وجّه نشطاء تونسيون انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد، عقب إعلانه المشاركة في مؤتمرٍ تنظمه الإمارات ويحضره مسؤولون من الكيان الصهيوني، إذ وصفوا هذه المشاركة بـ"الخيانة".

وتحدّثت عدّة وسائل إعلام عن مشاركة الشاهد في قمة دبي العالمية المُسماة (موازين القوى الدولية في عالم ما بعد الوباء) التي ستنعقد في دبي في 24 مارس الجاري، حيث سيُشارك فيها "سيلفان شالوم" وزير الداخلية الصهيوني السابق، و"فلور حسن ناحوم" نائب رئيس بلدية مدينة القدس المحتلة، وعدد آخر من المسؤولين الصهاينة.

بدوره، قال الناشط السياسي المعز الحاج منصور، إنّ "يوسف الشاهد رجل إسرائيل في تونس".

وكتب منصور عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، إنّ "مصادر موثوقة أكدت أن رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، شارك في ندوة تحضرها لوبيات صهيونية بدولة الامارات، متزعماً بذلك تيار التطبيع مع الصهيونية العالمية في المشهد السياسي التونسي".

وتابع منصور: "يبدو أنّ تواطؤ يوسف الشاهد مع التطبيع انطلق منذ ترأسه للحكومة، واستمر إلى اليوم، خاصة وأنه نجا من المحاسبة في خصوص إغراق الدولة التونسية في قروض وديون تسببت في الوضعية الخطيرة للمالية العمومية".

كما كتب الناشط عبادي جالول عبر صفحته في موقع "تويتر": على من ستشهد يا يؤسف الشاهد؟ على نفسك بالخيانة ووضع يدك في أيدي المطبعين والصهيونية المتغطرسة؟ مما يدل على حرصك على مستقبل على مقاسك تضمن لك الصهيونية العالمية إياه أو الماسونية الملحدة.. إن كان هذا سر هرولتك وانبطاحك تكون قد أدركت غايتك لكن خارج بلانا، فلا عاش في تونس من خانها".

من جهته، كتب رئيس حزب "المجد" عبد الوهاب الهاني: "على السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب مشارك في حزام ووسادة الوفاق الحكومي والبرلماني الحاكم في تونس، إلغاء مشاركته إلى جانب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق للدولة القائمة بالاحتلال".

وفي السياق، قال رئيس جمعية أنصار فلسطين في تونس مراد اليعقوبي، أنّ "الحقيقة مثل هذه السلوكيات ليست غريبة على مثل هؤلاء ولا على المنظومات المهزومة التي تعتمدهم في التسيير خضوعاً لإملاءات المستعمر القديم/ الجديد، وما هذه المظاهر إلّا ما بدا من جبل الجليد، لأن جل الحكومات العربيّة أو كلها تسير قدما باتجاه التطبيع والخضوع لشروط العدو، وضغوط حماته من المجتمع الدولي الذي قنن وشرعن افتكاك الأرض لأصحابها بكل أسلحة الهيمنة والعنف".

بدوره، أكَّد الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، أنّ مشاركة يوسف الشاهد، جنباً إلى جنب مع نائب رئيس وزراء الاحتلال السابق "سالفيان شالوم"، مرفوض بكل المقاييس الوطنية، وفيه خروج عن المواقف الثابتة للشعب التونسي من القضية الفلسطينيّة، مُؤكداً أنّ "انعقاد هذه القمة يدخل في إطار تشجيع التطبيع العربي والتسويق له، وحلقة من حلقات مشروع صفقة القرن الذي رعته الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، وهي بهذا المقياس طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني المكافح من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

جدير بالذكر أنّ تونس عبَّرت في مناسباتٍ عديدة عن رفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكنها في ذات الوقت اعتبرت أنّ توقيع دول عربية اتفاقيات تطبيع معها "شأن داخلي".

ويُشار إلى أنّ الكتلة الديمقراطية بمجلس نواب الشعب التونسي قدمت يوم 15 كانون الأوّل/ ديسمبر 2020، مقترح قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، بالتزامن من الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال الشهيد محمد الزواري في محافظة صفاقس.

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد