تواصل وزارة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينيّة تطعيم الفلسطينيين باللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" ببطءٍ شديد كما هو ملاحظ منذ بداية وصول اللقاحات إلى الضفة المحتلة، وبعد أن تعرّضت الوزارة لما أطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"فضيحة اللقاحات" عقب توزيع مئات اللقاحات على حاشية رئيس السلطة ووزراء الحكومة وبعض الإعلاميين بل جرى تحويل 200 لقاح إلى الديوان الملكي الأردني ما تسبّب بغضبٍ شديد في أوساط الفلسطينيين خاصّة وأنّ وزارة الصحة لم تتبع البروتوكول المعمول به عالمياً وهو البدء بتطعيم كبار السن والمزمنين (أصحاب الأمراض المزمنة) والذين يُعانون من نقص المناعة، أي عرض للإصابة والوفاة بالفيروس في أي وقت، وهذا فعلاً ما تثبته الأرقام المتصاعدة بشكلٍ ملحوظ في عدد الوفيات والإصابات في مدن ومُخيّمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة المحتلة.
حتى اللحظة ومنذ شهور من بدء وصول اللقاحات للضفة المحتلة لم يلمس اللاجئ الفلسطيني اهتماماً جدّياً من قِبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالضفة تجاه سرعة توفير اللقاح للمُسنين والمزمنين من أبناء المُخيّمات الفلسطينيّة سوى التصريحات الإعلاميّة فقط بعيداً عن الإجراءات الحقيقيّة على أرض الواقع.
وخلال الأيّام الماضية تلقى عدداً من المرضى وكبار السن في مُخيّم الفوّار اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" في بيوتهم، فيما تقول إحدى اللاجئات الفلسطينيات في مُخيّم الفوار لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": شو بدنا نساوي انصبنا ولا ما انصبنا يلي كاتبلنا اياه ربنا بدنا نشوفه.
وبشأن الإجراءات الوقائيّة ومدى الالتزام بها، تقول اللاجئة: الحمد لله، جالسين في البيت، لا طلعة ولا نزلة، وما في غير هالولد بدخل وبطلع على البيت، غير هيك لأ، والكل آخذين احتياطاتهم.
"بدأنا بمُخيّم الفوار لكثافته السكانية"
فيما قال مشرف التطعيم الميداني عادل عمر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ الطواقم الطبيّة تقوم بتنفيذ حملة تطعيم للمرضى من فئة 75 عاماً فما فوق، وهذه هي الفئة التي لا تستطيع أن تصل للخدمة الصحية في مقر مديرية صحة جنوب الخليل.
وتابع عمر: اليوم دخلنا بتركيز على منطقة مُخيّم الفوار التي هي من المناطق التي من الصعب الوصول إليها أو أن يصل السكّان إلينا في مقر تواجدنا في مديرية صحة جنوب الخليل.
ولفت إلى أنّ استهداف منطقة مُخيّم الفوار جاء بحكم الازدحام المتواجد فيها من ناحية العدد السكاني الكبير، وهذا من الممكن أن يكون فرصة للفيروس بأن يكون شديد العدوى بفعل هذا الازدحام.
المرحلة الثانية من التطعيم تطال كوادر "أونروا" فقط!
ويوم أمس، أعلن رئيس الوزراء في حكومة السلطة محمد اشتية، انطلاق حملة التطعيم الوطنية ضد فيروس "كورونا"، في حين أعلنت وزارة الصحة أنّ حملة التطعيم ستكون على أربع مراحل، المرحلة الأولى: الطواقم الطبية والصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة والأهلية، وكبار السن فوق الـ 75 عاماً، ومرضى الكلى والسرطان، وذوو الأسرى، والمرحلة الثانية: الكوادر الصحية في وكالة "أونروا"، وكبار السن فوق 65 عاماً، وأصحاب الأمراض المزمنة، والكوادر الأمنية على الحواجز، وكوادر المحافظات والبلديات والمجالس القروية، ورجال الدين، واستكمال تطعيم منتسبي الأجهزة الأمنية، فيما تكون المرحلة الثالثة: لـلمواطنين فوق 50 عاماً، وطواقم الوزارات والمديريات وجهاز القضاء والمحاكم، والكوادر التعليمية والإدارية في وزارة التربية والتعليم والمدارس الأهلية والخاصة، والصحفيين في وسائل الاعلام، والمرحلة الرابعة: لكافة الفئات غير المستهدفة في المراحل الأولى ممن تزيد أعمارهم عن 18 سنة.
وأوضحت الوزارة أنّ وكالة "أونروا"، وجميع مقدمي الخدمات الصحية شركاء في التلقيح خلال المراحل القادمة، وذلك من أجل تطعيم الفلسطينيين في المُخيّمات داخل الضفة، والوزارة أجرت الترتيبات اللازمة مع منظمة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية و"أونروا" لتطعيم أبناء المُخيّمات.
من جهته، قال المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني في وقتٍ سابق، إنّ الوكالة سيكون لها دور كبير في أي عملية تطعيم ضد فايروس "كورونا" سواء في قطاع غزّة أو الضفّة الغربية والقدس المحتلّتين.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده لازاريني في مقر الوكالة بقطاع غزّة، أكّد فيه أنّ الوكالة ستضع كافة امكانياتها الصحيّة للمساعدة في عمليات التطعيم، مشيراً إلى أنّ العملية ستحدث تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية ورعايتها.
ولكن قبل قرابة أسبوع، نظّمت الفعاليات واللجان الشعبيّة في عدّة مُخيّمات للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، عدّة وقفاتٍ احتجاجيّة رفضاً لما وصفوه تقصير وإهمال وكالة "أونروا" تجاه المُخيّمات الفلسطينيّة خلال أزمة جائحة "كورونا" في ظل تزايد أعداد الوفيات والإصابات داخل المُخيّمات.
ونظّمت فعاليات مُخيّم الدهيشة واللجنة الشعبيّة، اليوم، وقفة احتجاجيّة على مدخل المُخيّم للتعبير عن رفض أهالي المُخيّم لسياسة التجاهل والتقصير التي تنتهجها إدارة وكالة "أونروا" تجاه معاناة المُخيّمات بسبب تزايد أعداد المصابين بفايروس "كورونا".
يُشار إلى أنّه لا يوجد أي أرقام دقيقة لعدد الوفيات والإصابات بفيروس "كورونا" في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بمُخيّمات الضفة المحتلة سوى الارتفاع المتزايد في عدد الوفيات والإصابات، أمّا في قطاع غزّة فقد بلغ عدد الإصابات بالفيروس حتى صباح يوم الثلاثاء 23 آذار/ مارس، 15128 إصابة في صفوف اللاجئين منذ بداية الجائحة في شهر آذار/ مارس العام الماضي، وتوزّعت الإصابات كالتالي: مُخيّم جباليا 5807، مُخيّم الشاطئ 2019، مُخيّم المغازي 588، مُخيّم البريج 565، مُخيّم دير البلح 2329، مُخيّم النصيرات 2404، مُخيّم رفح 1416.