أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" تقرير النداء الطارئ من أجل الاستجابة للأزمة السوريّة للعام 2021 الجاري، بإجمالي متطلبات تمويلية وقدره 317 مليون و881 الف دولار أمريكي، للاستجابة للاحتياجات الإنسانيّة للاجئين الفلسطينيين في سوريا والمهجّرين من سوريا في الأردن ولبنان.
وأوردت الوكالة في تقريها، أرقام تعكس واقع حال اللاجئين الفلسطينيين سواء المتبقين في سوريا أم المهجّرين خارجها في كلّ من لبنان والأردن، على ضوء النزوح الذي طال أمده، والظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة بسبب عواقب جائحة كوفيد- 19 والاحتياجات الانسانية الملحّة، ومخاوف الحماية التي تؤثر على حياة اللاجئين، حسبما جاء في التقرير.
في الداخل السوري، قالت الوكالة إنّ نحو 91% من اللاجئين الفلسطينيين من أصل 438 الف لاجئ، يعيشون في فقر مطلق، فيما يعيش 40% منهم واقع نزوح داخلي، في ظل تدهور في الظروف المعيشيّة بشكل أكبر نتيجة الأزمة الاقتصاديّة وزيادة أسعار السلع الأساسيّة.
وأشار التقرير، إلى أنّ 79% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، أفادوا بأنّ عائلاتهم قد قامت بتقليص عدد وجبات أو نوعية الطعام المستهلك منذ بدء جائحة " كورونا" في آذار/ مارس 2020، فيما يحتاج نحو 418 الف لاجئ إلى المعونة النقدية والعينية والغذائيّة، و حددت المتطلبات التمويليّة للداخل السوري بما قدره 191 مليون و 867 الف دولار.
أمّا في لبنان، فأوردت الوكالة أنّ 87% من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان من أصل 27 الف و700 لاجئ يعيشون في فقر، فيما تتواصل حاجتهم إلى المساعدات الماليّة النقديّة الطارئة.
وكذلك الحال في الأردن، حيث أكّدت الوكالة حاجة اللاجئين المهجرين من سوريا والبالغ عددهم 17 الف و 800 لاجئ، إلى معونات " أونروا" النقديّة، فيما يحتاج 100% منهم إلى معونات شتوية.
3 أولويات استراتيجية
وحددت الوكالة، 3 اولويات استراتيجية، قالت إنّها ستسترشد بها في إطار الاستجابة الإنسانية للأزمة السورية الطارة للعام 2021 الجاري.
ووفق التقرير، فإنّ الاستراتيجية الأولى تركّز على " المحافظة على الصمود من خلال تقديم المساعدة الانسانية وضمان تلبية الاحتياجات الأساسيّة".
كما ستهاهم عبر الاستراتيجية الثانية، في "بيئة توفّر الحماية للاجئين الفلسطينيين من خلال المحافظة على وصول الخدمات الأساسية، التي تشمل الصحة والتعليم وسبل المعيشة والحماية والمياه والصرف الصحي والنظافة"
أمّا الاستراتيجية الثالثة وفق التقرير: "تحسين فعالية وكفاءة تقديم برنامج الطوارئ من خلال السلامة والأمن واصلاح وصيانة مشآت الوكالة والقدرة الاقليمية ودعم الإدارة".
تجدر الإشارة، إلى أنّ الوكالة كانت قد أطلقت نداءً تمويليّاً بقيمة 1.5 مليار دولار، لتمويل خدماتها الأساسيّة ونداءات الطوارئ والمشاريع ذات الأولوية للاجئين الفلسطينيين المسجّلين في أقاليم عملياتها الخمس للعام 2021 الحالي.
كما ولفتت، إلى أنّ الأزمة الماليّة غير المسبوقة في عام 2020 الفائت، أدّى إلى تنامي مشاعر اليأس والشعور بالتخلّي، لذلك "تناشد الأونروا مانحيها تقديم التمويل اللازم لتمكنيها الوفاء بمهام ولايتها، ولتجنب الأزمات المالية المتكررة، والتي تضع خدمات الوكالة الإنسانية الأساسية والمنقذة للأرواح في خطر، وبهدف توحيد الجهود من أجل تطوير رؤية استشرافية ومستدامة للأونروا بشكل جماعي" حسبما جاء في بيان سابق.