أفادت مصادر محلية، صباح اليوم الأربعاء 24 آذار/ مارس، بأنّ جرّافات جيش الاحتلال الصهيوني هدمت منزلاً في مُخيّم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة القدس المحتلة.
وبيّنت المصادر أنّ قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافتان قامتا بهدم منزل في المُخيّم، وهو عبارة عن غرفتين مسقوفتين بالصفيح.
ولفتت إلى أنّه وخلال عملية الهدم اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في المكان دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي وقتٍ سابق، أفادت منظمة "بتسيليم" الحقوقيّة، بأنّ الاحتلال هدم منذ مطلع عام 2004 حتى نهاية العام المنصرم، 1098 منزلاً في مدينة القدس.
وهدم المقدسيون ذاتيا قرابة 235 منزلاً في نفس الفترة لتجنب غرامات باهظة جداً تفرضها سلطات الاحتلال عليهم بعد تنفيذ عمليات الهدم بجرافاته، فيما هدم الاحتلال 458 مبنى ومنشأة غير سكنية في نفس الفترة، ومنذ مطلع العام 2004 حتى نهاية العام 2020، شرّد الاحتلال قرابة 3579 مقدسياً بعد هدم منازلهم.
وتنتهج سلطات الاحتلال الصهيوني سياسة هدم المنازل الفلسطينيّة في القرى والمُخيّمات والمدن الفلسطينيّة خاصة تجاه المقدسيين، وذلك بزعم "البناء دون ترخيص"، وفي المقابل من المُحال أن يحصل الفلسطيني على إذن أو ترخيص يسمح له بالبناء، في إطار سياسةٍ صهيونيةٍ متعمّدة تهدف لتشديد الخناق على السكّان الفلسطينيين، ومنهم اللاجئون، لتشتيتهم وتشريدهم هنا وهناك.
وفي وقتٍ سابق، قال رئيس اللجنة الشعبيّة لخدمات اللاجئين في مُخيّم شعفاط محمود الشيخ لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّ "سلطات الاحتلال لم توقف سياسة هدم المنازل بتاتاً، خاصة في مُخيّم شعفاط الذي يسكنه أكثر من ثلث سكّان مدينة القدس وغالبيتهم من اللاجئين، ومن الطبيعي أن يزيد عدد اللاجئين فبالتالي تجري عمليات التوسّع في البناء".
وأوضح الشيخ أنّ "كل عمليات الهدم تجري داخل نطاق المُخيّم، ومنذ بداية العام 2020 جرى هدم أكثر من خمس بيوت داخل المُخيّم".
يُذكر في هذا الصدد، أنّ اللاجئين الفلسطينيين في مُخيمّ شعفاط، وغالبية أهالي القدس المحتلة لا يعترفون ببلدية الاحتلال، كونها سلطة احتلاليّة، وجدت على أرضهم دون وجه حق.
أرقام الهدم لعامي 2019 و2020
وبحسب معلومات حصل عليها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، من مسؤول البحث الميداني في مؤسسة الحق زاهي جرادات في تقريرٍ سابق أعدّه "بوابة اللاجئين"، فإنّ سلطات الاحتلال الصهيوني هدمت خلال العام الماضي 2019، 180 مسكناً فلسطينياً في الضفة الغربية/ من ضمنهم 170 بحجة "البناء دون ترخيص"، وهناك 10 منازل هدم عقابي -لأهالي شهداء أو أسرى-.
وأفاد جرادات أنّه ومنذ بداية العام 2020 وحتى نهاية شهر أيار/ مايو، فقد هدمت سلطات الاحتلال 63 منزلاً، منها 59 بحجة "عدم وجود ترخيص"، و4 منازل هدم عقابي، وكل هذه الأرقام تشمل الضفة المحتلة بما فيها مدينة القدس.
وتتواصل هذه السياسة العنصريّة تجاه مُخيّمٍ يسكنه 95 ألف نسمة، ومع الأحياء المجاورة يبلغ 125 ألف نسمة، ولا تكترث سلطات الاحتلال لخطر تفشي فيروس "كورونا" داخل المُخيّم جرّاء الاقتحامات المتكرّرة له بهدف الاعتقالات أو تنفيذ أوامر الهدم، لا سيما وأنّ الفيروس متفشي في صفوف جنود الاحتلال، ما يُنذر بكارثة حقيقية ستحدث داخل المُخيّم في حال استمرت هذه السياسة وهذه الاقتحامات المُتكرّرة.