رشّح اللاجئ الفلسطيني المهجّر من مخيّم اليرموك في سوريا الصحفي والناشط محمد نجمة نفسه، لعضوية "المجلس الاستشاري للمهاجرين" في مدينة "لايبزيغ" بمقاطعة "زاكسين" شرق ألمانيا، والمُزمع إجراؤها يوم 22 آذار/ مارس الجاري.
وجرى قبول ترشيح نجمة لعضوية المجلس، في انتخابات هي الأولى من نوعها للمجلس المذكور، حيث كان يُعيّن أعضاؤه سابقاً من قبل السياسيين في برلمان المُقاطعة، إضافةً إلى كونها الأولى من نوعها والوحيدة، من حيث إشراك اللاجئين المُقيمين غير الحاصلين على الجنسيّة الألمانيّة فيها، حسبما أوضح نجمة في حديث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وحول مهام المجلس وأهميّته، قال "نجمة": إنّها تنحصر في تقديم المشورة حول القوانين الخاصّة باللاجئين والمهاجرين الأجانب ضمن مدينة "لايبزغ" التي تضم أكبر عدد منهم في المقاطعة، وأخد استشارة المجلس ببعض القوانين التي تخص اللاجئين كتغيير سياسة معيّنة أو قرار ما حول تقليص ساعات دورات الاندماج وماشابه، وأخذ الرأي حول مدى استفادة اللاجئين من قرار ما، أو مدى تسببه بأزمة لهم من عدمها.
الانتخابات هي الأولى من نوعها وستوفّر صوتاً مؤثّراً للاجئين والمهاجرين
وأوضح "نجمة" عبر طرقه مثالاً عن عمل المجلس الاستشاري، حيث جرى رفع طلب من قبله العام الفائت، إلى مجلس المدينة، لإدانة الممارسات العنصريّة لأحزاب اليمين المتطرّف ضد المهاجرين والأقليّة المسلمة، أسوة بإدانة ألمانيا الممارسات العنصريّة ضد اليهود، وجرى تمرير المقترح من قبل مجلس المدينة حينها، وذلك قبل أن يكون المجلس منتخباً حسبما أضاف "نجمة" لموقعنا.
أمّا اليوم، فتكتسب انتخابات المجلس، الأولى من نوعها ، أهميّة خاصّة وفق الناشط نجمة، وخصوصاً في مدينة كـ "لايبزغ" ذات التوجهات المُحافظة والمُنغلقة وغير المُرحّبة بالأجانب، لكونها ستوفر صوتاً مؤثّراً للاجئين والمُهاجرين، إضافة لتوفيرها فرصة لهذه الشريحة، المُشاركة في الحياة السياسية والديمقراطيّة والتأثير بها في البلاد.
سأكون صوتاً للفلسطينيين والسوريين في المدينة
وتقدّم "محمد نجمة" بترشّحه لعضوية المجلس، بصفته المستقلّة رغم انتمائه لحزب اليسار الألماني المعروف بتأييده لقضايا اللاجئين والمُهاجرين، وذلك لكون الشريحة التي يطمح لتمثيلها ورفع صوتها بشكل أساسي وقوامها من الفلسطينيين سواء المهجّرين من سوريا أو من الأراضي الفلسطينية المحتلّة (الضفة والقطاع)، إضافة إلى اللاجئين السوريين، قد ورثت عدم الثقة بالأحزاب السياسية من تجربتها مع انظمة الحكم في بلادها، وهو ما دفعه للترشّح بشكل مستقل، حسبما أشار في حديثه لموقعنا.
وأكّد الناشط الفلسطيني، أنّه يعوّل على التواجد العربي في المدينة، مشيراً إلى أنّه سيكون صوتاً للفلسطينيين والسوريين، نظراً لكونه يحمل هذا الانتماء المزدوج لفلسطين بلده الأم، وسوريا بلد ولادته ونشأته.
وحول التواجد الفلسطيني في مدينة "لايبزغ" أشار "نجمة" إلى أنّ هذا الوجود قديم نسبيّاً، نظراً لكون المدينة كانت تتبع لألمانيا الشرقيّة قبل سقوط جدار برلين عام 1989، حيث كانت المنح الدراسيّة الفلسطينية تذهب بمعظمها إلى ذلك القسم من البلاد، والكثير منهم استقروا في المدينة، إضافة إلى استقبالها موجة كبيرة من اللاجئين اثر موجة الهجرة التي انطلقت من سوريا بعد العام 2014.
كما لفت "نجمة" إلى أنّ نسبة الفلسطينيين من عموم المهاجرين في "لايبزغ" تتراوح بين 10 إلى 15 %، فيما يحتل اللاجئون السوريّون ثاني أكبر نسبة بين المهاجرين الأجانب في عموم البلاد بنسبة 60%، فيما يتنوّع البقيّة بين جنسيّات متعددة.
المُشاركة بالانتخابات فُرصة للتمرّن على الديمقراطيّة
ودعا اللاجئ والناشط ابن مخيّم اليرموك، جميع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والعرب في "لايبزغ" إلى المُشاركة في العمليّة الانتخابيّة، وعدم توفير فرصة لأي عمل سياسي وديمقراطي يُتاح لهم في المانيا.
وجود العديد من "الإسرائيليين" في المدينة يوجّب على الفلسطينيين عدم اخلاء الساحة لهم
وتوجّه عبر " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" للفلسطينيين بالأخص، أن يكثفّوا مشاركتهم بالحياة السياسية الألمانية عبر التغلغل داخل الأحزاب، والنزوع للوصول إلى البرلمان والدوائر السياسية في البلاد.
وأشار إلى أنّ أحد أبرز الأسباب التي دفعته للترشّح لانتخابات المجلس الاستشاري، هو وجود العديد من " الإسرائيليين" في المدينة والذين يخترقون دوائر صنع القرار، وهو ما يوجّب على الفلسطينيين عدم اخلاء الساحة لهم " يجب أن يكون لنا صوت مسموع ومؤثّر" حسبما أضاف.
كما اعتبر "نجمة" أنّ المُشاركة بالحياة السياسية والديمقراطيّة في المانيا وعموم بلدان اللجوء الأوروبيّة بالنسبة للاجئين، فرصة للتمرّن على ممارسة الديمقراطيّة، المحرومين منها في بلادهم، داعياً لانتخابه وفق ما يطرحه من أفكار وبرامج، ومدى قدرته على التعبير عن صوتهم، وليس لكونه فلسطينياً أو عربيّاً.
لافتاً إلى أنّ أحد أهم الأسباب التي أدّت إلى فشل عمليّة التغيير السياسية التي أرادها الشعب السوري على سبيل المثال حين انطلق بثورته، تكمن في عدم قدرته على ممارسة العمل السياسي، نظراً لكونه كان محروماً من تلك الممارسة طوال 4 عقود من الحكم الاستبدادي، وبالتالي تشكّل الممارسة السياسية للاجئين في المانيا وأوروبا فرصة لاختبار العمل السياسي والتمرّن عليه، حسبما ختم الناشط والصحفي محمد نجمة حديثه لموقعنا.