يزداد منزل اللاجئ الفلسطيني إسحاق أبو هشهش في مُخيّم الفوار جنوبي الخليل وحشةً يوماً بعد يوم، بعد أن اعتقل الاحتلال أبناءه الخمسة في السجون، ولم يبق في المنزل إلا والداهم ليفرغ من كل أشكال الحياة سوى الحنين.
يقول أبو هشهش لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ ابنه محمود معتقل للمرة الخامسة إدارياً منذ ستة سنوات، وأعقب اعتقالَه اعتقالُ أحمد للمرة الثالثة إدارياً وللعام الرابع على التوالي، ومؤخراً تم اعتقال محمد ومجدي وسراج وهذه المرة الأولى لاعتقالهم، لافتاً إلى أنّ هذا الوضع صعب للغاية "تخيل إنه خمس شباب يكونوا مش في الدار، الدار فاضية اليوم وما فيها غير أنا وأمهم، وهذا واقعنا".
تهجم متواصل على المنزل
والدة الأسرى الخمسة تقول: احنا من سنة 2009 وهم كل يوم والثاني مداهمات واعتقالات وشيء متكرر وكأنه لا يوجد غيرنا في المُخيّم، يعني مثلاً محمود طالب من الـ2008 وهو في الجامعة خطبناله وهو في السجن وزوجناه كي يتوقف اعتقاله، وبعد أن تزوّج، ولد ابنه الثاني وهو في السجن، وابنه الأول كان عمره سنة لما انسجن وطلع وعمره سنتين، يعني لا تهنينا عليه، ولما تزوج برضه زوجته وأولاده ما تهنوا عليه.
هذا احتلال وكل شيء متوقع منه
وتابعت الأم: "الدار فضيت وما بقي حدا، يعني أنا محمود البكر ولدته في الانتفاضة الأولى وتزوجنا في الانتفاضة الأولى وولدته في الانتفاضة، واليوم صار ينسجن هو وإخوته، يعني هذا احتلال وكل شيء منتوقع منه والله لا بيسلم منه لا بني آدم ولا شجر ولا حجر، وكل يوم مداهمات وتخريب وتكسير، وما بتركوا حدا بحاله، بس رغم كل هذ الحمد لله رب العالمين والله احنا صامدين".
مسيرة نضالية متواصلة من الآباء إلى الأبناء
والد هؤلاء الأسرى الخمسة اعتقل بدوره في ثمانينيات القرن الماضي، وفي وقت من الأوقات كان هو وإخوته الستة جميعاً في سجون الاحتلال خلال سني الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987، ويؤكد أن الاعتقالات بحقه وإخوته وأبناء عمه استمرت خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، وما يزال بعضهم مطارداً من قبل الاحتلال الصهيوني، كما يوجد له أخ معتقل إدارياً وآخر حرر قبل فترة، وثالث مطارد ومطلوب للاحتلال حتى اليوم.
الأسرى في الساحة لوحدهم
حول هذا الوضع، يرى اسحق أبو هشهش أن جميع العائلات الفلسطينية مستهدفة من قبل الحتلال منذ نكبة عام 1948، وهذا أمر اعتاد عليه الفلسطينيون.
إلا أن ما يؤلم هذا الرجل الستيني هو الإهمال الذي تلقاه قضية الأسرى في وقتنا الراهن، بحسب قوله.
يؤكد ان الأسرى وحدهم في الميدان، "في الوقت الحالي ما حدا دريان لا بأسرى ولا بشهداء ولا بوطن ولا بمواطن، وكل فترة والتانية في شهداء داخل السجون، حدا شاف احتجاجات؟ حدا شاف ضجات؟، اليوم الأسرى في الساحة لحالهم"
اعتقال وغرامات
تطالبه محاكم الاحتلال بدفع غرامة تقدّر قيمتها بـ11 ألف شيكل غرامة لابنه أحمد، وينتظرون ما ستقرر كغرامة بحق ابنه محمود، وكذلك هو مطالب بـ 7 آلاف شيكل غرامة لابنه محمد الذي حكم 3 سنوات سجن، و4 آلاف شيكل لكل من ابنيه مجدي المحكوم بالسجن لـ 10 أشهر وسراج المحكوم بالسجن لـ9 أشهر.
كل هذه الغرامات وراتبه الشهري لا يتجاوز 1350 شيكلاً ، يقول: "بكل صراحة ما حدا بيسأل علينا، ولا حدا بيدق ع بابك بيقولك عندك خمسة أسرى".
ضاعت الفرحة
أما والدة الأسرى فزادت بالقول: لا متهنيين على أكل ولا على شرب، والله ما بعرف أنام، ليلي ليل ونهاري نهار يادوب إن سهيت (نمت) ربع ساعة أو نص ساعة بالكتير، ضيعوا كل اشي فرحة لا بنفرح بأعياد ولا بمناسبات، والواحد صار والله ما بحب أطلع عأي مناسبة من واحد واثنين فما بالك لما يكونوا خمسة معتقلين، أنا ببقى بالشارع أمشي وين أي شب والله بضل أطلع فيه بتخيل أولادي بين الشباب، لكن والله رافعين راسنا فيهم، وهما انسجنوا لشيء بيرفع الراس.
خيرة شباب فلسطين في السجون
وأكملت حديثها: "أنا أولادي ما انسجنوا عني لحالي ولا عن المُخيّم، بل عن فلسطين، شباب فلسطين هذول، واحنا بنروح ع السجون، وخيرة شباب فلسطين اليوم في السجون، ومستمد كل قوتنا وصمودنا من هذول الأسرى.
مثال للعائلات الفلسطينية المستهدفة
يُشار إلى أنّ نادي الأسير الفلسطيني، قال في وقتٍ سابق، إنّ عائلة الأسرى أبو هشهش في مُخيّم الفوار للاجئين الفلسطينيين هي نموذج للعشرات من العائلات الفلسطينية التي يواصل الاحتلال استهدافها، من خلال عمليات الاعتقال المتكررة، والذي يرافقها عمليات تنكيل وتهديد متواصلين.
وجدّد النادي دعوته المستمرة للمؤسسات الحقوقية الدولية، بأن تتخذ درواً أكثر فاعلية في الكشف عن جرائم الاحتلال اليومية، ووضع حدٍ لها.
شاهد التقرير