منذ إبرام اتفاق التسوية في درعا جنوب سوريا، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلّحة تحت اشراف القوات الروسية في تموز/ يوليو 2018، وتوقّف العمليات العمليات الحربيّة المُباشرة على إثرها، تم توثيق العديد من حالات اغتيال طالت لاجئين فلسطينيين في مناطق مختلفة من المحافظة ومخيّمها، وذلك في سياق حوادث أمنيّة لم تتوقّف حتّى تاريخه، قارب عدد ضحاياها من الشبّان الفلسطينيين أكثر من 20 ضحيّة بين قتيل وجريح ومختطف حسبما وثّق مُراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وآخر ماطال الفلسطينيين في المُحافظة، كان عمليّة اغتيال بحق عاملٍ فلسطينيّ، مطلع شهر آذار/ مارس الجاري، حيث قضى الشاب محمد أيمن عايش ابن مخيم درعا من مواليد 1996، جرّاء استهدافه بعبوة ناسفة ادت الى مقتله على الفور وتفحّم جثّته، في مبنىً كان يعمل به في حي طريق السد بالمدينة.
حوادث وضعها مراسلنا في درعا، في سياق عمليات ممنهجة تستهدف كل من عملوا ضمن أطر تابعة للمعارضة خلال فترة سيطرتها على العديد من أحياء المدينة ومخيّمها، دون تفرقة بين عنصر مسلّح أو ناشط إغاثي، مؤكّداً أنّ العديد منها طال عناصر قاموا بتسوية أوضاعهم الأمنيّة بموجب بنود التسوية التي عُمل بها برعاية روسيّة.
وبحسب مراسلنا، فإنّ التسوية لم تحمِ العديدين ممن عملوا ضمن أطر المعارضة، وقاموا بتسوية أوضاعهم وفق بنود الاتفاق، حيث قامت عناصر تابعة للنظام باغتيال الشاب فراس المصري بتاريخ 18 تشرين الأوّل/ اكتوبر 2019، وهو متزوج ولديه ثلاث أولاد، تبعه اغتيال الناشط غريب المصري بتاريخ 2 شباط فبراير 2020، علماَ أنّ الأخير كان قد التحق بالفيلق الخامس الواقع تحت الإشراف الروسي بعد تسوية أوضاعه، الّا أنّ ذلك لم يحمِه من الاغتيال، وكذلك الشاب وليد عطيّة الذي تعرّض لمحاولة فاشلة خرج منها بإصابة بالغة في أيّار/ مايو من ذات العام.
كما أصيب الفلسطيني عمار العايدي من سكان طريق السد في أيلول/ سبتبمبر من العام الفائت برصاص عناصر تابعة للنظام السوري، كانت تطلق النار بشكل عشوائي على حي الحماديين بطريق السد.
أمّا في درعا البلد، فقد سُجّلت واحدة من أفظع الجرائم التي طالت لاجئين فلسطينيين، حين أقدم أحد عناصر الأمن العسكري المدعو مصطفى المسالمة الملّقب بـ" الكسم" باختطاف الشقيقين الفلسطينيين عبد الله عبد القادر الجابر ومالك عبد القادر الجابر، بتاريخ 9 كانون الثاني/ يناير 2020، والقيام بتعذيبهما بشكل وحشي، ومن ثم تصفيتهما عند منطقة دوار الكازيّة في درعا البلد، دون محاسبة القاتل حتّى تاريخه.
كما استهدف مسلحون مجهولون بتاريخ 15 ايّار/ مايو 2020 اللاجئ الفلسطيني يوسف فادي القرقطي يبلغ من العمر 26 عاماً، ما أدّى إلى مقتله على الفور، وهو من الخاضعين لاتفاق التسوية.
ولم يسلم المتطوعون الدوليون في حقل الإغاثة، من عمليات الاستهداف ومن ضمنهم الفلسطينيون، حيث تعرّض فريق تابع لمنظمة "أوكسفام الدوليّة" لاستهداف مباشر في شباط/ فبراير 2020، على الطريق الواصل بين بلدتي اليادودة والمزيريب بريف درعا الغربي، أدّى إلى إصابة الفلسطيني ابراهيم محمد عمر (26) عاماً من أبناء المخيّم بجروح خطيرة، وقُتل في الحادثة متطوعين من الجنسيّة السوريّة.
وفي بلدة جلّين، وثّق مُراسلنا قضاء اللاجئ الفلسطيني محمد اياد الشمالي بتاريخ 29 أيّار/ مايو 2020، بعد تعرّضه لاغتيال على يد مسلحين مجهولين، وهو من سكّان بلدة طفس بريف المحافظة.
أمّا بلدة المزيريب بالريف الغربي للمحافظة، فشهدت النصيب الأكبر من عمليات الاغتيال لفسطينيين منذ اتفاق التسوية، حيث قُتل الشاب طارق منصور حسين البالغ من العمر 35 عاماًعام 2019، والشاب محمد عواد عمرة البالغ من العمر 18 عاماً.
وجرى اغتيال الشاب الفلسطيني حسين أمين اللهيبي من مواليد 1995، بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير 2020، وأصيب صديقه الشاب الفلسطيني بلاب خالد المساوي، وذلك بإطلاق النار عليهما من قبل مجهولين يستقلون دراجة ناريّة.
كما قُتل كلّ من اللاجئ ياسين عوّاد في شباط/ فبراير 2020، أثناء تواجده بالقرب من محله التجاري في البلدة، كما قتل مجهولون بطلق ناري الفلسطيني مهران السيطري في أيلول/ سبتمبر من ذات العام.
وتعرّض لاجئين من سكان البلدة، إلى إعاقات دائمة بسبب اشتباكات أمنيّة عقب التسوية، وهما الشاب "مناضل السيطري" الذي بُترت قدمه جرّاء إصابة بالرصاص، و"معن السيطري" الذي بُترت قدميه الاثنتين نتيجة أصابته بإطلاق نار عام 2019.
أمّا بالنسبة لعمليات الخطف، فوثّق مراسلنا اختطاف لاجئين اثنين، وهما كلّ من نصر مهاوش من سكّان منطقة المزيريب، حيث جرى اختطافه من قبل مجهولين بواسطة سيارة " فان" من محلّ تجاري يملكه في وسط البلدة في حزيران/ يونيو 2020.
كما تعرّض اللاجئ من أبناء المخيّم إياد محمد علي لعملية اختطاف بذات الشهر والعام، خلال عمله كسائق تاكسي في مدينة درعا، وقد طالب الخاطفين من أهله مبلغ كببر من المال مقابل إطلاق سراحه، بحسب مراسلنا الذي أشار إلى أنّ عمليات الخطف مقابل الفدية منتشرة بشكل واسع في كافة مناطق المحافظة.
ونقل مُراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن الأهالي تخوّفاتهم الواسعة من تكرار الحوادث الأمنيّة في عموم المحافطة، ولا سيما أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين سواء في المخيّم أم في تجمعي جلّين والمزيريب، وذلك إثر تكرار حوادث الاغتيالات بشكل يومي، مشيراً إلى تلقي الكثير من الشبّان ومن بينهم فلسطينيين، لتهديدات بالقتل، من قبل العناصر لأمنيّة والمواليّة للنظام السوري في المحافظة.