رغم الدعوات المتكررة للاجئين الفلسطينيين في لبنان من أجل تلقّي اللقاح المضاد لفايروس "كوفيد-19"، ما زال عدد المسجّلين فعلياً على المنصّة الإلكترونية لتلقّي اللقاح لا يتعدّى نسبة 2.03% من مجموع المُسجّلين من سكّان البلاد، ويبلغ عددهم 23 ألفاً و19 فلسطيني من مجموع عدد الفلسطينيين في لبنان والذي يقدّر بـ 475 ألف لاجىء مسجّل لدى وكالة "أونروا"، و 174 ألف لاجئ مُقيم بحسب إحصاء لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني عام 2017. وتعود أسباب تريّث الفسلطينيين بالتسجيل إلى انعدام الثقة والتخوّف من جهة وفقدان الأمل من جهة أخرى.

تفاجأت بإدراج اسم والدي لأني اعتقدت أن الفلسطينيين لن تكون لهم الأولوية ولكن تبين العكس 

يحيى حسين، لاجىء فلسطيني يقيم في منطقة صيدا جنوب لبنان، يروي تجربة والده مع تلقّي اللقاح، ويردّ على مخاوف الفلسطنيين في عدم شملهم أو عدم اعتبارهم أفضلية، فالفلسطينيون  الذين عاشوا سنوات طويلة من  التمييز والفصل بينهم وبين اللبنانيين في أغلب المجالات، قد يكون من الصعب تخيّل  أنّهم لن يتعرضوا لتمييز، عندما يأتي الموضوع لتلقّي اللقاح.

 و قال حسين لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّه قام بتسجيل والده، الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، على منصّة اللقاح الإلكترونيّة، ليتفاجأ بعدها بإدراج اسم والده بعد تسجيله بأسبوعين مباشرة، ويفسّر سبب تفاجئه أنّه كان يظنّ أنّ اللاجئين الفلسطينيين لن يكونوا ضمن أولويات من تأتي أسماؤهم لأخذ اللقاح.

 وأكمل أنه تمّ تحديد موعد في مستشفى صيدا الحكومي وتلقّى خلاله والده الجرعة الأولى من لقاح فايزر، على أن يتلقّى الجرعة الثانيّة يوم 30 من الشهر الجاري.

وأشار حسين أنّ أي آثار سلبيّة  لم تظهر على والده بعد تلقّيه الجرعة الأولى رغم معاناته من أمراض مزمنة ومنها مرض القلب والشلل الرباعي، باستثناء ألم طفيف شعر به في يده عند موضع الحقنة.

 ودعا حسين عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى التسجيل على المنصّة وعدم الاستخفاف بضرورة أخذ اللقاح لانه يوفّر الحماية للأهل وخصوصاً كبار السن، ويؤدي إلى سلام نفسي يجعل المرء يتخلّص من التوتر المرافق للخوف من إمكانيّة الإصابة ونقل العدوى إلى المقرّبين.

يؤّكد ذلك لاجىء فلسطيني آخر من منطقة صيدا أيضاً، محمود مرعي، ويبلغ من العمر 68 عاماً، الذي أفاد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّه أبدى استعداده لتلقّي اللقاح من خلال التسجيل على الرابط الإلكتروني، بسبب إصابة كافّة أفراد عائلته، بإستثنائه، ممّا زاد التخوّف من إمكانيّة انتقال العدوى إليه، ليسارع بدوره إلى التسجيل على المنصّة ويأتي اسمه لتلقّي اللقاح.

وفي الإطار نفسه، تقوم وكالة غوث تشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحملة توعية مكثّفة لتشجيع مجتمع اللاجئين الفلسطينيين على التسجيل لأخذ اللقاح، وضمن هذه الحملة، تأتي دعوة الطبيب الفلسطيني المتقاعد، فيصل رستم، ولديه من العمر 79 عاماً، حيث قال: "أنصح باخذ اللقاح حيث أُثبت أنّه الوسيلة الفعّالة حالياَ للوقاية من الفايروس وخطره ويُساعد في الحفاظ على السلامة العامّة."

8-1.jpg

وكانت وكالة "أونروا" قد طمأنت اللاجئين بأنّ لقاحات "كوفيد-19" فعّالة ضد الطفرات والسلالات الجديدة من الفايروس، حيث "يعتقد معظم العلماء أنّ اللقاحات التي يتمّ تطويرها حالياً، والبعض منها التي تمّ الموافقة عليها، يمكنها أن توفّر الحماية ضدّ السلالة الحاليّة وغيرها من السلالات الجديدة، وبالتالي فإنّ بعض التحوّرات في الفايروس لا تجعل من هذه اللّقاحات غير فعّالة. في الوقت الحالي هناك دراسات تجري في مختبرات حول العالم لتأكيد ذلك."

يُذكر أنّ المدير العام لوكالة "أونروا" في لبنان، كلاوديو كوردوني، كان قد دعا سابقاً اللاجئين الفلسطينيين إلى التسجيل على المنصّة، وأن الوكالة كانت قد أطلقت الحملة التوعوية والتشجيعية بشعار "الكورونا مش مزحة، لتحموا حالكم وتحموا غيركم تسجلوا عبر الرابط".

وللتسجيل على المنصّة يمكن الدخول على الرابط التالي:

وكانت عمليّة التلقيح في لبنان قد انطلقت منتصف شهر شباط/فبراير الفائت، وسط دعوات متعددة للاجئين الفلسطينيين للتسجيل عبر المنصة، وكان رئيس اللجنة الوطنيّة لإدارة لقاح "كورونا" في لبنان، الدكتور عبد الرحمن البزري، قد أكّد سابقاً أن ما يسري على اللبناني يسري على الفلسطيني، إلى ناحية التعاطي مع جائحة "كورونا"، داعياً اللاجئين إلى التسجيل لتلقّي اللقاح، ومشيراُ إلى التنسيق الكامل مع وكالة "أونروا" بما يخصّ تلقيح الفلسطينيين.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد