أغلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عيادتها في مخيم برج البراجنة جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، بعد تثبت إصابة أحد موظفيها بفيروس كورونا، وفق ما أعلنت الوكالة، إلا أنّ الأمر يلفه الغموض مع حديث يدور في وسط الفلسطينيين عن أنّ أعداد الإصابات داخل المخيم أكبر من تلك التي  أعلنتها الأونروا.

الوكالة تخفي االأرقام الحقيقية للمصابين!

 

مصدر خاص لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فضّل عدم ذكر اسمه، أكد أنّ قصة إغلاق العيادة أكبر من إصابة موظف واحد بالفيروس، متهمًا الوكالة "بإخفاء الأرقام لاحقيقة لمصابي كورونا وعن مدى تفشيه داخل المخيم".

وأوضح المصدر بأن الوكالة وكعادتها في كلّ يوم اثنين،أجرت 22 فحص (كوفيد -19)، لتأتي نتيجة 19 منهم إيجابية، ما يعني أن نسبة الإصابة تقدر بـ 85% في المخيم".

وتابع المصدر: "هذا الرقم كبير وخطير للغاية، حيث رفضت الوكالة الإعلان عن ذلك، مقررة إغلاق عيادتها والاكتفاء ببيانها لأنّ الوضع قد ينقلب عليها خاصة أمام التقصير الكبير لها في هذا الملف".

"أونروا" تؤكد تسجيل 19 إصابة في المخيم خلال يوم واحد

 

المتحدثة الإعلامية باسم وكالة الأونروا في لبنان، هدى السمرا، استغربت في حديثها مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، الحديث عن أرقام كبيرة وضخمة داخل المخيم، وصلت حدّ الادعاء بوجود 40 إلى 100 إصابة".

وتابعت: "لا نستطيع أن ننفي أو نؤكد هذه الأرقام، إلا أنّ أرقامنا تشير إلى وجود 19 إصابة  داخل المخيم وفقًا لإحصاءات يوم أمس الأربعاء".

وأضافت السمرا، "أغلقنا عيادة الوكالة في المخيم، من أجل عملية التعقيم، وذلك بعد اكتشاف أنّ موظفًا لدينا مصابًا بالفيروس"، نافية، إصابة أكثر من موظف داخل العيادة بالفيروس، "لا يوجد إلا موظف واحد مصاب بكورونا".

بلغنا مرحلة التفشي المجتمعي

 

وحذرت السمّرا بالقول: "الحالة الصحية مقلقلة للغاية في عموم المخيمات، فالوباء يتفشى على صعيد ونطاق واسع مثله مثل باقي المناطق اللبنانية، حيث أننا بلغنا منذ فترة مرحلة التفشي المجتمعي".

وأردفت المتحدثة باسم "أونروا"، "على الجميع أخذ الحيطة والحذر، فالمشكلة ليست مرتبطة فقط بتأمين الأونروا للفاتورة الاستشفائية، بل أضحت تتعلق بالمرحلة التي وصلنا إليها حيث لم يعد بمقدور المستشفيات استقبال أو تأمين سرير للمصابين بالفيروس، واليوم أصبح كل شخص مسؤول عن نفسه وأهله فلا يمكن لأحد أن يحميه".

70 حالة نشطة منذ يوم الجمعة

 

  عضو لجنة كورونا في برج البراجنة، أبو خليل قاسم،  وجود "70 حالة نشطة منذ يوم الجمعة الماضية داخل مخيم برج البراجنة، مع تسجيل 4 حالات وفيات جراء الفيروس".

ووصف قاسم، الوضع داخل المخيم "بالخطير والصعب للغاية، مع تفاقم الوضع المعيشي وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، فيما قرار التعبئة العامة والحجر أبرز الغائبين على الساحة في المخيم، ولا يمكننا إجبار اللاجئين الفلسطينيين على الالتزام بهما دون تأمين قوت يومهم".

وناشد قاسم، "إدارة الأونروا ضرورة ملئ الفراغ الذي قامت به نتيجة غيابها عن تأدية دورها، والإسراع في توزيع مساعدات مالية إغاثية، خاصة أمام الأزمة المعيشية التي تتفاقم يومًا بعد يوم".

 الرضيعة لانا انتقلت لها العدوى من أقاربهما فتوفت

 

وشهد المخيم اليوم الخميس، وفاة الرضيعة "لانا عباس" ابنة الـ 11 شهرًا، بعد إصابتها بالفيروس.

أحد أقاربها، قال لـ "بوابة اللاجئين"، إنّ "العدوى قد انتقلت إلى لانا من أحد أقاربها، حيث دخلت العناية الفائقة أمس الأربعاء بعد تعرضها لالتهابات في الصدر، لتتوفى اليوم صباحًا".

ولانا ابنة لشاب لبناني وأم فلسطينية، يقطنان منطقة "حي البعلبكية" المحاذي لمخيم برج البراجنة.

وكانت وكالة الأونروا قد أعلنت أول من أمس الثلاثاء، بلوغ عدد حالات الإصابات النشطة بفايروس "كورونا" في صفوف اللاجئين الفلسطينين في لبنان 660 حالة، فيما بلغ إجمالي الإصابات منذ بدء الجائحة 4681 إصابة حتى تاريخ 27 من كانون الثاني الفائت.

كما بلغت أعداد الوفيّات وفق الأونروا 163 حالة وفاة منذ بدء الجائحة، معظمهم من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.