برج البراجنة يوم الخميس الماضي، أكد قائد القوة الامنية المشتركة في المخيم العقيد بلال سروان عدم وجود ظاهرة تفلت سلاح وانتهاء ظاهرة تجار المخدرات.

يأتي هذا فيما سلمت الفصائل الفلسطينية و"لقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم برج البراجنة مضبوطات من المخدرات والسلاح إلى مخابرات الجيش اللبناني، بعدما صودرت خلال المداهمات التي نفذتها القوة الأمنية ليل الجمعة الماضية.

وجاءت المداهمات على أثر جريمة قتل عائلية شهدها المخيم الواقع عاصمة اللبنانية بيروت، تطورت إلى اشتباك مسلح مع القوة الأمنية الفلسطينية.

نهاية القاتل وفرار التاجر

في حديث  لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يصرح قائد القوة الأمنية في مخيم برج البراجنة العقيد بلال سروان تفاصيل الحادثة المؤسفة، قائلاً: "ما حصل هو إطلاق نار من مسدس في منزل الصالح، حيث قام المدعو أمين الصالح بإطلاق النار على ابنيّ أخيه كمال وجمال، واحد منهم قتل على الفور والآخر أُصيب بقدمه، وهذا كله حصل لسبب تافه جداً، بسبب ماء تقطر من نربيش مكيف، لكن الحقيقة معروفة وهي أن هناك عداوة كبيرة وقديمة بين أفراد العائلة".

ويضيف: "على أثر الحادثة اجتمعنا كقوى أمنية وفصائل ثورة في مخيم برج البراجنة، وأخذنا قراراً بإحضار القاتل وتسليمه للدولة اللبنانية. اجتمعنا بإخوته وطلبنا منهم إقناعه، فقاموا بمحادثته وطبعاً رفض تسليم نفسه وقالوا: إنها مشكلة عائلية، فقلنا لهم: إننا لسنا في غابة ويجب تسليمه أما بإرادته أو بالقوة".

ويتابع: "على أثره أخذنا قراراً بمداهمته، لكن مشكلته ومن مثله أنهم جبناء يختبؤون خلف النساء والأولاد، فقام بجمع نساء أولاده وزوجته والأولاد في الطابق الأول، علماً أن البيت مكون من أربع طوابق، وتحصن داخل المنزل، ثم بدؤوا بإطلاق النار علينا. في البداية صبرنا عليهم لأننا لا نريد أذية أحد من النساء أو الأولاد، أخذنا كثيراً من الوقت حرصاً على سلامتهم وعدم أذية أحد".

ويؤكد سروان أن "ظاهرة التفلت ممنوعة هنا في مخيم برج البراجنة ومخيمات بيروت إجمالاً، ودائماً يُتخذ إجراء بحق أي جريمة تحصل، ويتم تسليم القاتل للدولة اللبنانية بتضافر الجهود مع جميع الفصائل".

توصلت خواتيم الحادثة الأليمة التي شهدها مخيم برج البراجنة إلى إطلاق القاتل النار على نفسه بعد أن تحصن في وكر ابنه مروج المخدرات الذي لا يزال حراً طليقاً بعد هربه.

ليلة صعبة

يتعرض مخيم برج البراجنة كسائر المناطق اللبنانية لخروقات أمنية بين الحين والآخر، فهذه الحادثة هي نادرة في تاريخ المخيم، لكنها كانت ليلة صعبة على سكانه.  

في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تقول فتنة الأشوح وهي أخت زوجة القتيل: "المأساة على الجميع، المصيبة مصيبة المخيم ككل وليست على فرد واحد. وهذا الخطأ هو بسبب اللجان الموجودة في المخيم وغير القادرة على حل مشكلة صغيرة. لا تتواجد على الأرض إلا في حال حصول حدث، أو جريمة قتل".

وتتمنى الأشوح أن "يكون لدينا فصائل تتابع أحوال الناس أفضل من الموت، فالشاب الذي مات خسارنا لنا، زوج أختي خسارة لنا، الخراب الذي حصل خسارة لنا، كنا نتمنى أوضاعاً أمنية أفضل ولجان لها سلطتها على الأرض، لا نريد الكلام والوعود فقط، في النهاية أي شخص يُؤذى أو يُقتل هو خسارة لنا".

وتضيف: "زوج أختي عليه حق، لكننا نعود إلى السبب الرئيسي، نحن نريد أن نعالج المشكلة من الأساس، لو أنهم يتضامنون و يكملون حاجات الناس و يرون حالاتهم وأوضاع الشباب لما كان ليحصل هذا، لكن لا يوجد تكاتف مع الناس. ينتظرون حدوث أمر حتى ينزلون على الأرض، هذا الإهمال هم سببه ولسنا نحن. في حال أخطأ أحد أولادي فأنا مسؤولة عن خطأه لكني بحاجة لمساعدة أحد لجعل ابني قدوة، أنا أحاول دائماً إصلاح ابني لكن إذا انجر للبيئة في المخيم مثل المخدرات فبحاجة مساعدة أكيد".

بدوره، يؤكد اللاجئ الفلسطيني أحمد زعبوط : إنها "كانت حقاً ليلة سيئة جداً لا توصف. قبل مداهمة المنطقة أُذيع في الجوامع بإخلاء البيوت، اعتقدنا أنه مجرد كلام مثل كل مرة، لكن عند الرابعة ونصف بدأت أصوات القنابل. قمت بتسكير المحل فوراً وعندما شعرت أن الوضع عاد طبيعياً عدت وفتحت المحل لكن الاشتباكات عادت، فقمت بتسكير المحل وعدت الى البيت ولم أعرف ماذا حصل. تدمر الكثير حتى خزانات المياه والنرابيش".

من ناحيته، يعتبر اللاجئ الفلسطيني محمد حسن أن "ما حصل  غير مقبول  وخارج عن القانون والمألوف".

ودعا "كل العقلاء والقيِّمين والشرفاء داخل المخيم بأن يكونون يداً بيد وحريصين على أمنه واستقراره، وبالتنسيق مع القوى خارج المخيم لأن أمنه هو جزء من أمن لبنان، وأمن لبنان يعنينا جداً ونأمل أن يبقى مستقراً وآمناً".

شاهد التقرير 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد