أقدم عدد من أبناء مخيّم البداوي في مدينة طرابلس شمالي لبنان، على قطع الطريق العام في المخيّم بعد ظهر اليوم الثلاثاء 16 آذار/ مارس احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة على ضوء الانهيار الاقتصادي اللبناني المتواصل.
وطالب المحتجّون، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بوضع خطّة طوارئ إغاثيّة عاجلة، لانتشال الأهالي من الجوع المحدق بهم، حسبما أفاد أحد أبناء المخيّم وسام شحرور لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال شحرور، إنّ الوضع المعيشي لمعظم أهالي المخيّم بات ينذر بمجاعة حقيقية، اذا لم تتحرّك وكالة "أونروا" ومنظمة التحرير بشكل فوري وعاجل، ولا سيما في ظل بلوغ الدولار الأمريكي عتبة 14 الف ليرة لبنانية، واغلاق العديد من المحال التجاريّة أبوابها في مدينة طرابلس وامتدّ الإغلاق إلى بعض محال المخيّم.
وأشار شحرور، إلى نقمة الكثير من الأهالي الفقراء، على فصائل منظمة التحرير ووكالة "أونروا" التي تدفع رواتب موظفيها بالدولار الأمريكي، و"هذا ما يجعلها لا تأبه بواقع الناس" على حدّ قوله. ونقل مطالب المحتجّين من الجهات المسؤولة بدعم الفقراء ولو باقتطاع بضعة دولارات من راتب كلّ موظّف وتقديمها للعائلات الفقيرة، " لأنّ ذلك قد يحميهم من الجوع".
من جهته، أشار الصحفي والناشط من أبناء مخيّم البداوي ناصر رميح في تعليق أدلى به لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ التحرّك كان صغيراً، ولم يستمر سوى دقائق، ولفت بذات الوقت، إلى أنّ غياب خطّة إغاثيّة من قبل "أونروا" لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين فإنّ الاحتجاجات ستتصاعد.
وأضاف، أنّ الوضع في المخيّم قد يذهب إلى الفلتان مثله مثل أيّة منطقة في لبنان، نظراً لكون اللاجئين الفلسطينيين باتوا غالبيتهم تحت خط الفقر، داعياً أن لا تبقى مساعدات الوكالة محصورة ببرنامج حالات العسر الشديد " الشؤون".
يأتي ذلك، في وقت بلغت فيه نسبتي الفقر والبطالة بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الـ 80%، حسب ما جاء في تقرير أعدّه الباحث الفلسطيني جابر سليمان لمركز زيتونة للدراسات والذي جاء فيه، فيما يؤدي تواصل الانهيار الاقتصادي المتسارع إلى تفاقم تلك النسب، في وقت يستمر فيه انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، فيما تشهد أسعار السلع الغذائيّة ارتفاعاً جنونياً.