حذَّر اتحاد الجاليات والمؤسّسات الفلسطينيّة في أوروبا، اليوم السبت 13 آذار/ مارس، من مغبَّة أي اتفاق لا يضمن مشاركة الشعب الفلسطيني في الشتات بانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني المقبلة.
ودعا الاتحاد في بيانٍ له، كافة الفصائل والقوى الفلسطينيّة التي تنوي الاجتماع في القاهرة منتصف مارس الجاري، لضرورة أنَّ يتضمن أي اتفاق حول إعادة بناء منظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني فلسطيني مشاركة جماهير شعبنا في الشتات بما يشمل الجاليات الفلسطينية في أوروبا حتى لا يجعل منه باطلاً وغير ذي قيمة.
كما أكَّد الاتحاد على ضرورة ألّا يتجاوز الاتفاق الثوابت الوطنيّة التي يلتف حولها أبناء شعبنا في الوطن والشتات، وفي مقدمتها صوغ استراتيجيّة وطنيّة مقاومة قادرة على إدارة معركة المواجهة مع الاحتلال ومخططاته ومشاريعه التصفوية، وهادفة إلى إنهاء سياسة التفرّد والهيمنة بالقرار الوطني والمؤسّسة، والتصدي لأيّة محاولات جديدة لإعادة إنتاج اتفاقية أوسلو والعودة من جديد إلى متاهات التسوية العقيمة والفاشلة التي اكتوى بها شعبنا على مدار سنوات طويلة.
وشدّد الاتحاد على أنّ هدف تجسيد وحدة مكونات شعبنا في الوطن والشتات يجب أن لا يغيب عن محاور النقاش في الاجتماع المزمع عقده في القاهرة، فلا يجوز على الإطلاق أن يتم اختزال حق شعبنا في الانتخاب والترشيح لاختيار قيادة فلسطينية جديدة تقود النضال الوطني الفلسطيني من خلال آليات لتشكيل مجلس وطني يجري التوافق عليها تحت مبررات صعوبة إجرائها في التجمعات الفلسطينية والمُخيّمات في الشتات ضمن محاولة إنتاج قيادة جديدة تُفصّل على مقاس القيادة المتنفذة وتعمل على استكمال حلقات الأزمة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني، والاستمرار في الغرق في مستنقع أوسلو الكارثي.
ورأى الاتحاد أنّه لا يمكن القبول بأن تكون السلطة -والتي هي من مخرجات اتفاق أوسلو الكارثي النتائج على القضية الفلسطينية- بديلاً مهيمناً على منظمة التحرير، فيجب ألّا تكون هذه الانتخابات مكرّسةٍ لهذه الحالة التي تطمح وتسعى لها قيادة السلطة منذ عشرات السنوات.
وجدّد الاتحاد تأكيده على أنّ حق شعبنا وتجمعاته ومُخيّماته في الشتات بالانتخاب ترشيحاً وتصويتاً لا مساومة عليه، ولن يصمت أو يقبل بأي اتفاق يتجاوز هذا الشرط، فحالة الغضب التي عبَرّ عنها شعبنا في الخارج إزاء الاتفاق في الاجتماع الأول بالقاهرة يجب أخذها بعين الاعتبار ولا يجب القفز عنها أو تجاهلها.
وفي ختام بيانه، أكَّد الاتحاد على حق شعبنا في الداخل المحتل كما في الشتات والتجمعات في أوروبا والأمريكيتين بضمان تمثيله ضمن المؤسسات الوطنيّة وفي مقدمتها المجلس الوطني، وذلك للوصول إلى تغيير جذري وكلي يلفظ كل أخطاء التجربة الماضية وخاصة خطيئة أوسلو ونهجها المدمر.
وفي وقتٍ سابق، أطلق "اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا/ برلين" عريضة للتوقيع، تُطالب بتوفير الإجراءات والترتيبات الإداريّة، لتمكين أبناء الجاليات الفلسطينيّة في أوروبا من المشاركة في العمليّة الانتخابيّة في إطار "المجلس الوطني الفلسطيني" ترشيحاً وانتخاباً.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، قد صدَّر مرسوم رئاسي خاص، بإجراء انتخابات شاملة (تشريعية، رئاسية، مجلس وطني)، وحُدِّد يوم 22 أيّار/ مايو 2021 لإجراء الانتخابات التشريعية، ويوم 31 تموز/ يوليو للانتخابات الرئاسيّة، على أن يتم استكمال انتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب 2021، بعد اعتبار نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس.