سورية-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تستمر معاناة أهالي مخيم اليرموك جراء الأوضاع المعيشية الصعبة في المخيم، وفي ظل غياب دور للمؤسسات الفلسطينية بسبب حصار المخيم من ناحية، وسيطرة تنظيم "داعش" من ناحية أخرى.
يعاني أهالي المخيم من استمرار انقطاع المياه عن منازلهم منذ قرابة (807) يوماً على التوالي، ما دفعهم للاعتماد على مياه الآبار الارتوازية، على الرغم من عدم صلاحيتها للاستخدام بسبب عدم خضوعها للمعالجة، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأهالي بمشاكل في الكلى بعد استخدام هذه المياه لفترات طويلة.
بينما يمر وقع فصل الشتاء ثقيلا على الأهالي بسبب انعدام وسائل التدفئة، وعدم توفر المحروقات اللازمة للطهي والتدفئة، ما دفع الأهالي لاستخدام الأخشاب المتوافرة في المنازل المهجورة، وحرق الألبسة، مع انخفاض درجات الحرارة في بعض الأحيان ما دون الصفر.
ومع عدم توافر فرص عمل في المخيم تزداد الأوضاع المعيشية صعوبة، إذ لا يتوفر أي دخل للأهالي عدا عن الذي تقدّمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كمساعدات مالية كل بضعة أشهر، أو مساعدات بعض المؤسسات غير المنتظمة، أو مساعدات الأقارب لعائلاتهم في المخيم والتي لا تكفي لتلبية احتياجاتهم مع ارتفاع أسعار المواد التموينية والخضار والفاكهة والخبز، ويبدو غلاء الأسعار واضحاً بالنظر إلى الفرق في الأسعار بين دمشق والمناطق المحاصرة، لا سيما وفرض النظام السوري رسوماً على التجار عند إدخال المواد على حاجزي بيت سحم والقدم، ما أدى لغلاء الأسعار.
وحسب مصادر البوابة في المخيم، فإن سعر الدولار يتراوح حاليا بـ(490-500) ليرة سورية، بينما ارتفعت أسعار المواد، فبلغ سعر ربطة الخبز ما بين (150-200) ليرة سورية، كيلو السكر (400)، كيلو البندورة (200)، كيلو الخيار (300)، كيلو البطاطا (250)، كيلو الأرز (300)، كيلو (250)، كيلو زيت الزيتون (1900)، كيلو الزيت النباتي (750)، حليب البقر (225)، كيلو لبن (250)، وقية الشاي (700)، وقية القهوة (700).
وتزداد معاناة الأهالي مع ممارسات "داعش" في التضييق عليهم وفرض هيمنتها على المخيم بسياسات متطرفة وفرض قيود حول التنقّل والملابس والسلوك، والتعدّي على الحريات الشخصية للأهالي، بالإضافة إلى فرض العقوبات التي تصل إلى الجلد والحبس والغرامات المالية.
فيما تستمر "داعش" بحصار المناطق الخاضعة لسيطرة "فتح الشام" باتجاه ساحة الريجة وشارع حيفا وشارع الـ (15) والمدنيين القاطنين في تلك المناطق، وعدم السماح لهم بإدخال الطعام والمحروقات والأدوية.
وحسب شهود من أبناء المخيم فإن أحد عناصر "داعش" المدعو بـ "أبو كنان" وهو متواجد في نقطة تفتيش الحاجز المؤدي إلى منطقة حصار "فتح الشام"، يفرض على المدنيين الداخلين للمنطقة (أتاوة) خاصة كالطعام وبعض الاحتياجات الخاصة به.
بينما تستمر الاشتباكات بين "داعش" و"فتح الشام" من جهة، وفصائل المعارضة في بلدة يلدا المجاورة للمخيم من جهةٍ أخرى، وتستهدف قوات النظام منطقة سيطرة "فتح الشام" بالصواريخ والقذائف، بالإضافة للتمشيط بالأسلحة المتوسطة المتمركزة على بنايات القاعة.