طالبت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، وكالة "أونروا" بوضع خطط علاجية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لمرحلة ما بعد "كورونا"، لتقليص الفجوة التعليمية التي أنتجتها الجائحة.
جاء ذلك في تقرير أصدرته "شاهد" الجمعة 26 شباط/فبرير، درست فيه ظروف اللاجئين الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل جائحة "كورونا".
وجاء في المطالب، أن تتولى الوكالة "تدريب المعلمين ووضع برنامج تعليمي مختص بذوي الاحتياجات الخاصة، وبتقديم المساعدات النقدية لعائلاتهم لتمكينهم من شراء الأدوية والأجهزة التي يحتاجونها، وووضع برنامج يضم عدد من الأخصائيين الميدانيين يقومون بالذهاب إلى منازلهم وتقديم الرعاية والدعم اللازم، ووضع برنامج لتريب الأهالي على كيفية التعامل مع أطفالهم في ظل الظروف الصعبة".
كما طالبت، منظمة التحرير الفلسطينينة، بتقديم الدعم المادي والمعنوي لذوي الاحتياجات الخاصة ولأهاليهم، وتفعيل دور الهلال الأحمر الفلسطيني، من أجل وضع برامج لتقديم الرعاية والدعم الجسدي والنفسي لهم.
كما توجهّت المؤسسة، بطلب من مؤسسات المجتمع المدني لزيادة البرامج التي تدعمهم في مختلف المجالات المتعلقة بالصحة، التعليم، الدعم النفسي-الاجتماعي، وتأمين الأجهزة والأدوية اللازمة لهم.
وأكدت على ضرورة دعم المجتمع الدولي مالياً، لوكالة "أونروا" ليمكَنها من وضع البرامج اللازمة.
وطلبت من الدولة اللبنانية دمج هذه الشريحة من اللاجئين الفلسطينيين في قانون 2000/220 الخاص بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يُحرم ذوي الإعاقات اللفلسطينين في لبنان من حقوقهم، ويعتمدون بشكل أساسي على تقديمات وكالة "أونروا" التي تأثرت بفعل التقليصات الأخيرة، ويحرمون من الخدمات الصحيّة الرسمية.
وفيما يتعلق ببرامج الوقاية والتأهيل، تفتقد هذه الأخيرة مواردها المناسبة للاستمرارية، والعمل على مستوى التنمية الشاملة، لأسباب تتعلق بالوضع القانوني المعقد، ويلغب عليها الطابع الإغاثي المؤقت، وفق "شاهد".
ولفت التقرير، إلى تأثر فئات الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية الذين يتعمدون على قراءة الشفاه، جرّاء وضع جميع الناس الكمامات على وجوههم، ما أعاق هؤلاء الطلاب من الإندماج في برامج تعليمهم، مشيرةً إلى أنّ أصحاب الإعاقات عموماً قد يكونوا فريسة لفايروس "كورونا"، إذ يعانون بالأساس من ضعف جهازهم المناعي ويعتمدون على الغير لتلقي العلاج.
و من خلال اتصالات قامت بها "شاهد" مع الجمعيات المعنية بمتابعة ذوي الاحتياجات الخاصة الفلسطينيين في لبنان، تم التأكيد بأن هناك صعوبة كبيرة لتأمين الدعم والرعاية لهم في ظل جائحة "كورونا"، لناحية صعوبة وصول المعالجين والمختصين لهم، وعدم إمكانية إحضارهم إلى المراكز وتقديم الدعم المناسب لهم، إضافةً إلى انعدام إمكانية الكثيرين منهم تأمين الدواء اللازم.
ويقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بـ 5400 شخص، بحسب هيئة الإعاقة الفلسطينية في بيروت.
وبحسب الإحصاء الذي أجرته الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2015، فإن 28.9% من الأطفال اللاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصّة هم غير ملتحقين بأي مدرسة على الإطلاق، وإنَ 20.6% من الأسر التي تعيش في فقر مدقع لديهم فرد واحد على الأقل لديه إعاقة، حسب إحصاءات وكالة "أونروا".
وبحسب دليل دمج الإعاقة التابع للوكالة، لا توجد بيانات شاملة حول أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأوساط الفلسطينية، إلاً أن 15% من من أصل خمسة ملايين لاجئ مسجّل لدى "أونروا" في أقاليم عملها الخمسة لديهم إعاقة، بحسب التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، كما أورد التقرير.