عقدت اللجان الشعبيّة للمُخيّمات في المحافظة الوسطى لقطاع غزّة، اجتماعاً لها فلي مقر اللجنة الشعبيّة في مُخيّم النصيرات بحضور لجنة الطوارئ الفصائليّة وأعضاء مجلس أولياء الأمور المركزي، وذلك لمناقشة سُبل التصدي لتقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحق اللاجئين.
بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبيّة لمُخيّم النصيرات ماهر نسمان، إنّ هذا الاجتماع ربّما يكون بداية لخطوات عملية على الأرض للحفاظ على حقوق اللاجئين، لافتاً إلى أنّه يجب الخروج عن النمطية والعمل التقليدي في التعامل مع تقليصات "أونروا" وتنفيذ فعاليات أكثر فاعلية وتأثيراً دون اللجوء للعنف.
وبيّن نسمان أنّ جلوس الفصائل الفلسطينيّة كافة مع مدير عمليات "أونروا" بغزة ماتياس شمالي هي خطوة إيجابية، شعر ماتياس خلالها أنّ الموقف الفلسطيني واحداً وموحّداً وأصبح من الصعب على إدارة "أونروا" التحايل على هذا الموقف، مُؤكداً أنّ دائرة شئون اللاجئين واللجان الشعبيّة للاجئين وكافة القوى والفعاليات والمؤسّسات لن تقول لوكالة "أونروا" ارحلي، بل سنُحافظ جميعاً على هذه المؤسّسة الأمميّة الشاهد الوحيد على حق اللاجئ الفلسطيني.
كما دعا نسمان لأن تكون الفعاليات القادمة في مُخيّم النصيرات مشتركّة لتوحيد الموقف، والوقوف وقفة رجل واحد تجاه سياسة تقليصات وكالة "أونروا".
من جانبه، قال منسق لجنة الطوارئ الفصائلية بالنصيرات هاني مزهر، إنّ اجراءات "أونروا" خطيرة للغاية ومرفوضة ويجب اتباع خطوات ميدانيّة فاعلة تعيد الوضع لطبيعته من أجل حماية اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار مزهر إلى أنّ اللجنة المشتركة للاجئين سوف تنفذ فعاليات الفترة المقبلة ضد تقليصات "أونروا" وستكون أكثر قوة عن ذي قبل حتى عودة إدارة "أونروا" عن قراراتها المجحفة وتقليصاتها، مُشدداً على ضرورة العمل بجهود مشتركة للتصدي لتقليصات الوكالة، وضرورة الحشد ونشر الوعي بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وفي السياق، قال رئيس اللجنة الشعبيّة للاجئين في مُخيّم البريج حاتم قنديل، إنّ العام السابق كان مليئاً بالتقليصات، كما تطرّق قنديل لسلوكيات وكالة "أونروا" تجاه الموظفين وفصل الكثير منهم وفصل موظفي العقود.
وبيّن قنديل أنّ هناك التفاف من "أونروا" على التعامل مع اللاجئ الفلسطيني وتحايل للقفز على الواقع، ولكن هذا التحايل مكشوف ولن نسمح بسلب حقوق اللاجئين، مُؤكداً أنّ الخلل في وكالة "أونروا" وليس في اللاجئ الفلسطيني، وعليها ألّا تصدّر عجزها للاجئين، وبدلاً من أن تعمل على توفير الدعم للمزيد من اللاجئين، تعمل على تقليص الخدمات عنهم مما يزيد من حدّة الفقر داخل المجتمع الفلسطيني.
وفي ختام الاجتماع، دعا رئيس اللجنة الشعبيّة للاجئين في مُخيّم دير البلح أبو شاكر البحيصي إلى ضرورة تنفيذ فعاليات مركزية ذات تأثير أكثر على وكالة "أونروا"، مثل إقامة خيمة دائمة أمام مقر وكالة الغوث المركزي في غزّة.
وبيّن البحيصي أنّ هذه التقليصات التي تنفذها وكالة "أونروا" هذه سياسيّة بامتياز وتهدف إلى تصفية قضيّة اللاجئين وحق العودة.
ولقي قرار وكالة "أونروا" تطبيق نظام "السلة الغذائية الموحّدة" وحجب المساعدات الغذائية عن آلاف الأسر اللاجئة من ذوي الدخل الثابت المحدود رفضاً شعبياً واسعاً في صفوف اللاجئين في المُخيّمات، وسط مطالباتٍ بضرورة التراجع عن تطبيق هذا النظام.
وفي وقتٍ سابق، عبَّرت اللجان الشعبيّة في قطاع غزّة عن رفضها لنظام توحيد الكوبونة في قطاع غزّة في هذا الوقت الراهن الحسّاس والصعب، حيث أكَّدت أنّ هذا النظام سيتم بموجبه إلغاء فئات الفقر والمتمثلة في فئة الفقر المدقع وفئة الفقر المطلق وسوف يقوم بتقديم سلة غذائية واحدة لكل اللاجئين دون اعتبار لمستوى الفقر، وهذا العمل يتعارض كلياً مع كافة النظم والمناهج العلمية والمنهجية التي تعمل على تقييم الفقر وتحديد نوع المساعدة التي يحتاجها الفقراء، فضلاً عن أن واقع الفقر في ظل أزمة "كورونا" قد ازداد بشكلٍ كبير، وهذا يؤدي بالتالي إلى تكريس واقع الفقر وانتشاره بين جموع اللاجئين بشكلٍ مخيف.