تتالت في الأسبوعين الأخيرين الاعتصامات النسائية أمام مكاتب ومؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  "أونروا" في لبنان، كرد فعل متوقع إزاء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تزداد سوءاً في البلاد عامة ومخيمات الفلسطينيين على وجه الخصوص.

ولطالما كانت المرأة الفلسطينية رأس حربة في مواجهة الظروف التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على مدار تاريخ قضيته وفي كافة أماكن وجوده، واليوم لا تستثني محاولات التصدي للواقع البائس المرأة الفلسطينية في مخيمات لبنان، حيث تخرج وتعلي الصوت في سبيل حماية عائلتها وأبنائها من فقر وبطالة باتا محتومين.

فالأزمة الاقتصادية الأخيرة تكاد تفقد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أبسط مقومات الحياة، كما تقول اللاجئة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة راغدة يعقوب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

لا أطلب سوى الحياة الكريمة والعلاج لزوجي المريض

يعقوب التي شاركت في الاعتصامات النسائية أمام مكاتب "أونروا" تشير إلى حالها بالقول: إنهم سبعة أفراد في المنزل، زوجها مريض لا يستطيع تأمين مبلغ دوائه الشهري وهو غير متوفّر في عيادة "أونروا"، مادفعها للاعتصام أمام العيادة فهي لا تطلب سوى إنقاذ زوجها من مرضه وأوجاعه.

تضيف بأن الحال وصل بأولادها أنهم بدؤا يشتهون الطعام، إذ لم تعد تذهب للسوق لابتياع ما تحتاجه كما اعتادت،  بسبب "الغلاء الفاحش" هذه الأيام، وكلّ ما تقتنيه للمنزل هو دَيْنٌ من المحال التجارية الصّغيرة.

بغصّة تقول يعقوب: إنّ كل ما تطلبه هو العيش بكرامة، مطالبة وكالة "أونروا" بالوقوف إلى جانبهم وأداء واجباتها تجاه العائلات الفلسطينية التي تعيش تحت خط الفقر.

انتقلت للعيش في بيت أهلي لعدم تمكني من دفع أجار المنزل

ولعل الحال قد تكون أصعب على اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان لذلك تشارك هيام صبحي المهجرة من مخيم درعا جنوبي سوريا إلى مخيم برج البراجنة، في الاعتصامات النسائية المتكررة، عل صوتها يسمع وتجد من ينقذ عائلتها من الفقر.

تقول حبيب: إن قضيتها كقضية غالبية الشعب الفلسطيني، حيث ساهم  تفشّي وباء "كورونا" في توقّف الأعمال ما أثّر بشكل كبير على حياتهم، واضطرت مؤخّرًا إلى بيع أثاث منزلها والانتقال هي وزوجها وطفلها الرضيع للعيش في بيت أهلها لعدم تمكّنها من دفع إيجار منزلها.

 وتشير إلى أنّ ابنها ذا العشرة أشهر وُلِد مريضًا وعلاجه غير متوفّر في عيادة "أونروا"، ولفتت إلى أنّ المبلغ الذي تقدّمه أونروا للاجئين الفلسطينيين المهجرة من سوريا شهرياً والذي لم يعد يتجاوز 75 دولاراً في سعر صرف السوق السوداء للفرد الواحد وبدل السكن، لا يكفي لسدّ احتياجات الحياة اليومية.

نحنا منقول للأونروا ما بدنا نطلع توابيت من بيوتنا

"نحنا منقول للأونروا ما بدنا نطلع توابيت من بيوتنا"، بهذه العبارة اختصرت الناشطة الحقوقية في مخيم برج البراجنة فاتن ازدحمد المشهد المعيشي لمئات العائلات الفلسطينية التي تعاني الأمرّيْن في ظلّ ظروف اقتصادية هي الأصعب منذ اللجوء الفلسطيني إلى لبنان.

  وطالبت ازدحمد وكالة "أونروا" بالاسراع في تنفيذ خطة إغاثة عاجلة للاجئين الفلسطينيين داخل لبنان، سواءالفلسطيني السوري أو الفلسطيني اللبناني بالمخيمات أو خارج المخيمات.

 وأشارت في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنّ تردي الظروف الاقتصادية والانسانية في لبنان فاق كل حد، في ظل تدني قيمة العملة اللبنانية مقابل سعر صرف الدولار وفي ضوء قوانين العمل "العنصرية" التي تستثني عمالة الفلسطينيين لأكثر من سبعين مهنة، ومن ثمّ انتشار وباء "كورنا" الذي فرض حالة من الإغلاق التام للبنان و توقف العديد من المهن اليومية التي يعتاش منها الفلسطينيون.

وقتول ازدحمد: إنه من خلال اطلاعها على أوضاع اللاجئين  الفلسطينيين على الأرض، فإنّ هناك أطفالًا حديثي الولادة وصلوا لمرحلة الجوع بسبب غلاءأسعار الحليب وانقطاعه في الكثير من الأحيان، كما أنّ المستلزمات الأساسية التي يحتاجها الطفل كالحفاضات أصبحت باهظة الثمن ولاتستطيع معظم العائلات تأمينها!

 وتضيف: إن الفقر حرم العائلات من أدنى مقوّمات الحياة كالأكل والشرب، فأقلّ طبخة أصبحت تكلّف أربعين ألف ليرة لبنانية وهي قيمة مرتفعة جدًا لعائلات لا تعمل، وأمام هذا الواقع المزري طالبت "أونروا" بتسجيل كلّ اللاجئين الفلسطينيين في برنامج حالات العسر الشديد.

ولذا تساهم فاتن في تنظيم اعتصامات دورية أمام مقرات وكالة "أونروا" لأنها تعتبر الوكالة المسؤولة عن إغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهذا واجبها إلى أن تتحقق العودة إلى فلسطين.

المطالب من "أونروا"

  وتطالب النساء في الاعتصامات أمام مقرات "أونروا" بـ بتوفير خطّة إغاثية وصحيّة عبر إعلان الاستنفار الشامل في كافة المراكز الصحية التابعة لـ "أونروا" وتأمين التغطية الاستشفائية الشاملة لجميع حالات دخول المشافي متضمّنة دخول الطوارىء، وتوسيع دائرة التعاقد مع المستشفيات وزيادرة فحوصات "كورونا"، والإعلان عن الاستراتيجية المتبعة لتوفير اللقاحات.

وزيادة نسبة المستفيدين من شبكة الأمان الاجتماعي بما في ذلك من رفع قيمة المساعدة الماليّة المقدّمة  وصرفها بالدولار الأمريكي، وتقديم مساعدات ماليّة عاجلة لعموم اللاجئين، إضافةً إلى المطالبة بتغيير نمط التعاطي مع اللاجئين واحتياجاتهم والتخلي عن سياسة التكيّف مع العجز المالي على حساب اللاجئين.

وفتح باب التوظيف وسد الشواغر وضمان استمرار الخدمات وصون كرامة العاملين وحقوقهم ووضع خطّة تحرّك سريعة لتأمين الموازنات المالية المطلوبة، إضافةً إلى المطالبة بالاستجابة لمطالب اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى ناحية الإسراع بصرف المساعدات الشهرية بشكل منتظم وبالدولار وتسجيل العائلات الجديدة، وشمول المهجّرين بالمساعدات والتقديمات كافّة التي تتعلّق بمواجهة الوباء وتأمين كافة أشكال الحماية.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد