طالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، الإدارة الأمريكيّة بضرورة أن يعود الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى ما كان عليه في السابق قبل ولاية الرئيس الأمريكي ترامب والذي يقدر بـ 365 مليون دولار أمريكي.
جاء ذلك خلال اجتماع أو هولي مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الاسكان واللاجئين والهجرة ريتشارد أولبرايت على تقنية الزوم بحضور مدير عام الاعلام والعلاقات العامة ومسؤول ملف "أونروا" رامي المدهون.
وقال أبو هولي إنّ عودة الدعم الأمريكي لوكالة "أونروا" سيُساهم في تمكين "أونروا" القيام بدورها الإنساني والحيوي في خدمة اللاجئين الفلسطينيين الى حين حل قضيتهم حلاً عادلاً وشاملاً طبقاً للقرار 194، مُشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ساهمت بصفتها أكبر متبرّع لوكالة "أونروا" بتمويل بلغ 6.25 مليار دولار منذ 1950، وصل في ذروته لقرابة الـ ـ400 مليون دولار عام 2014، و365 مليون دولار في 2016 و2017، لينخفض إلى 65 مليون دولار عام 2018 قبل وقفه بشكل كامل في العام 2019.
واعتبر قرار عودة التمويل الأمريكي بدعم ميزانية "أونروا" بقيمة 150 مليون دولار بالخطوة التصحيحية لقرارات وسياسات الإدارة الأمريكية السابقة، وهذا الدعم الأمريكي سيساهم في تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة، وفي هذا اللقاء نطلب أن يعود الدعم المالي إلى ما كان عليه في السابق قبل ولاية الرئيس الأمريكي ترامب والذي يقدر بـ 365 مليون دولار أمريكي.
وشدّد أبو هولي على أنّ الدائرة تلقت إشارات إيجابية من السيد ريتشارد اولبرايت لمشاركة إدارته في مؤتمر المانحين الدولي الذي سيعقد برئاسة الأردن والسويد لحشد الموارد المالية لوكالة "أونروا"، والحضور والمشاركة الأمريكية ستكون أحد العوامل الرئيسية لإنجاح المؤتمر، مُؤكداً على أهمية وضرورة أن يكون للإدارة الأمريكية دور قوي وفاعل في المؤتمر الدولي للمانحين مع الأردن والسويد، وهذا سيحقق نجاحاً للمؤتمر على صعيد رفع مستوى التبرعات والتعهدات وفي تشجيع الدول المترددة للمشاركة والحضور.
كما طالب أبو هولي اولبرايت على حث الدول التي أوقفت أو قلّصت من دعمها ومساعداتها لوكالة الغوث إعادة مساعداتها إلى ما كانت عليه سابقاً قبل إدارة ترامب، وعودتها إلى الاندماج مع وكالة "أونروا" والمانحين، مُؤكداً على أهمية استمرار عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين لأنها العامل الهام في استمرارية الحد الأدنى للحياة للاجئين الفلسطينيين على جميع الأصعدة، خاصة وأن "أونروا" تقدّم خدماتها لأكثر من 535 ألف طالب وطالبة يدرسون في 708 مدرسة في مختلف المناطق، لبنان وسوريا والأردن والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وادارة 150 مركز طبي تابع لوكالة الغوث يتردد عليه ملايين اللاجئين للاستشفاء والعلاج والصحة، وتقديم خدماتها الاغاثية لأكثر من 1.7 مليون لاجئ فلسطيني سواء على صعيد المساعدات الغذائية والنقدية والقسيمة الشرائية والتي تعتبر شريان الحياة لهؤلاء اللاجئين ومن الصعب التخلي عنها.
ولفت أبو هولي إلى أنّ حاجة اللاجئين لوكالة الغوث زادت بعد تفشي فيروس "كورونا" في جميع المُخيّمات الفلسطينيّة والتي ضاعفت معاناة اللاجئين وزادت من معدلات الفقر البطالة الى 85% في مجتمع اللاجئين بعد فقدان أعمالهم ودخلهم اليومي الذي يشكل قوت عوائلهم بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومات المضيفة لمواجهة فيروس "كورونا".
وضع المُخيّمات كارثي
ووصف أبو هولي وضع المُخيّمات في ظل تفشي كورونا بالكارثي نتيجة افتقار المُخيّمات لمراكز الحجر الصحي، وانعدام البيئة الصحية بسبب الكثافة السكانّية وعدم جاهزية المراكز الصحية داخل المخيمات وانعدام الامن الغذائي، مطالباً مساعد وزير الخارجية بمزيدٍ من الدعم لهذه المؤسّسة الأممية والتي تعتبر المؤسّسة الوحيدة المهتمة باللاجئين الفلسطينيين.
من جهته، أكَّد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الاسكان واللاجئين والهجرة ريتشارد اولبرايت، على أنّ الإدارة الأمريكية على قناعة تامة بالدور المحوري الذي تقوم به "أونروا"، في خدمة اللاجئين الفلسطينيين والذي يساهم في تعزيز التنمية البشرية والحفاظ على استقرار المنطقة، ولدينا وجهات نظر متطابقة مع دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة بالنسبة لخدمات "أونروا" ودورها في تقديم خدمات الصحة والتعليم والإغاثة، ونحن مهتمون جداً بدعم استمرارية "أونروا" ونرى التحديات التي تواجهها من الناحية التمويل المالي".
الإدارة الأمريكيّة سوف تُشارك في مؤتمر المانحين
وتابع اولبرايت: "عندما نتحدث عن الحفاظ على استمرارية أونروا نقصد استمراريتها من منطلقين: المنطلق الأول الحفاظ على الدعم المالي من المانحين، والمنطلق الثاني كيف نزيد ونعزز من المساءلة والفعالية بأونروا وكيف تستطيع أونروا استخدام الموارد المحدودة لإعطاء أكبر منفعة على اللاجئين الفلسطينيين"، مُشدداً على أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بأن تعمل مع الدول المانحة لزيادة التبرعات للوكالة، كما أنّ وزارة الخارجية الأمريكيّة ستطلب من بعثاتها الدبلوماسية في الدول المتواجدة فيها بِحَثْ حكوماتها على دعم "أونروا".
كما أكَّد على أنّ الإدارة الأمريكيّة سوف تُشارك في المؤتمر الدولي للمانحين، وأن إدارته بدأت العمل مع الأردن والسويد للتحضير له ومع مانحين آخرين ولن تدخر جهداً من أجل انجاحه.