تعرّض العشرات من أبناء مخيّم السيدة زينب للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، لحالات تسمم بمياه الشرب، منذ مطلع شهر شباط/ فبراير الجاري، فيما يستمر ظهور حالات جديدة، حسبما أكّد لاجئون من أبناء المخيّم لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

وقالت اللاجئة "أم لؤي موسى" إنّها تعرّضت لحالة تسمم أمس الثلاثاء، ومن أعراضها إعياء شديد وإقياء، وارتفاع مفاجئ بالحرارة، ما جعلها تظنّ أنّها أصيبت بفايروس " كورونا" قبل أن تربط حالتها بما شهده المخيّم من حالات تسمم  مستمرة منذ أيّام، وفق قولها.

وأشارت اللاجئة في حديث مع " بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أنّ المياه التي تناولتها، كانت قد اشترتها من أحد باعة "مياه الفيجة"، ولم يكن مصدرها المياه الواصلة إلى المنازل من قبل مؤسسة المياه، وذلك لتلافي تسمم عائلتها، "ما يشير إلى تلوّث واسع سواء في مياه المؤسسة أم المُباعة".

وكانت حالات تسمم قد ظهرت في مخيّم السيدة زينب والمناطق المجاورة له، بحسب تأكيدات الأهالي، نتيجة استعمالهم لمياه الشرب الواصلة إلى المنازل، فيما عزت صحيفة "الوطن" السوريّة شبه الرسميّة  حالات التسمم، إلى المياه الملوّثة المُباعة عبر الصهاريج غير المرخصّة، وهو ما نفاه بعض السكّان الذين أكّدوا أنّ حالات التسمم تعود لأشخاص تناولوا مياهاً من مصادر متعددة.

وبحسب أحد أبناء مخيّم، فإنّ أكثر من 50 حالة قد سُجّلت في مدارس منطقة السيّدة الزينب، ولم يقتصر الأمر على منطقة مخيّم اللاجئين فحسب، وأكّد لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ المياه المستخدمة في المدارس هي ذاتها مياه مؤسسة مياه الشرب، وليست مُشتراة من قبل الصهاريج.

ومن أعراض التسمم التي ظهرت، طفح واحمرار في الجلد، إضافة إلى أعراض تشبه الالتهاب المعوي الحاد، في حين يعمد الأهالي على علاج أنفسهم في المنازل، بينما اضطرّ العديد منهم للذهاب إلى المراكز الصحيّة في منطقة السيذدة زينب، وجرى علاجهم كمصابين بالالتهاب المعوي.

وكان مسؤول وحدة المياه في منطقة السيّدة زينب، قد حصر حالات التسمم بمنطقة مخيّم اللاجئين الفلسطينيين، بينما سُجّلت عشرات حالات تسمم خارج منطقة المخيّم، لتصل إلى تجمّع حجيرة المُجاور حيث تقطن عشرات الأسر الفلسطينية، كما سّجّلت حالات في منطقة شارع المدارس وما يُعرف بـ "سوق العراقيين" وشارعي الحسن والحسين والفلّاحين حسبما أكّدت مصادر متطابقة في المنطقة.

وجرّاء بروز الحالة في المنطقة وشكاوى الأهالي التي تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقّبت هيئة الصحّة المدرسيّة في منطقة ريف دمشق عبر جريدة " الوطن" على ما يجري تداوله، نافيةً أن تكون مياه الشرب هي مصدر التسمم، وأرجعت الأمر إلى تناول " صندويش منتهي الصلاحيّة" وهو ما أثار انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصّة بنقل أخبار المخيّم والمنطقة.

وانتقد الناشط الإعلامي في مخيّم السيدة زينب محمود علي، ما أسماه "حالة النكران" وكتب عبر صفحته في "فيسبوك" :" كيف لنا أن نقبل اعتراف الصحة المدرسية بـ 13 إصابة، وحسب الزعم أنها ناجمة عن السندويش المباع في المدارس في حين أنّ بيع الصندوس في المدارس ممنوع طبقا طريقة الاستثمار عن طريق مديرية التربية".

وأكّد أنّ الحالات موجودة على الأرض، وتجري متابعتها عن كثب، مشيراً إلى إصابة أحد أمين فرقة حزب البعث في المخيّم سعيد العائدي بالتسمم، وهو أحد القامين على متابعة الحالة، وفق قوله.

4-1.jpg

يذكر، أنّ مخيّم السيدة زينب يعاني من تهالك شبكات نقل المياه، الأمر الذي يسبب اختلاط مياه الشرب التي مصدرها مؤسسة المياه مع شبكات الصرف الصحّي، فيما تشترك عموم منطقة السيّدة زينب وجوارها، بآبار ارتوازيّة واحدة، وتشكّل تلك الآبار المصدر الأساسي للمياه المُباعة عبر سواء عبر الصهاريج أم في محلّات بيع مياه الشرب، ما يشير إلى تلوّث المياه من مصادرها الأولى بحسب ما يتناقله الأهالي.

 

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد