في مُخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزّة، تصنع اللاجئة الفلسطينيّة حنان المدهون فوانيس رمضان وزينة الشهر الفضيل.
صار هذا العمل مدخل الرزق الوحيد لعائلاتها، بعد توقّف زوجها عن العمل بسبب إجراءات الإغلاق بعد انتشار جائحة "كورونا" في القطاع المُحاصر، وهذا الحصار هو ذاته أيضاً الذي يمنع حنان من تصدير منتجاتها للخارج.
تصنع حنان كل زينة تخص المناسبات الاجتماعية والدينية في قطاع غزة، كأعياد الميلاد وحفلات التخرج واستقبال المواليد الجدد والأعياد، فيما يظل لرمضان نكهة خاصة تخبر عنها حنان في مخيم الشاطئ، وتقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن فانوس الشهر الفضيل لا بد أن يزين كل بيت في المخيم مهما كان الوضع المعيشي صعباً داخله.
فوانيس رمضان تلقى رواجاً في مخيم الشاطئ رغم فقر سكانه
تقول المدهون لبوابة اللاجئين الفلسطينيي: إن مُخيّم الشاطئ يُعد من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالناس، وتُشير إلى أنّ هناك إقبالاً على ما تصنعه، حيث تصنع الفوانيس والزينة الرمضانيّة أجواءً من الفرحة والسرور داخل المُخيّم.
وتضيف: إنها في رمضان هذا العام صنعت دمى وأشكالاً جديدة غير الفوانيس كبائع القطائف والكنافة، وعربة بائع الفول والمسحراتي ومدفع رمضان، وجمعت كل هذه الأشكال في ركن واحد سمته "تالمدينة الرمضانية المصرية".
بدأت هذه اللاجئة الفلسطينية المنحدرة من قرية حمامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة مشروعها منذ قرابة ست سنوات، وبدأته بأشياءٍ بسيطة وليس كما هو الحال الآن "زمان كنت أستخدم الفيوم -ورق الكلكل الأبيض- والكرتون والعديد من الخامات، ولم يكن حالي كما هو اليوم"، وبعد ذلك عرضت هذه المشغولات اليدويّة على الانترنت وأخذت رواجاً كبيراً، ولاقت إقبالاً، ومن هنا بدأت أفكارها تتطور وصارت تبدع في كل مرة أشكالاً وأفكاراً جديدة.
الحصار يعيق وصول منتجات حنان إلى مناطق خارج القطاع
ورغم أن شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وفروا لها مكاناً لعغرضص منتجاتها، التي لاقت صدى إيجابياً خارج قطاعه غزة كالضفة الغربية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، والأردن ومصر وأوروبا إلا أنها لا تستطيع تأمين المنتج لزبائن كثر يتواصلون معها من هذه الأماكن، لعدم قدرتها على إخراج ما تصنعه من قطاع غزة بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عاماً.
قبل أيّام، دعت اللجنة الشعبيّة لمواجهة الحصار في قطاع غزّة، إلى العمل على مختلف المستويات دول ومؤسّسات وجهاتٍ مانحةٍ عربياً وإسلامياً ودولياً لتقديم الدعم والعون والمساعدة، وإغاثة الشعب الفلسطيني في شهر رمضان، خاصة مع استمرار تفشي وباء "كورونا" والحصار الصهيوني.
ولفتت اللجنة إلى أنّ الجميع يتطلّع في شهر رمضان لإجراء الانتخابات المُقررة الشهر المقبل، "والكل يعول أن تكون انتخابات حرّة وديمقراطيّة ينتج عنها حكومة وحدة وطنيّة وإنهاء الانقسام، وتنهي كافة أشكال الفرقة والتشتت التي نشأت بسبب الانقسام الذي يحمل في كل تفاصيله آثار خطيرة وكارثيّة على حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني الحر".
يُشار إلى أنّ المُخيّمات الفلسطينيّة بشكلٍ عام ورغم ما تعيشه من ظروفٍ قاهرة بفعل الاحتلال الصهيوني والأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، إلّا أنّها على الدوام تثبت للعالم أنّها منبع للطاقات والابداعات خاصّة في المناسبات الدينيّة مثل شهر رمضان، وفي كل عام نشاهد العديد من المبادرات التي تخرج من المُخيّمات الفلسطينيّة للتغلّب على كل المُعيقات خاصّة ارتفاع أعداد البطالة والخريجين بين صفوف أبناء المُخيّمات.
شاهد التقرير