رفضت "رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" وهي جهة مدنيّة مطلبيّة تمثّل شريحة واسعة من فلسطينيي سوريا في لبنان، زجّها بالتحرّكات المُطالبة بالهجرة الجماعيّة من لبنان في إطار ما يجري العمل عليه من توكيلات لمحامين من شأنها تحصيل تنازل عن حقّ العودة مقابل التعويض واللجوء الانساني.
وقالت الرابطة في بيان لها :" نحن كمهجرين خارج هذا الصراع ولا نؤيد أي طرف فيه، وقضيتنا مختلفة جذريا عن هذا كله" وطالبت من منظمّة التحرير الفلسطينية ممثلة بأمين سرّها في لبنان فتحي أبو العردات، التعاطي مع ملف المهجّرين من سوريا بشكل منفصل " وعدم زجّنا بأيّة أحداث نحن بريئون منها" بحسب البيان.
وجاء في بيانها" نحن كرابطة كنا قد حذرنا مراراً وتكراراً الناشطين المهجرين من سوريا، من المشاركة أو الدعوة لأي تحرك أو اعتصام يقوم به أخوتنا الفلسطينيين المقيمين في لبنان، لكن ما يسمى (بأعضاء الهيئة الشبابية لفلسطينيي سوريا) وبعض الناشطين، تصرفوا وتعاطوا مع دعواتنا وتحذيراتنا بلامسؤولية وباستهتار وأوصلونا لأن نكون مكان اتهام".
وكما ودعت الرابطة، الفلسطينيين المهجّرين من سوريا وسواهم، إلى عدم المشاركة "بأي تحرك أو اعتصام مع هذه الهيئات الفوضوية والغوغائية التي أضاعت خصوصيتنا وخلطت ملفنا ووضعتنا موضع المتهمين وأضعفت موقفنا بسبب جهل أعضائها وعدم درايتهم وإحاطتهم بحقيقة الأمر".
وحول خصوصيّة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، ومطالبهم، أوضحت الرابطة، أنّ هذه الشريطة لديها خصوصية من جميع النواحي الأمنيّة والحقوقية والمعيشيّة، تدفع إلى ضرورة إيجاد حلّ جذري لها، لكونها عالقة في لبنان ولا تستطيع العودة إلى سوريا ولا إلى فلسطين، كما لا يمكنها البقاء في لبنان.
وأشارت إلى أنّ اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، ليس لديهم حقّ الإقامة في لبنان، "ناهيك عن باقي الحقوق المفقودة كما لا يمكننا العودة إلى سوريا لأنها غير آمنة وتهدد حياتنا، كما لا يمكننا العودة إلى فلسطين لأن إسرائيل رفضت طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعادتنا لأراضي السلطة الفلسطينية قبل ما يقارب الأربعة أعوام" حسبما جاء في البيان.
وطالبت الرابطة، التعاطي مع الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، بناء على تلك الخصوصيّة المُشار إليها أعلاه، و"بشكل منفصل ومنعزل تماماً عن ملف إخواننا الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وننظر إلى أي محاولة لخلط هذين الملفين كمؤامرة ضدنا لن نتوانى عن فضحها وكشفها".
واعتبرت الرابطة، أنّ خيار فلسطينيي سوريا في لبنان، بالخروج من هذا البلد، هو خيار مجبرون عليه، وأكّدت على السعي باتجاهه لكونه الخيار الوحيد المُتاح، ودعت اللاجئين المهجّرين للتعاطي مع أزمتهم بكل وعي ومسؤوليّة.
وجاء البيان، في إطار الجدل الذي أثارته الدعوات التي توالت للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى تقديم "توكيلات مشبوهة" خطيّة والكترونية للمحامي جهاد ذبيان، لتفويضه الطلب من السفارات الأجنبيّة القبول بهجرة اللاجئين مقابل شطب حق العودة إلى فلسطين.
وجاءت الدعوات، عبر هيئات شبابية تدعي تمثيلها للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفلسطينيي سوريا المهجّرين، تمثّلت بالترويج للتوكيلات المذكورة، والدعوات للاعتصام أمام السفارات الأجنيّة للمطالبة بالهجرة الجماعيّة، وسط تحذيرات كبيرة من مضامين تلك الدعوات التي تستهدف حق العودة، ويصل لمصلحة " حراس أملاك الغائبين في "إسرائيل".